أزمة الغاز في أوروبا.. الجزائر تقدم "طوق النجاة" لإسبانيا

اقتصاد

اليمن العربي

انضمت الجزائر للدول المساندة لأوروبا في أزمة الغاز التي تمر بها القارة العجوز، في ظل ارتفاع الأسعار ونقص الإمدادات.

 

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن وزير الطاقة، الثلاثاء، قوله إن بلاده تفي بالتزاماتها التعاقدية فيما يتعلق بتوريد الغاز الطبيعي إلى شركائها في أوروبا.

 

وأضاف الوزير محمد عرقاب أن الجزائر تزود إسبانيا بثمانية مليارات متر مكعب من الغاز، وستزيد الإمدادات الى 10.6 مليار متر مكعب في ديسمبر/كانون الأول مع توسعة خط الأنابيب ميد غاز.

 

شهدت أسعار الغاز في أوروبا ارتفاعا حادا هذا العام في ظل شح الإمدادات وارتفاع الطلب في الاقتصادات التي تتعافى من جائحة كوفيد-19.

 

وسلط تعافي النشاط الاقتصادي بعد تخفيف القيود التي فُرضت لاحتواء كوفيد-19 الضوء على نقص مخزونات الغاز الطبيعي وغيره من الوقود، مما أدى إلى انقطاعات للتيار الكهربائي في بعض الدول.

 

وقال عرقاب إن مشروع خط أنابيب جديد لنقل الغاز النيجيري عبر النيجر والجزائر إلى أوروبا وصل إلى مراحل "متقدمة".

 

أزمة أوروبا

 

أصبحت الأسواق الأوروبية رهينة روسيا وسط حالة الارتباك التي تشهدها القارة العجوز بعد القفزة الكبيرة في أسعار الغاز.

 

ومع اقتراب فصل الشتاء في أوروبا وزيادة الطلب على وقود التدفئة ما زالت المخزونات الأوروبية من الغاز أقل من المتوسط مما يجعل زيادة الأسعار مجددا أمراً لا مفر منه.

 

وكشفت بيانات وكالة "بلومبرج" أن سعر عقود الغاز الهولندي تسليم الشهر المقبل تراجع بمقدار 5.98 يورو إلى 90.60 يورو لكل ميجاوات/ساعة خلال تعاملات اليوم في بورصة أمستردام للسلع، بعد تراجعه أمس بنسبة 11%.

 

كان السعر ارتفع يوم الأربعاء الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 125.162 يورو لكل ميجاوات/ساعة، حيث ارتفعت الأسعار بمقدار 5 أمثال خلال العام الحالي.

 

وتطالب العديد من شركات الأسمدة الأوروبية الحكومات بالتحرك لمنع تفاقم أزمة الطاقة وتداعياتها على مختلف القطاعات.

 

أوضحت "بلومبرج" أن الأزمة التي تمزق المنطقة الأوروبية جاءت نتيجة أزمة العرض المتشابكة مع انفجار الطلب بعد جائحة كورونا.

 

 وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن أزمة الطاقة تهدد بكبح الانتعاش الاقتصادي عن طريق رفع تكاليف الأعمال وفواتير الطاقة المنزلية الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع التضخم بأعلى مستوياته في عدة سنوات.

 

إن المزيد من عمليات خفض الإنتاج من شأنه أن يضعف النمو الاقتصادي ويعرض الوظائف للخطر.

 

وسوف يزداد الأمر سوءًا إذا تطورت الأزمة من صدمة الأسعار إلى حدوث نقص فى المعروض، حيث سيتعين على كثير من الصناعات اتخاذ الخطوة الدراماتيكية المتمثلة في الضغط على مفتاح "إيقاف التشغيل".

 

أسعار الغاز

 

صعدت العقود الآجلة الأمريكية للغاز الطبيعي 3% الثلاثاء بفعل توقعات للأرصاد الجوية لزيادة أعلى من المتوقع في الطلب على وقود التدفئة.

 

وما زال الطلب على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي مرتفعا حول العالم. وأغلقت أسعار الغاز في أوروبا، حيث حجم المخزون من الغاز منخفض بشدة مع اقتراب موسم التدفئة الشتوية، مرتفعة حوالي خمسة بالمئة.

 

ويتوقع محللون أن المخزونات الأمريكية ستتجاوز 3.5 تريليون قدم مكعبة بحلول بداية موسم التدفئة الشتوية في نوفمبر/ تشرين الثاني، وهو ما قالوا أنه سيكون مستوى مريحا بالرغم من أنه أقل من متوسط 5 سنوات البالغ 3.7 تريليون قدم مكعبة.

 

وفي أوروبا، يقول محللون إن مخزونات الغاز منخفضة حوالي 15% عن مستوياتها المعتادة في هذا الوقت من العام، مما يثير مخاوف بأنه لن يكون هناك وقود كاف متاح لتدفئة المنازل وأماكن العمل هذا الشتاء إذا كان الجو شديد البرودة.

 

وارتفعت عقود الغاز الأمريكية لأقرب استحقاق 16.0 سنتا، أو 3%، لتبلغ عند التسوية 5.505 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية. وفي جلسة الاثنين أغلق العقد عند أدنى مستوى له منذ 24 سبتمبر/أيلول.