هدوء ميداني في لبنان.. و19 موقوفاً بأحداث الطيونة

عرب وعالم

اليمن العربي

هدأت الأوضاع الميدانية في لبنان بعد جولة عنف امتدت لساعات في منطقة الطيونة أسفرت عن سقوط 7 قتلى وعدد كبير من الجرحى.

 

وينفذ الجيش اللبناني، منذ صباح الجمعة، انتشاراً واسعاً في منطقة الاشتباكات وتوزع العناصر على جميع المداخل المؤيدة إليها وجرى التدقيق في الأوراق الثبوتية للمارين.

 

كما جال رئيس الهيئة العامة للإغاثة اللواء محمد خير برفقة وفد من الهيئة في المنطقة لإحصاء الأضرار لمحاولة تعويض المتضررين.

 

وأسفرت التحقيقات الأولية التي تجريها الأجهزة الأمنية في الحوادث، بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، وبالتنسيق مع النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات، عن توقيف 19 شخصاً ممن ثبت تورطهم في الاشتباك المسلح الذي أسفر عن سقوط ضحايا.

 

وبعد تكليفه مخابرات الجيش بإجراء التحقيقات الأولية والميدانية إثر اندلاع الاشتباكات، سطر عقيقي اليوم استنابات إلى كل من جهاز أمن الدولة، الأمن العام وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي، كلفهم بموجبها إجراء التحريات والاستقصاءات وجمع المعلومات عما حصل.

 

كما أمر بإجراء عملية مسح شاملة لكل كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة، لتحديد هويات جميع المسلحين.

 

في سياق متصل، أوضح وزير الداخلية بسام مولوي لم أتهم حزب القوات اللبنانية بإطلاق النار على المحتشدين وما قلته إننا كنا نتابع مع منظمي التظاهرة ولم يقولوا إنهم بصدد الشغب والتسلح ورؤساء الأجهزة الأمنية نفوا علمهم المسبق بمعطيات أمنية خطيرة.

 

وفيما نفى أن يكون رؤساء الأجهزة الأمنية على علم مسبق بمعطيات أمنية خطيرة، اعتبر أن ما حصل أمر غير طبيعي وما كان يجب أن يحصل وأضاف: "الرسائل الصوتية المتداولة بين الناس لم تتضمن أي حديث عن أي سلاح".

 

وتابع مولوي: "هناك احتمال أن يكون هناك تقصير لدى أجهزة الأمن الاستباقي، وقد أوضحت ببيان موقفي وحدّدته حول كلام وزير الثقافة في مجلس الوزراء وما حدا بيعطي أمر لحدا".

 

إلى ذلك عقد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، سلسلة اجتماعات وزارية في مكتبه، الجمعة، استهلها مع وزير العدل هنري خوري، حيث بحث معه ملف الاحداث التي جرت أمس في منطقة الطيونة، وجرى التشديد على ضرورة الإسراع في التحقيقات التي بدأت لكشف التفاصيل الكاملة لما جرى وإحالة المعنيين والضالعين في الاعتداء على القضاء المختص.

 

كما اطلع رئيس مجلس الوزراء من وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، على أجواء مداولات مجلس الأمن المركزي أمس.

 

واجتمع الرئيس ميقاتي مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم، واطلع منه على الإجراءات التي يتخذها الجيش.

 

في السياق، تم اليوم تشييع قتلى الاشتباكات وسط إطلاق كثيف، خلال التشييع واصل "حزب الله" تهديداته للبنانيين، متهماً حزب القوات اللبنانية بالبدء بالإشكال وإطلاق النار على مناصريه.

 

 وزعم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله هاشم صفي الدين أن “القوات اللبنانية” كانت تسعى إلى إحداث حرب أهلية داخلية من جديد في لبنان.

 

 بدوره قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميّل إن الأحداث التي جرت أمس في منطقة الطيونة ليست الأولى من نوعها التي يتم في خلالها استعمال العنف، فالمعروف أن حزب الله مليشيات تُحارب في سوريا وأماكن أخرى في المنطقة وتأتمر من إيران وتنفّذ أجندتها في لبنان، وهذا الوضع مستمر منذ سنوات.

