"أميرة".. فيلم فلسطيني حول معاناة الأسرى يخطف الأضواء في "قرطاج السينمائي"

ثقافة وفن

اليمن العربي

خطف الفيلم الروائي الطويل ”أميرة“ الأضواء في مهرجان ”أيام قرطاج السينمائية“ الذي انطلق في تونس أخيرًا، برؤيته الطريفة والمستحدثة، وتقنياته العالية، ورسائله العميقة التي توجه بها إلى جمهور السينما.

 

والفيلم المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، الذي تبلغ مدته نحو 98 دقيقة، يطرح قضية الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، لا برؤية من الداخل الفلسطيني كما هو شأن كثير من الأعمال السينمائية السابقة، وإنما برؤية المخرج المصري الشاب محمد دياب، الذي سبق أن أنتج أعمالًا دافع فيها عن حرية المرأة، وتناول في البعض منها قضايا تمس الحريات مثل التحرش الجنسي، وغيرها.

 

ويجسد الفيلم معاناة الأسرى الفلسطينيين، الذين سُلبوا حقهم في الحياة، والحب، وإنجاب الأطفال، دون أن تطالهم يد المحتل، فيلجأون إلى ”تهريب“ نطفهم من السجون إلى زوجاتهم، وتبدأ من ثمة مغامرة من نوع خاص، حيث يوجد كثير من الفلسطينيين الذين تم إنجابهم بهذه الطريقة الغريبة.

 

والفيلم الذي يشارك في بطولته: علي سليمان، وصبا مبارك، وتارا عبود، يسلط الضوء على قصة شابة فلسطينية كانت تعتقد لسنوات أنها من نطفة فلسطينية، لتكتشف أنها من نطفة إسرائيلية، الأمر الذي أدخل تغيرًا جذريًا في حياتها، ودفعها إلى صراع ذاتي عميق، ومواجهة مجتمع لا يرحم فتضطر إلى الهروب ومواجهة مصير مجهول، لتسقط شهيدة برصاص إسرائيلي قرب الجدار العازل.

 

وتعود قضية ”أطفال النطف“ إلى، العام 2012، حين قرر الأسرى الفلسطينيون اللجوء إلى تهريب النطف خارج المعتقلات، للحصول على حقهم في الإنجاب، وإطلاق اسم ”أطفال الحرية“ على أبنائهم.

 

ويقول المخرج محمد دياب إنه بدأ التفكير في إنتاج الفيلم منذ أن قرأ خبرًا قبل 9 سنوات عن قصة ”أطفال النطف“ التي قال إنها تحمل معاناة إنسانية كبيرة، وتمثل مادة درامية مثيرة.

 

وكان الفيلم في البداية يحمل اسم ”خديجة“ قبل تغييره إلى اسم ”سارة“ ثم استقر الرأي على ”أميرة“ بعد البحث عن الاسم الفلسطيني الأكثر تداولًا في هذا المجال، وفق قوله.

 

ويمثل فيلم ”أميرة“ إحدى التجارب المهمة، بحسب النقاد، في رصيد المخرج المصري محمد دياب الذي يعرف بتناوله لقضايا المجتمع، لا سيما التحرش ضد النساء في مصر.

 

وسبق أن حصل المخرج على عدة جوائز عن إنتاجاته السابقة، وفليمه ”اشتباك العام 2010 و“الحافلة 678“ العام 2018، عن التحرش الجنسي الذي حصل على أكثر من 30 جائزة دولية قبل أن يتولى إخراج  فيلم ”أميرة“ المرشح لجوائز ”أيام قرطاج السينمائية“، وقد شارك كذلك في مهرجان البندقية.