هل الرئة تحتفظ بذاكرة طويلة لعدوى كورونا؟

منوعات

اليمن العربي

رغم أن العديد من الدراسات التي فحصت الدم لتتبع الاستجابات المناعية لفيروس كورونا، لكن أظهرت دراسة جديدة للمتعافين من الفيروس، أن ذاكرة العدوى مخزنة بشكل أساسي في الخلايا التائية والبائية داخل الرئة والعقد الليمفاوية المحيطة بها.

 

نُشرت الدراسة، التي قادتها دونا فاربر، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية فاجيلوس للأطباء والجراحين، بجامعة كولومبيا الأمريكية، على الإنترنت، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قبل الطباعة في دورية "علم المناعة".

 

ويعد تحديد مصدر الذاكرة المناعية لعدوى الفيروس مهم جدا، لأنه قد يؤدي إلى تحسين اللقاحات أو التعزيز.

 

وخلال الدراسة، وجد الباحثون دليلاً أن المواقع المتخصصة، المسماة بالمراكز الجرثومية (حيث يتم انتاج الأجسام المضادة بواسطة خلايا الذاكرة البائية) كانت موجودة داخل العقد الليمفاوية المرتبطة بالرئة، لمدة تصل إلى 6 أشهر بعد الإصابة، حتى في الأفراد المسنين.

 

ووجدوا أيضا مجموعة الخلايا التائية التي تعزز تمايز الخلايا البائية في العقد الليمفاوية المرتبطة بالرئة، وهذا هو أول دليل مباشر على إنشاء مثل هذه المراكز واستمرارها بعد الإصابة بالفيروس.

 

وفحصت الدراسة الجديدة أنسجة 4 ناجين من المرض، تتراوح أعمارهم بين 11 و74 عامًا، ماتوا لاحقًا لأسباب غير ذات صلة، وتوفي الأفراد عام 2020 قبل توفر اللقاحات، وتمت مقارنة أنسجتهم بالأنسجة التي تم الحصول عليها من أفراد غير مصابين.

 

العينات هي جزء من مورد فريد طوره مختبر "فاربر" على مدى السنوات الـ10 الماضية، لدراسة العمليات المناعية في الأنسجة البشرية على عكس الدم، وبالتعاون مع "لايف أون نيويورك"، وهي منظمة شراء الأعضاء لمنطقة نيويورك الكبرى، ويتم الحصول على الأنسجة من الأفراد المتوفين الذين تبرعوا بأعضاء للزرع، والذين قدمت عائلاتهم الموافقة.

 

وبعد سن الـ40، لا يقوم الجهاز المناعي بإنشاء العديد من الخلايا التائية الجديدة المصممة لحفظ المواجهات مع مسببات الأمراض الجديدة.

 

وتقول "فاربر"، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولومبيا: "يصنع الأشخاص الأصغر سنًا الكثير من هذه الخلايا، لأن التعرض لمسببات الأمراض الجديدة يحدث عادة في مرحلة الطفولة، وعندما تكبر، فأنت تعتمد في الغالب على خلايا الذاكرة الخاصة بك، وهذا عادة ما يحميك، ومن النادر جدًا أن تصادف مرضًا جديدًا تمامًا كما نمر به الآن".

 

لكن الدراسة وجدت أنه يمكن إنشاء ذاكرة مناعية قوية لمسببات الأمراض الجديدة حتى لدى كبار السن، وبالتبعية، تشير هذه النتائج إلى أن اللقاحات من المرجح أن تولد استجابات أكثر فاعلية لدى الأفراد الأكبر سنًا مما كان يُعتقد سابقًا.

 

وتقول فاربر: "نحن نعلم أن الجهاز المناعي يتراجع مع تقدم العمر، لكن شخصًا في السبعينات من العمر يمكن أن يخلق استجابة ذاكرة مناعية قوية وطويلة الأمد تظهر أن أجزاء من جهاز المناعة التي نربطها مع الأعمار الأصغر لا تزال قائمة".