مفاوضات "نووي إيران".. بايدن يبحث عن "توازن دقيق"

عرب وعالم

اليمن العربي

حين تستأنف المفاوضات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، سيتحتم على واشنطن إيجاد توازن دقيق بين تقديم تنازلات وممارسة ضغوط.

 

وأعلنت إيران والاتحاد الأوروبي استئناف المفاوضات في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا بعد تعليقها لنحو خمسة أشهر، سعيا لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 والهادف إلى منع إيران من حيازة السلاح النووي.

 

وأتاح الاتفاق رفع الكثير من العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على طهران، في مقابل خفض أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها، لكن مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018.

 

غير أن الوضع تبدل كثيرا منذ تعليق المفاوضات في يونيو/حزيران. 

 

فقد تولى رئيس متشدد هو إبراهيم رئيسي السلطة في إيران، فأكد دعمه للمسار الدبلوماسي لرفع العقوبات، إلا أنه شدد على أن بلاده لن تفاوض "من أجل التفاوض"، ولن ترهن وضعها الاقتصادي "برغبة الأجانب".

 

وفي هذه الأثناء، أعرب الغربيون عن قلقهم "الكبير والمتنامي" حيال أنشطة طهران النووية، بينما تراجعت إيران عن تنفيذ الكثير من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق النووي، بعد حوالي عام على انسحاب ترامب منه ومعاودة فرضه عقوبات عليها انعكست أزمة اقتصادية حادة.

 

وإن كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدى في مطلع العام ثقة بقدرته على إحياء الاتفاق، فهو لم يعد يخفي قلقه، وتعمل واشنطن على وضع خطة بديلة في حال الفشل في العودة إلى اتفاق فيينا.

 

وتهدف المفاوضات التي ستجري في فيينا بين إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي بمشاركة أمريكية غير مباشرة، إلى تحديد العقوبات التي سترفع عن إيران ووضع جدول زمني لعودة إيران إلى الالتزام بتعهداتها.

 

وقالت كيلسي دافنبورت مديرة جمعية الحدّ من الأسلحة "أرمز كونترول أسوسييشن" لوكالة فرانس برس، إنه "سيتحتم على إدارة بايدن السير على حبل مشدود بإثباتها لإيران أنها ستجني منافع من رفع العقوبات في حال إعادة إحياء الاتفاق، من دون الرضوخ للضغوط الإيرانية".

 

وتطرح مسألة العقوبات التي أعادت الإدارة الأمريكية السابقة فرضها معضلة حقيقية، إذ تشكل شبكة يصعب حلحلتها، وازدادت تعقيدا مع العقوبات الجديدة التي فرضتها الإدارة الأمريكية الحالية، على غرار العقوبات على البرنامج الإيراني للطائرات بلا طيار. 

 

وأثنى المفاوض الروسي ميخائيل أوليانوف على "تقدم هام نحو الضمانات والتأكيدات التي تطالب بها إيران".

 

لكن السؤال الحقيقي الذي يراود الغربيين، هو إن كان رئيسي وعلي خامنئي يريدان فعلا إنقاذ الاتفاق، وقد يخلص الأمريكيون بأن ذلك غير صحيح، إذا وصل مفاوضوهم الإيرانيون في 29 نوفمبر/تشرين الثاني إلى العاصمة النمساوية حاملين مطالب تعتبر غير واقعية.

 

وصعدت الولايات المتحدة النبرة بشكل ملفت، إذ حذر وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في منتصف أكتوبر/تشرين الأول بأن بلاده مستعدة للنظر في "كل الخيارات" في مواجهة مثل هذا الاحتمال، في تهديد ضمني بالخيار العسكري، فيما لوح نظيره الإسرائيلي يائير لبيد صراحة باستخدام القوة، خلال مؤتمر صحفي مشترك.

 

وبعد بضعة أيام، مضى الدبلوماسي السابق دينيس روس الذي عمل مستشارا لرؤساء ديمقراطيين، إلى حد التأكيد أن "التهديد بالحرب" بات "الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى السلام مع إيران".