رئيس الوزراء المصري يؤكد أن إكسبو 2020 دبي فرصة لمواجهة تحديات البشرية

اقتصاد

اليمن العربي

قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، إن معرض إكسبو 2020 دبي يُعد حدثاً استثنائياً؛ لانعقاده لأول مرة في دولة عربية.

 

وأعرب مدبولي، في كلمته خلال تفقده الجناح المصري المشارك في معرض "إكسبو 2020 دبي"، عن سعادته بتدشين الاحتفال باليوم الوطني لمصر  في "إكسبو".

 

وأضاف أن انعقاد المؤتمر يأتي في فترة شهد العالم فيها تحدياً جديداً من نوعه يتمثل في جائحة كورونا، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى أن قرب موقع الجناح المصري من موقع جناح الإمارات يعكس مدى الترابط الأخوي بين الدولتين الشقيقتين.

 

 وهنأ الدكتور مصطفى مدبولي قيادة وحكومة وشعب الإمارات؛ بمناسبة اليُوبيلِ الذهبيّ ومرور 50 عاماً على تأسيس اتحاد دولة الإمارات، معربا عن تطلع مصر لاستمرار التقدم والرقي والنجاح في مسيرة البناء المُستدام لدولة الإمارات.

"

وقال: يعبر شعار دورة إكسبو لهذا العام، الذي يحمل عبارة "تواصل العقولِ وصنع المستقبل"، بِعُمق عن ضرورة تكاتف وتضافر الجهود على المستويات المحلية والإقليمية والدولية؛ لمواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، التي تواجه البشرية.

 

وأشار مدبولي إلى أن الله تعالى وهب البشر عقولاً مكّنتهم على مدار التاريخ من تطويع الموارد لبناء الحضارات، وهو ما يفرض علينا في ظل هذه التحديات أن نواجه حتمية تطويع الموارد لتوفير الحياة الكريمة للأجيال الحالية مع حفظ حقوق الأجيال المستقبلية أيضاً لتحيا حياةً كريمة.

 

 وأكد رئيس الوزراء أن الحكومةُ المصرية حرصت، منذ بدء الترتيبات، على أن تكون مشاركتها في الدورة الحالية للإكسبو متميزة من كافة الجوانب؛ سعياً للظهور بالشكل الذي يليق بمكانة مصر وثقلها على المستويين الإقليميّ والعالميّ وتاريخها العريق بين دول الشرق الأوسط وقارة أفريقيا.

 

 

وأشار إلى حرص الحكومة على أن تكون المشاركة متنوعة؛ بحيث تستهدف مختلف الاهتمامات البشرية وكافة المجالات التي تهم الإنسان، لذلك فقد استلهمت مصر فلسفة مشاركتها من موضوع الإكسبو لهذا العام وظهر الجناح مستعرضاً الحضارة المصرية العريقة ورؤية مصر لتغيير الحاضر واستشراف المستقبل.

 

أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الجناح المصري يبرز مفهوم التكامل مع العالم لتحقيق مستقبل أفضل، من خلال المبادرات التنموية التي تتم في مصر في كافة مناحي الحياة، وتقديم مصر كوجهة استثمارية، بما تضمه من مناطق صناعية، وخاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمدن الجديدة، إلى جانب الترويج لمصر باعتبارها أحد أهم المقاصد السياحية على الخريطة العالمية.

 

وقال رئيس الوزراء: يجمع إكسبو 2020 دبي أكثر من 192 دولة في مكانٍ واحد تسعى كل منها لاستعراض مكانتها وإمكاناتها البشرية والاقتصادية والتكنولوجية، إلى جانب التأكيد على رسالتها للمجتمع الدوليّ.

 

وتابع اتخذنا للمشاركة المصرية في إكسبو 2020 دبي شعار "عراقة تُعزّز المستقبل"، حيث يعكس هذا الشعار الرسالة التي نتطلع إلى تعريف العالم بها، وهي رسالة سلام بالأساس ترتكز على الحضارة المصرية العريقة، التي مهّدت للبشرية طريق التقدمِ والازدهار، كما تتناول رسالتنا ما يتم على أرض مصر اليوم من تنمية وتحولات هيكلية في كافة الأصعدة تستهدف مستقبلاً مستداماً للأجيال الحالية والقادمة.

 

ودعا الدكتور مصطفى مدبولي من قلب ساحة الوصل في إكسبو 2020 دبي، التي تعد دلالة صريحة وواضحة لالتقاء الحضارات البشرية، زوار هذا المحفل العالميّ من مختلف الجنسيات لزيارة الجناح المصري والمشاركة في الفعاليات التي تعقد على هامشه من ندوات وورش عمل نوعية تستهدف مجالات متعددة.

 

وأشار إلى أنه قد تم بالفعل عقد عدد من الندوات في موضوعات تطوير الأعمال، والنقل البحريّ، والمدن الذكية، والتعليم العالي والبحث العلميّ، وعلوم الفضاء، وتمكين المرأة، والسياحة، معربا عن تطلعه لعقد العديد من الفعاليات الأخرى خلال فترة انعقاد الحدث.

