سكان عدن يعانون وطأة انقطاع الكهرباء

أخبار محلية

ارشيفية
ارشيفية

بلغ استياء المواطن اليمني محمد مبلغه لتكرار انقطاع الكهرباء لساعات طوال في مدينة عدن الساحلية، في وقت ترتفع فيه درجات حرارة الطقس بشدة، مما دفعه هو وآخرين إلى قطع الشوارع وإحراق الإطارات احتجاجا.

 

 

 

يبدي محمد، وهو في الثلاثينيات من العمر، استياءه الشديد من سلبية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ويرى أن الوزراء يغطون في نوم عميق في مقرات إقامتهم بالرياض بينما يموت سكان عدن ببطء من شدة الحر.

 

 

 

قال “عدن تعيش هذه الأيام أسوأ أيامها. حتى أيام الحرب التي شنتها قوات الحوثيين والرئيس السابق (علي عبد الله) صالح على عدن في أبريل/نيسان العام الماضي، لم يكن الوضع كما هو حاليا”.

 

 

 

وأكد مواطن آخر، يدعى صلاح المبارك، أن أزمة الكهرباء الحالية “أظهرت عجز وفشل إدارة الرئيس هادي وحكومته”.

 

 

 

يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه مدير كهرباء مدينة عدن الساحلية، أمجد محمد حمودي، أنّ محطات الكهرباء مهددة بالتوقف خلال أيام معدودة إذا لم تسارع السلطات بتوفير الوقود.

 

 

 

ووجّه حمودي رسالة إلى هادي وحكومته قائلا “استلمت مهمتي قبل يومين، ولكن الوضع الذي استلمته كارثي بكل المقاييس”.

 

 

 

من جهته، قال مصدر مسؤول في محطة الحسوة في عدن، إن المحطة ستتوقف بشكل كامل غدا الجمعة بسبب نفاد وقودها من المازوت. ويتهم مسؤولون أطرافا في الحكومة بالوقوف وراء تعثر معالجة التيار الكهربائي، في محاولة لإثارة الشارع ضد السلطة المحلية في المدينة.

 

 

وقال مسؤولون محليون إن الحكومة تأخرت في إيصال الدعم الخاص بالكهرباء في عدن، وإنّ هناك أطرافا لا تريد معالجة هذه المشكلة.

 

 

وتفاقمت أزمة الكهرباء في عدن جراء انعدام الوقود الذي يغذي محطات التوليد، مما جعل المواطن يحصل على طاقة كهربائية بمعدل ساعة كل خمس ساعات، أي أنه يحصل عليها لمدة أربع ساعات تقريبا فقط خلال اليوم.

 

 

 

ووجهت عدد من مستشفيات عدن نداء استغاثة إلى الرئيس والحكومة والسلطات بإنقاذ الحالات الموجودة في غرف العناية المركزة. وجاء في خطاب رسمي وجهته بعض من أكبر مستشفيات عدن للرئيس وحكومته، أن المرضى مهددون بالموت بسبب توقف مصنع إنتاج الأكسجين نتيجة أزمة المشتقات النفطية بالمدينة.

 

 

 

وقالت مصادر طبية في مستشفى الجمهورية الحكومي، إن عدد الوفيات بسبب انقطاع الكهرباء في عدن ارتفع حتى يوم الثلاثاء إلى تسعة مدنيين، في حين أبلغت مستشفيات خاصة بنفاد مادة الأكسجين، محذرة في بيان صحافي “من كارثة صحية في المدينة”.

 

 

 

وأشارت المصادر إلى أن غالبية المتوفين من النساء والمسنين من مرضى السكر والضغط والأمراض التنفسية.

 

 

 

وناشد الخضر لصور، مدير الصحة بمدينة عدن، الرئيس ورئيس الوزراء ومحافظ عدن ووزير الصحة العامة، بسرعة التدخل المباشر، نظرا لخطورة الوضع.

 

 

 

ودفعت أزمة الكهرباء الكثير من أبناء عدن إلى قطع الشوارع الرئيسية في المدينة احتجاجا على انقطاع التيار لفترات طويلة. كما شهدت المدينة شغبا وفوضى، حيث اقتحم مواطنون المحطة التحويلية بمدينة كريتر، واقتحم البعض محطة كهرباء خورمكسر، وأطلق البعض أعيرة نارية على مبنى المؤسسة في حجيف.

 

 

 

ويتوقع مراقبون محليون المزيد من أحداث الشغب مع بلوغ درجة الحرارة 40 درجة في ساعات الظهيرة، وأيضا مع تراجع توليد الكهرباء نظرا لعدم توفر قطع الغيار والزيوت والمحولات وغيرها من المتطلبات. وتفاقم الوضع مع انقطاع إمدادات المياه عبر الشبكة العامة بسبب عدم تزويد محطات الضخ بالوقود.