المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ينظم مؤتمره الدولي بأبوظبي

عرب وعالم

اليمن العربي

عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الأحد، مؤتمراً صحفياً بمقر المجلس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، بمشاركة كلٌّ من الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس والدكتور محمد البشاري الأمين العام للمجلس.

 

جاء ذلك للإعلان عن تفاصيل المؤتمر الدولي للمجلس والذي من المقرر عقده في الفترة من 12 إلى 14 ديسمبر/كانون الأول المقبل بأبوظبي تحت عنوان "الوحدة الإسلامية، المفهوم... الفرص... التحديات".

 

وأعلن الدكتور علي راشد النعيمي رئيس المجلس، عن عقد مؤتمر دولي في دولة الإمارات تحت رعاية كريمة من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الإماراتي تحت عنوان "الوحدة الإسلامية، المفهوم...الفرص... التحديات".

 

وتنبع أهميته من الحاجة إلى أن يتم تقديم خطاب فكري وشرعي يسد الفراغ الموجود لدى المسلمين في مختلف دول العالم، ويعالج تحدي الانتماء عند المسلم المعاصر، ما يؤكد على تعزيز الدور الريادي لعلمائنا ومفكرينا لكي يقودوا الأمة في هذا المجال، ويقدموا طرحاً فكرياً وشرعياً يتناسب مع متطلبات العصر، ويؤسس لانطلاق للمسلمين نحو مستقبل أفضل فيما يتعلق بمفهوم الوحدة الإسلامية، وأيضاً الفرص التي يجب أن تركز عليها كل المكونات في المجتمعات المسلمة من أجل الارتقاء بحياة المسلمين وتوفير فرص أفضل لهم، وكذلك ترسيخ الأمن والاستقرار وتحقيق الازدهار للمسلمين والإنسانية جمعاء".

 

وأضاف النعيمي أن "من أهداف المؤتمر توجيه خطاب ينطلق من قيم التعايش التي تنهجها دولة الإمارات من حيث كوننا شركاء مع الآخرين".

 

وتابع: "ونؤمن إيماناً حقيقياً بهذه الشراكة الإيجابية في العمل المشترك في بناء الأوطان ومواجهة التحديات التي تواجهها البشرية في كل مكان، سواء كانت متعلقة بالتغيّر المناخي أو مواجهة الأوبئة أو الفقر أو البطالة، وصناعة فرص للشباب أينما كانوا، خاصة أن التعددية الموجودة في العالم الإسلامي أو الدول غير المسلمة تفرض علينا غرس قيم التعايش وأن نبني عليها مشاريعنا المستقبلية".

 

وأكد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على أهمية الدور الريادي لعلماء الأمة ومفكريها في تقديم خطاب مبني على أسس شرعية، ويراعي خصوصيات هذا العصر ويحترم أنظمته وقوانينه، ويؤسس لمستقبل أفضل للمسلمين وغير المسلمين، في ظل الفراغ الموجود ووجود بعض الخطابات التي تفرق ولا تجمع، وتخدم أجندات تضر بالمسلمين أينما كانوا.

 

وأوضح أن المجلس سيكون حريصاً على تواجد أكبر عدد من العلماء المسلمين والمفكرين والقيادات الأكاديمية، حتى يتم تقديم رؤية من أبوظبي إلى العالم تخدم المسلمين وغير المسلمين فيما يتعلق بمفهوم الوحدة الإسلامية وتفتح أفاقاً للفرص التي يجب آن تستثمر حاضراً ومستقبلاً، وتطور استراتيجيات التعامل مع التحديات التي يواجهها المسلمين أينما كانوا.

 

وشدد النعيمي على أن مشاريع دولة الإمارات تكمل بعضها البعض، وأننا قد اكتسبنا خبرة كبيرة خلال فترة كورونا في التعامل مع الأنشطة العامة، ومعرض إكسبو دبي أكبر دليل على هذا الأمر، وهو ما سيتيح لنا خلال المؤتمر فرصة استضافة عدد كبير من المشاركين والذين ستكون لهم الفرصة في زيارة إكسبو للاطلاع على ما هو موجود بهذا المحفل الدولي، مشيرا إلى أن المشارك بالمؤتمر الدولي سيجد تجسيدا لرؤية الإمارات فيما يتعلق بالتعايش والتعددية.

 

وفي السياق ذاته، قال الدكتور محمد البشاري أمين عام المجلس إن انعقاد المؤتمر الدولي يأتي في عدة سياقات هي:

 

السياق الأول: هو سياق دولي مضطرب أثرت على مجرى أحداثه تفشي الحروب والنزاعات العرقية والطائفية ولم يسلم عالمنا الإسلامي ولا الدول التي تعيش فيها المجتمعات المسلمة من آثار ذلك.

 

السياق الثاني: هو السياق الإقليمي العربي والإسلامي السلبي عنوانه الأبرز انتشار القلاقل والفتن والفوضى في كثير من دوله مستغلين المآسي وأحلام الشباب للركوب عليها بصناعة أحلام واهية مستحيلة التحقيق كمصطلح الخلافة الإسلامية من أجل ضرب كل مقومات الدولة الوطنية، ومنها الولاء للوطن والالتزام بمقتضيات المواطنة.

 

السياق الثالث: السياق الوطني وعنوانه الأبرز ما حققته كل مبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة تحت القيادة الرشيدة، والتي أطلقتها من أجل وضع منظومة القيم في سلم الأولويات لدى صناع القرار العالمي.

 

وأكد البشاري أنه في ظل هذه السياقات المتقاطعة يأتي عقد المؤتمر الدولي في إطار حرص المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن يوجد توازنا لهذه المعادلة الصعبة بين الحفاظ على مصالح المسلمين وحقهم في العيش الكريم بأمن وأمان وسلم وسلام مع محيطهم متشبثين بثوابت دينهم وبين تحقيق أكبر قدر ممكن من إصلاح العقليات الإسلامية المنتجة للفعل الإسلامي وتقوية الدولة الوطنية في مواجهة دعاة الفتن.

 

يذكر أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية يتخذ من أبوظبي مقراً له وينضوي تحته أكثر من 900 منظمة ومؤسسة إسلامية من 142 دولة.

 

ويعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها والتنسيق فيما بينها. من أجل تحقيق غاية واحدة وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.