 

 وأضاف: "الشعب اللبناني سئم من هذا الأمر، وما حصل أمس ردة فعل على التهديدات المستمرة وعلى استعمال حزب الله العنف".

 

رئيس الكتائب وفي مداخلة عبر شبكة "سي إن إن" الأمريكية دعا الجيش اللبناني إلى أن يكون موجوداً في كل مكان وأن يتخلّص من كل سلاح خارج إطار الشرعية.

 

 وقال: "نريد العيش بسلام ونرفض العنف لكن عندما يكون هناك مليشيات مسلّحة تهدد يومياً وتدمّر دولة القانون وتعرقل حقنا باللجوء إلى القضاء والوصول إلى الحقيقة فهذا يعني أنها تدمّر حقنا بالعيش في دولة تؤمّن لنا حقوقنا من دون اللجوء إلى العنف".

 

واتهم الجميّل حزب الله بأنه "يأخذ اللبنانيين رهينة"، معتبراً أن بعض الأشخاص قرروا مواجهة هذه التهديدات والاستفزازات المستمرة.

 

وأكد أن الحل لعدم تكرار ما حصل هو ببسط الدولة سلطتها على كل المناطق اللبنانية وسحب كل الأسلحة وإعادة فرض الاستقرار، مضيفاً: "لكن للأسف هناك مليشيات مسلّحة تعتبر نفسها أقوى من القانون وليس عليها المثول أمام القضاء والعدالة، وتقوم باستفزاز اللبنانيين وقد تجرّ لبنان إلى حرب بوجه إسرائيل أو في سوريا أو تواجه الدول العربية والولايات المتحدة".

 

وتابع: "الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله يعلن صراحة أن حزبه جزء من المحور الإيراني المسلّح في المنطقة، والأمر نفسه موجود في العراق وسوريا، حيث ينفّذ حلفاء إيران خططها، وللأسف يستعمل حزب الله المواطنين اللبنانيين لخوض حروب لا علاقة لها بمصلحة لبنان".

 

ودعا رئيس الكتائب المسؤولين في الدولة اللبنانية إلى تحمّل المسؤولية لتجنّب الأحداث قبل أن تحصل.

 

وقال تواصلت مع وزير الدفاع عشية أحداث الطيونة وحذّرته من أن الأمور لا تبدو جيدة، وأن الأخبار المتناقلة على مواقع التواصل الاجتماعي حول جولات من العنف تدلّ على أن أمراً ما كان سيحدث، وطلبت أن يوجد الجيش اللبناني لتجنّب أي مشكلة.

 

واستدرك: "لكن للأسف فإن أي إجراء لم يتخذ، لذلك نحن لسنا بحاجة إلى كلام بل إلى أفعال وتصريح علنيّ من الحكومة تدعم فيه القضاء واستقلاليته، وما نريده أيضاً هو أن يكون القضاة أحراراً في القيام بعملهم من دون تهديدات وتدخّلات".

 

ورداً على سؤال، أشار الجميّل إلى أن الكل يعرف في لبنان أن حزب الله يسيطر على الأكثرية النيابية وبالتالي الحكومة التي تشكّلت مؤخراً أوصلها حزب الله، ولكن لا يمكن التعامل معه كأنه حزب سياسي عادي.

 

وشدد الجميّل على أن دعم الجيش اللبناني أمر حيوي لمستقبل لبنان، متمنياً من كل دولة تريد فعلاً مساعدة لبنان أن تقوم بذلك من خلال المؤسسات الرسمية والجيش والحكومة لا من خلال مساعدة مليشيات مسلّحة.

 

وعن الدور الأمريكي في هذا المجال قال: "المهم فيما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية هو مساعدة المؤسسات الرسمية، والجيش مؤسسة مستقلة تمثّل كل اللبنانيين ولا يمكن الاعتماد على أي مؤسسة أخرى سوى الجيش للحفاظ على وحدة لبنان وكي يكون ركيزة لبنان الجديد الذي نتمنى قيامه".