فساد نظام أردوغان بمرمى نيران المعارضة

عرب وعالم

اليمن العربي

جدد زعيم المعارضة التركية، كمال قليتشدار أوغلو، تشديده على الوقوف بجانب الفقراء من الأتراك ضد "فساد أردوغان وعائلته".

 

جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، أمس الأحد، قليتشدار أوغلو، رئيس الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، بحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ".

 

 

تصريحات زعيم المعارضة، جاءت ردًا على هجوم أردوغان، الأحد عليه، لاتهامه في وقف سابق الموظفين والبيروقراطيين الأترك بالعمل على خدمة الرئيس وعائلته، ليخرج الأخير ويتهمه بـ"محاولة فرض الوصاية على نظام منتخب، وتحريض موظفي الدولة على الحكومة".

 

وأضاف قليتشدار أوغلو قائلا "أقول مرة أخرى، سأكون ضد من ينفذ تعليمات غير قانونية، ومن يضع يده في جيب الفقراء، أو من يأكل حق الفقراء، حتى وإن كان أردوغان معهم أو من ضمنهم".

 

واستطرد قائلا "أنا أؤيد العدالة والقانون والحقوق، كل من يلتزم بالقانون ويحمي حقوق المواطنين له مكان فوق رأسي".

 

وكان زعيم المعارضة بوقت سابق قد انتقد وقف "شباب تركيا" المعروف اختصارًا بـ"توغفا" (TÜGVA) التابع لنجم الدين بلال النجل الأكبر لأردوغان، معتبرًا إنه "دولة موازية داخل الدولة".

 

وأضاف مخاطبًا البيروقراطيين، "أود أن أخاطب الموظفين، أي البيروقراطيين، الذين يخدمون دولتنا في موضوع مهم، هناك شخص وعائلته حوّلوا الدولة التركية إلى دولة شخصية".

 

وتابع "هذا الشخص وعائلته لديهم بعض المسؤولين الحكوميين الذين يُجبرون على خدمتهم، ولقد شاهدنا عار شباب تركيا (توغفا)، معًا، عادت رائحة المجاري في كل مكان، فلقد حاول هذا الشخص وعائلته السيطرة على الدولة بهيكل مواز يتظاهرون به كأساس".

 

وزاد أن "مسامحة الظالمين قسوة على الفقراء، وملخص حديثي؛ هو أن الدولة التركية دخلت طريق عودتها إلى أن تكون دولة الشعب مرة أخرى، وأولئك الذين يحولون المؤسسات إلى إسطبلات لشخص وعائلته، بالطبع سيخضعون للمساءلة".

 

وشدد على أنه "ستتم إعادة ممتلكات الدولة التي تغطيها مؤسسات مثل (توغفا) إلى الخزانة، لا يزال لديكم فرصة لإخراج أنفسكم من هذه الفوضى، اغتنموا هذه الفرصة، واشهد يا شعبي العزيز".

 

على الصعيد نفسه انتقد تمل قره ملا أوغلو، رئيس حزب "السعادة" المعارض، حكومة أردوغان، واتهمها بالإسراف قائلًا "الإسراف هو أصل المشكلة. لا توجد في أي بلد مئات الآلاف من سيارات المرسيدس التابعة للحكومة كما هو الحال لدينا. اذهبوا إلى أوروبا، أغنى الأغنياء ليس لديهم هذا".

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها المعارض المذكور خلال مشاركته، أمس الأحد، في إحدى فعاليات حزبه، وفق ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة.

 

وفي رد على سؤال عن أولى الخطوات التي سيقوم بها حال وصول حزبه للسلطة، قال ملا أوغلو "لتوفير موارد للدولة سنقوم بشيئين أساسيين: الأول سنوقف الفساد. الفساد يستنزف عظامنا. هذا ليس 10-15-20 مليارًا. هناك ما يقرب من 100 مليار فساد في هذا البلد. الثاني سنمنع الإسراف لأنه رأس المشكلات كلها".

 

واستطرد قائلا "في الوقت الحالي أي استثمار لا يساهم في الإنتاج في تركيا يعد هدرًا. بدأنا في السعي لتحقيق العدالة في القصور. نحن نبني قصور العدل. لا يمكن أن تتحقق العدالة في القصر الحاكم."

 

وزاد قائلا "يستمتع المقيمون في القصور بالقصر. يبدأون في التفكير في سلطتهم ، وليس العدالة. أنا خائف من هذا. للأسف هذه حقيقة. إذا تحولت إلى دولة حزبية، فإن الناس يفقدون الأمل تدريجيًا في الدولة".

 

وخلال الأيام الأخيرة كشفت وثائق سرية مسربة عن قيام الرئيس أردوغان، بتأسيس "دولة موازية" داخل الدولة من خلال وقف لنجله نجم الدين بلال.

 

الوثائق كشف عنها عدد من الصحفيين، من بينهم متين جهان، وذلك على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الخميس الماضي.

 

الوثائق أشارت إلى أن "الرئيس أردوغان أسس من خلال وقف نجله، دولة موازية داخل تركيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى رغم أنه من يتهم جميع خصومه بتشكيل كيانات موازية للدولة".

 

وأظهرت الوثائق التي سربها لوسائل الإعلام مسؤول سابق في الوقف أن "الوقف هو من يقوم بتحديد الأسماء والوظائف العامة التي ستسند إليهم، بدلا من اتباع طرق التوظيف العام المعروفة".

 

وتضمنت تلك الوثائق مستندات تضم آلاف الأسماء ممن ينتمون إلى الحزب الحاكم والوظائف التي سيتقلدونها في أجهزة الدولة وهيئاتها، في مقدمتها الجيش والأمن والقضاء، دون الخضوع لامتحانات التوظيف العام.

 

ووفقا للوثائق، فإن "وقف توغفا وظف مئات الأشخاص في الجيش والشرطة والمؤسسات العامة الأخرى دون الخضوع لامتحانات التوظيف، كما أنه احتفظ بسجلات عن هؤلاء الناس".

 

الوقف زعم في تصريحاته الأولية أن جميع الوثائق المسربة إلى الصحافة مزورة، وتستهدف الإساءة بسمعة وأنشطة الوقف الخيرية، غير أنه اعترف ضمنا بصحة الوثائق عندما قال بوقت لاحق إنه تم تسريبها إلى الإعلام من داخل الوقف بشكل سري.

 

من جانبه، قال الصحفي التركي المعروف إسماعيل صايماز، في تصريحات تلفزيونية، إن مصادر مطلعة في حزب العدالة والتنمية الحاكم نفسه أكدت له صحة الوثائق.

 

وأشار صايماز إلى أن هذه الوثائق لم تصل إلى الصحفي متين جيهان فقط، وإنما وصلت إلى صحفيين آخرين أيضا، مؤكدا أن تفاصيل جديدة ستنكشف في الأيام القادمة ستضع الحكومة في موقف حرج للغاية.