جرائم حرب حوثية في العبدية اليمنية.. تهجير وتنكيل

عمليات انتقامية حوثية ضد سكان مناطق العبدية بمحافظة مأرب (شرق) تنوعت بين التهجير والتنكيل بالقرى السكنية المحاصرة منذ نحو شهر .

بدأت المليشيات الحوثية تنفيذ عمليات انتقامية ضد أهالي المديرية، خاصة بعد عزل القرى والمناطق التي سيطرت عليها بعد قصف أبراج الاتصالات وقطع الطرق المؤدّية لتلك المناطق، وفقا لبيانات حديثة صادرة عن منظمات يمنية حقوقية.

وتعرضت نحو 6 قرى وهي "الهجة" و"الحرق"  و"الغول" و"الشريحية" و"القرية"، و"الشعاب" لحملة حوثية عسكرية شعواء استهدفت تهجير المدنيين والتنكيل بهم وتفجير منازلهم وإضرام النيران في بعضها.

ووفقا لمنظمة "سام" للحقوق والحريات في بيان صدر، الأحد، فإن راصديها تلقوا معلومات تُفيد ببدء مليشيات الحوثي الحوثي تفجير المدنيين في قرية "الهجة" و"الحرق" التابعة لمدرية العبدية ومداهمة المنازل والتنكيل بالمدنيين.

وأفاد البيان أن عناصر المليشيات داهموا منزل الشيخ "محمد الأحرق" وقاموا بنهب محتوياته قبل تفجيره، كما قام أولئك العناصر بمداهمة منزل " قائد صالح" وهو ابن أخ الشيخ "محمد الاحرق" وقاموا بتدمير المنزل وحرقه وما زال مصير "صالح" مجهولاً إلى هذه اللحظة.

وفي قرية "الغول"، وفقا للمنظمة، فإن مسلحي الحوثي نهبوا منازل "آل الشدادي"، وفي مقدمتها منزل "عبدالرب الشدادي" القائد السابق لجبهة مأرب، وقاموا بنهب جميع أثاث المنزل ومقتنياته.

وأشار إلى أن مليشيات الحوثي هجرت قسريا عددا من سكان قرية "الغول" وأجبرت النساء والأطفال على ترك منازلهم بعد نهبها من قبل عناصر المليشيات.

ورصدت المنظمة اعتقال عشرات الأشخاص من بينهم أطفال للتحقيق معهم بحجة الحصول على معلومات، في حين قتلت الطفل "محمد ناصر" 12 عامًا أمام أسرته.

وأشار ناشطون وراصدون ميدانيّون الى أن مليشيات الحوثي شنّت حملة مداهمات عنيفة في مديرية قرية "الشريحية" ضد منازل المواطنين، واقتادت  كل مَنْ وجدوه إلى أماكن مجهولة.

وأكدوا أن جماعة الحوثي فرضت حصارا على قرية " القرية"، السبت، وقاموا بنصب المدافع على القرية ومنظومات حرارية لمنع تسلل أو هروب أي شخص من القرية.

وأوضحت منظمة  "سام" أن مئات الأسر في مديرية العبدية أُجبروا على ترك منازلهم، وتمّ تهجيرهم بشكل قسري، ومُنعوا من الذهاب إلى مدينة مأرب عاصمة المحافظة.

وأجبرت مليشيات الحوثي مئات الأسر تحت تهديد السلاح على الذهاب إلى منطقة "الشعاب" على حدود المديرية معرضة حياتهم لخطر الألغام المزروعة في تلك المنطقة.

وأشارت المنظمة إلى أن مليشيات الحوثي ارتكبت جرائم خطيرة تنتهك قواعد القانون الدولي ولا سيما حصار الأفراد وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية عنهم والاعتقال التعسفي والاعتداء على المنازل وتفجيرها إضافة لتهجير السكان بشكل قسري.

وأكدت أن هذه الممارسات تُعدّ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وفقاً لميثاق روما المشكل للمحكمة الجنائية الدولية.

ودخل الحصار الحوثي على مديرية العبدية في الريف الجنوبي من محافظة مأرب (شرق) يومه الـ27، حيث اجتاحت المليشيات بريا جزء من القرى فيما عمدت لخنق الأخرى وقطع شرايين الحياة المؤدية إليها.

واليومين الماضيين، أعلنت سلطات محافظة مأرب، مديرية العبدية منطقة منكوبة إثر الحصار الحوثي القاسي.

ويفاقم الحصار المعاناة الإنسانية لأكثر من 35 ألف مدني غالبيتهم من النازحين وسط مخاوف أممية من كارثة إنسانية وشيكة.