 

وفي هذا السياق، لفت رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى أن الجناح المصري يقدم للزائر تجربة فريدة من نوعها لاستكشاف مصر الحضارة والحاضر والمستقبل، من خلال أركان الجناح الـ14 التي تعطي لمحة بعيون مصرية عن الحضارة المصرية القديمة يمثلها تابوت فرعونيّ لكاهنٍ مصريّ تم اكتشافه حديثاً بمنطقة سقارة الأثرية ويبلغ عمره نحو 2600 عام، مشيرا إلى أنه تم نقل تلك القطعة خصيصا من المُتحف المصريّ لأرض الإمارات الشقيقة لتعرض بالجناح المصري.

 

 

 

 وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي أن ضيوفنا سيتعرفون كذلك على ما تحقق من إنجازات على أرض مصر من مشروعات قومية عملاقة في مختلف المجالات مثل: البنية التحتية، والصناعة والنقل، والطرق، والزراعة، والإسكان، والطاقة الجديدة والمتجددة، بالإضافة إلى موضوعات التنمية المستدامة والتعايش ورفع جودة الحياة متمثلة في الارتقاء بجودة التعليم والاهتمام بالصحة العامة، وإثراء الثقافة وتمكين المرأة وتشجيع الشباب والاهتمام بذوي الهمم.

 

وخلال كلمته، تطرق رئيس الوزراء لإعلان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في مارس الماضي عن إطلاق "الجمهورية الجديدة"، والتي تستهدف مواصلة تنفيذ خطة التنمية الشاملة في جميع القطاعات، بما يلبي تطلعات وطموحات المواطنين نحو مستقبل أفضل، ويعزّز من مكانة مصر السياسية والاقتصادية على المستويين الإقليميّ والدوليّ.

 

 

كما أكد رئيس الوزراء أن مصر كرست جهودها خلال السنوات السبع الماضية لتعزيز مكانتها كأرض للفرص، من خلال عملٍ متفانٍ من قبل الحكومة خلال تلك السنوات لإنجاز إصلاحات اقتصادية ملموسة، مشيرا إلى انتهاء الدولة من المرحلة الأولى من برنامج الإصلاحات الاقتصادية، الذي تم إطلاقه في عام 2016، فضلا عن إطلاق الحكومة البرنامج الوطنيّ للإصلاحات الهيكلية، بهدف توفير حياة كريمة للمواطن المصري.

 

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه تم إنجاز الكثير من المشروعات التي عكست، بشكلٍ واضحٍ، ملامح "الجمهورية الجديدة"، مثل: تطوير البنية التحتية في مجالات الطاقة، والمرافق، بما في ذلك خدمات المياه والصرف الصحي، ومشروعات المدن الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات إنشاء الأنفاق وتوسعة الطرق الرئيسية، والمحاور والممرات، وإنشاء الكباري والمطارات والموانئ، فضلاً عن تعزيز دور القطاع الخاص في ظل خطة طموحة لتحويل مصر إلى منظومة رقمية شاملة، وهو ما أسهم في إقامة شبكة مترابطة من الطرق الداخلية، وتيسر عملية الاتصال بدول الجوار الإقليمي، وهو ما جعل مصر تقفز 90 مرتبة في خدمات الطرق على مستوى العالم.

 

 

وفي الوقت نفسه، أشار رئيس الوزراء إلى نجاح الدولة المصرية في توسيع نطاق قدراتها الإنتاجية وموارد الثروة بها في مجالات مختلفة مثل: استصلاح الأراضي، ومشروع الدلتا الجديدة، وإنشاء المدن الصناعية، والتوسع في مشروعات الثروة الحيوانية والدواجن والأسماك، والصناعات التكنولوجية المتقدمة، مثل الإلكترونيات، وأجهزة الاتصال، والسيارات الكهربائية.

 

وفيما يتعلق بتحقيق التنمية الاجتماعية، نوّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى إطلاق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشروع "حياة كريمة" لتنمية الريف المصري كأيقونة للجمهورية الجديدة، والذي يستهدف تحقيق نقلة نوعية في حياة المواطنين وتحسين حياة نحو 60٪ من سكان مصر.

 

وأشار إلى أن المشروع يتم تحت مظلة وطنية واحدة تجمع بين تطوير البنية التحتية، جنبًا إلى جنب مع التمكين الاقتصادي والاجتماعي، ويتم تنفيذ المشروع خلال ثلاث سنوات؛ بهدف تحسين النواحي التنموية والاقتصادية والإنسانية، والارتقاء بمستوى حياة المواطنين وتقديم خدمات أفضل للمصريين، وتستحق مبادرة "حياة كريمة" أن تكون مشروع مصر للقرن الحادي والعشرين.