المناخ والضرائب واللقاحات.. حصيلة غنية لقمة العشرين في روما

اقتصاد

اليمن العربي

في أول اجتماع حضوري منذ عامين، اتفق قادة دول مجموعة العشرين على 3 نقاط رئيسية شكلت حصيلة غنية للأجندة الثقيلة التي ناقشوها.

 

من التغير المناخي إلى اتفاقية ضريبية غير مسبوقة وصولا إلى المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي وطريقة التعامل مع لقاحات كورونا، مثلت روما التي استضافت القمة محطة لنقاط رئيسية هامة اتفق عليها الزعماء.

 

التغير المناخي

 

أعلن القادة التزامهم الهدف الرئيسي لاتفاق باريس المتمثل في حصر الاحترار ب1,5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وتعهدوا التوقف عن دعم مشاريع المحطات العاملة بالفحم الملوث لكنهم فشلوا في الاتفاق على بلوغ هدف يتمثل بخفض الانبعاثات إلى الصفر.

 

وقالت مجموعة العشرين في بيانها الختامي إن "الحفاظ على (هدف) 1,5 درجة تحت السيطرة يتطلب إجراءات والتزامات كبيرة وفعالة من كل البلدان، مع مراعاة الأساليب المختلفة".

 

كذلك تعهدت الوصول إلى هدف تحقيق حياد الكربون "بحلول منتصف القرن أو حوالى ذلك الموعد" بدلاً من تحديد موعد واضح في 2050، كما كان يأمل النشطاء ومضيفة القمة إيطاليا.

 

واتفقت دول مجموعة العشرين، حسبما جاء في نص البيان، على التوقف عن دعم مشاريع المحطات الجديدة العاملة بالفحم الملوث هذا العام، وأعادت التأكيد على الالتزام غير المنجز بعد، والمتمثل بإتاحة مبلغ 100 مليار دولار للدول النامية لتسديد كلفة الالتزامات المناخية.

 

الضرائب

 

أعلن القادة تأييدهم لاتفاقية تتعلق بفرض ضريبة عالمية دنيا بنسبة 15% على الشركات المتعددة الجنسية، في إطار جهود لبناء "نظام ضريبي عالمي أكثر استقرار وإنصافا".

 

وعمالقة الانترنت الأمريكيون مثل أمازون وألفابيت القابضة (جوجل)، وفيسبوك وآبل، والتي استفادت من إقامة مقراتها في دول تعمد ضرائب متدنية، هي مستهدفة خصوصا بالقواعد الضريبية الجديدة.

 

والإصلاح الضريبي الذي توسطت له منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وأيدته 136 دولة تمثل أكثر من 90% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، بوشر العمل بشأنه منذ فترة طويلة ومن المتوقع أن يبدأ تطبيقه في 2023 لكن الموعد قد يتأخر.

 

وعلى كل دولة أيدت الاتفاقية العالمية أن تعرضها أمام البرلمان الوطني للمصادقة، والرئيس الأمريكي جو بايدن من بين الذي يواجهون معارضة داخلية قوية للخطة.

 

مع ذلك تدعو مجموعة العشرين مجموعات العمل ذات الصلة في إطار منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومجموعة العشرين أن "تسارع إلى وضع القواعد النموذجية والآليات المتعددة الأطراف بهدف ضمان دخول القواعد الجديدة حيز التنفيذ على المستوى العالمي في 2023".

 

اللقاحات

 

تعهد القادة دعم هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل بتلقيح 40% على الأقل من سكان العالم بنهاية 2021 و70% قبل منتصف العام المقبل، عن طريق تعزيز إمدادات اللقاحات في الدول النامية وإلغاء قيود التوريد والتمويل.

 

كذلك وعدوا بالعمل نحو الاعتراف بلقاحات كوفيد-19 التي تعتبرها منظمة الصحة العالمية آمنة وفعالة في أعقاب شكوى خلال محادثات القمة، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول عدم وجود موافقة دولية على اللقاح الروسي سبوتنيك-في.

 

الاقتصاد العالمي

 

خلال اللقاء الذي انعقد وسط ارتفاع معدلات التضخم مدفوعة بارتفاع أسعار الطاقة وفيما اختناقات سلاسل الإمداد تلقي بثقلها على اقتصاد عالمي لا يزال يعاني من اضطرابات مرتبطة بجائحة كوفيد، استبعد القادة إلغاء متسرعا لإجراءات التحفيز الوطنية.

 

وقالوا "سنواصل الحفاظ على الانتعاش ونتجنب أي سحب مبكر لإجراءات الدعم، مع الحفاظ في الوقت نفسه على الاستقرار المالي والاستدامة المالية طويلة الأجل والحماية من مخاطر التراجع والتداعيات السلبية".

 

فيما يتعلق بالتضخم قالوا إن "البنوك المركزية تراقب ديناميكيات الأسعار الحالية عن كثب" و"ستتصرف حسب الحاجة للوفاء بالتزاماتها، بما فيها استقرار الأسعار بينما تنظر في ضغوط التضخم عندما تكون موقتة".

 

أخيرا، تعهد قادة مجموعة العشرين "البقاء متنبهين للتحديات العالمية التي تؤثر على اقتصاداتنا، مثل اضطرابات سلاسل التوريد (و) مراقبة هذه المسائل ومعالجتها فيما تستعيد اقتصاداتنا عافيتها".

 

مساعدات التنمية

 

حدد القادة هدفا جديدا يتمثل بضخ 100 مليار دولار للدول الأكثر فقرا، تأتي من مبلغ 650 مليار دولار أتاحه صندوق النقد الدولي من خلال إصدار جديد ل"حقوق السحب الخاصة".

 

وحقوق السحب الخاصة هذه ليست عملة ولكن باستطاعة البلدان النامية استخدامها إما كعملة احتياطية تحقق استقرار قيمة عملتها المحلية، أو تحويلها إلى عملات أقوى لتمويل الاستثمارات.

 

بالنسبة للبلدان الأكثر فقرا، فإنها تستفيد أيضا في الحصول على العملة الصعبة من دون الحاجة لدفع أسعار فائدة كبيرة.