"القيصر" و"المرأة الحديدية".. 20 عاما من الخلافات بين ميركل وبوتين

عرب وعالم

اليمن العربي

اعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت، بأن الخلافات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممتدة منذ نحو 20 عاما.

 

وأكدت المستشارة الألمانية الملقبة بـ"المرأة الحديدية" لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، السبت، أنها ومنذ عام 2001 كانت لديها خلافات في وجهات النظر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد خطابه في "البوندستاغ".

 

وقالت: "لقد كان واضحا دائما بالنسبة لي، أن هناك اختلافات كبيرة بيننا.. بالنسبة للرئيس الروسي، فإن انهيار الاتحاد السوفيتي حدث مأساوي، على العكس من ذلك شعرنا بفرحة نهاية الحرب الباردة وفرحة الوحدة الألمانية والأوروبية".

 

وفي حديثها عن الوضع في أوكرانيا، أشارت ميركل إلى أنها "لا تعتقد أن الأمر سيصل إلى مثل هذه المواجهة العسكرية تقريبا عند منعطف الاتحاد الأوروبي".

 

ووصفت ميركل حركة المهاجرين عبر بيلاروسيا إلى الاتحاد الأوروبي بأنها "تهديد مزدوج" بالنسبة له.

 

خلافات تمتد للدفاع

 

الخلافات التي تحدثت عنها ميركل مع بوتين لم تقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى وزارتي الدفاع في البلدين.

 

ورد وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو على تصريحات أدلت بها وزيرة الدفاع الألمانية أنيغريت كرامب كارينباور، حول "ضرورة احتواء روسيا باستخدام الأسلحة النووية"، مؤكدا أن "الناتو" ليس مستعدا لحوار متوازن.

 

وحول تصريحات الوزيرة الألمانية بضرورة "احتواء" روسيا عسكريا، ذكّر شويغو نظيرته بالنهاية السابقة لمحاولة الاقتراب من الحدود الروسية.

 

وقال شويغو، بحسب وكالة سبوتينك الروسية، إنه "على خلفية الدعوات (من جانب الوزيرة الألمانية) للاحتواء العسكري لروسيا، يقوم "الناتو" باستمرار بسحب قواته إلى حدودنا، يجب أن تعرف وزيرة الدفاع الألمانية جيدا كيف انتهى ذلك بالنسبة لألمانيا وأوروبا".

 

وشدد وزير الدفاع الروسي على أن "الأمن في أوروبا لا يمكن إلا أن يكون أمنا عاما (شاملا) من دون المساس بمصالح روسيا".

 

وأضاف شويغو: "لكن الناتو ليس مستعدا لحوار متساو حول هذه القضية اليوم. علاوة على ذلك فإن تنفيذ خطة (الاحتواء) لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان انتهى بكارثة يتعامل معها الآن العالم بأسره".

 

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمقلب أيضا بـ"القيصر"، علق الخميس الماضي على طريقة توسع "الناتو"، مشيرا إلى أنه يمكن نشر كل شيء تحت تسمية "مراكز التدريب".

 

وقال بوتين، في ختام أعمال منتدى "فالداي" الدولي: "بالنسبة للقواعد، أعلم أن هناك حكما دستوريا بهذا الخصوص في أوكرانيا، لا أحد يحظر مراكز التدريب، لكن تحت تسمية مراكز التدريب يمكن نشر أي شيء، غدا ستظهر صواريخ بالقرب من مدينة خاركوف، فماذا نفعل بهذا؟ حسنا، لسنا نحن من نحشر نفسنا هناك بصواريخنا، بل يتم دفعها (الصواريخ) بالقرب منا، بالطبع هذه مشكلة".

 

والعلاقات بين برلين وموسكو تشهد توترات من وقت لآخر على خلفية موقف بوتين من خصمه المعارض أليكسي نافالني الذي تلقى العلاج في ألمانيا جراء تسمم تقول برلين إنه متعمد، بالإضافة لملفات أخرى تتعلق بتوازن القوى الإقليمي مع نشر روسيا قواتها على الحدود مع أوكرانيا.

 

وسابقا أكدت المستشارة لبوتين المعاناة التي جلبتها الجرائم الألمانية للناس في روسيا، وكذلك في أوكرانيا وبيلاروسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة الأخرى، متجسدة في ملايين العائلات.

 

ورغم ذلك، قالت ميركل في تصريحات سابقة بمناسبة غزو ألمانيا للاتحاد السوفيتي، إن روسيا وألمانيا مرتبطتين ارتباطا وثيقا تاريخيا واجتماعيا واقتصاديا، مضيفة: "ما زلنا بحاجة إلى الحوار مع روسيا".

 

وبدأت عملية "بارباروسا"، وهو الاسم الرمزي الذي أطلقته ألمانيا على عملية غزو الاتحاد السوفيتي، في 22 يونيو/حزيران 1941، لكنها انتهت بخسائر متتالية للألمان حتى عام 1943، ومقتل ملايين الأشخاص.