موقع سويدي يفضح تخاذل أنقرة باغتيال السفير الروسي

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف موقع سويدي عن أن السلطات التركية تجاهلت التحذيرات التي وردت في التقييم النفسي لقاتل السفير الروسي عام 2016.

 

وتشير الوثائق وفقا لموقع "نورديك مونيتور" السويدي، إلى خضوع مولود ميرت ألتن طاش، ضابط الشرطة الذي اغتال السفير الروسي، والبالغ من العمر 22 عامًا، لاختبار تقييم نفسي قبل قبوله في شرطة مكافحة الشغب عام 2014، حيث أظهر ميله إلى العنف.

 

ووفقًا لعملية الفحص الروتينية لجميع الموظفين الجدد في تلك القوات، خضع ألتن طاش أيضًا لاختبار تقييم نفسي في أنقرة.

 

وتظهر نتائج الاختبار أن عالم النفس نوركان جيزجينسي ارتكب خطأ جسيمة في احتسابه للنتيجة الإجمالية بناءً على إجاباته لأسئلة مختلفة.

 

وبحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي، المتخصص في تتبع الحركات المتطرفة، كشفت مراجعة نتائج الأسئلة التي أجاب عنها  قاتل السفير، عن أن هناك بعض مؤشرات معاناة من اضطرابات سلوكية وبالتالي كان المفترض أن لا يكون لائقًا للعمل كضابط شرطة.

 

وأشار التقرير إلى أن السلطات التركية قررت ببساطة تجاهل مثل هذا المؤشر القوي على احتمال أن يؤذي شخصًا ما وتم تسليحه بسلاح خدمة صادر عن الحكومة.

 

وأوضح التقرير أنه في 9 مارس/ آذار 2018 قام أحد الخبراء بتحليل نتائج اختبار ألتن طاش عام 2014 ،وأرسلت النتائج إلى مكتب المدعي العام التركي.

 

وخلصت نتائج الاختبار إلى أن ألتن طاش كان يعاني من مشاعر جنون العظمة، كما أن  ملفه النفسي كان المفترض أن يكون مؤشرا على شخصية نفسية مرضية خطيرة، لو لم تقع أخطاء في الاختبار الأول.

 

وأكد التقرير كذلك أن ألتن طاش المصاب بجنون العظمة ربما حاول تقديم صورة أفضل عن نفسه، وإخفاء مشاعره الحقيقية بسبب الطبيعة الدفاعية التي غالبًا ما ترتبط بالبارانويا.

 

علاوة على ذلك ، يشير ملف توظيف ألتن طاش إلى عدم وجود مراجعة أخرى لملفه النفسي بعد هذا الفحص الأولي. ولا تظهر سجلاته الطبية أي علاج لأي اضطراب نفسي خلال العامين اللذين خدم فيهما كضابط شرطة.

 

وجاء توظيف ألتن طاش كضابط شرطة من قبل حكومة رجب طيب أردوغان بعد عملية تطهير جماعي لضباط الشرطة وإقالة كبار قادة الشرطة بمن فيهم مديرو أكاديمية الشرطة في أعقاب فضائح الفساد الكبرى عام 2013، التي كشفت عن صفقات أردوغان التجارية الفاسدة وكذلك لقاءاته السرية مع ياسين القاضي، ممول تنظيم القاعدة المدرج على قوائم الأمم المتحدة.

 

وبدأ أردوغان في إقالة العديد من قادة الشرطة المخضرمين الذين ادعى أنهم ينتمون إلى حركة الداعية التركي المقيم في واشنطن عبد الله غولن. ما تسبب في وصول المتعصبين الدينيين والقوميين الذين ينتمون إلى أيديولوجية حكومة أردوغان إلى المناصب الشاغرة في قوة الشرطة.

 

وكشف نورديك مونيتور سابقا أن إماما متطرفا مسجل في كشوف مرتبات الحكومة التركية لعب دوراً أساسياً في تطرف وتدريب ضابط الشرطة الذي اغتال السفير الروسي لدى تركيا.

 

وقال الموقع، إن حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أبقت الإمام المتطرف في إدارة أحد المساجد في أنقرة رغم المعلومات التي حصلت عليها خلال التحقيقات ومن بينها إفادته بشأن علاقته بمنفذ عملية الاغتيال.

 

وأضاف الموقع أن الداعية المتطرف يدعى رجب أوغوز (47 عاماً)، ويعرف أيضاً باسم "أبوحذيفة تركي"، حيث يعيش في قرية بالقرب من مدينة تشاملي بمحافظة دنيزلي.

 

كما يعمل هذا الشخص لدى هيئة الشؤون الدينية التركية (ديانت) في منطقة ينيماهال في أنقرة، والتي يوجد بها مقر جهاز الاستخبارات التركي (إم آي تي).