القاعدة والإخوان والحوثي.. "خفافيش الظلام" تضرب عدن اليمنية

أخبار محلية

اليمن العربي

عملية إرهابية جديدة تضرب عدن وتستهدف هذه المرة أبرز رجالات الدولة اليمنية الفاعلين في الميدان محافظ العاصمة المؤقتة أحمد حامد لملس.

 

بعد يوم واحد فقط من اجتماع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا العائدة إلى العاصمة المؤقتة عدن بهدف تطبيع الأوضاع عقب غياب أشهر، يفخخ الإرهاب المشهد بجريمة إرهابية راح ضحيتها 13 قتيلا وجريحا من الأبرياء، فيما نجا محافظ عدن ووزير الزراعة والثروة السمكية بأعجوبة.

 

ليست عملية استهداف محافظ عدن العملية الإرهابية الأولى التي تشهدها عدن فقد شهدت منذ تحريرها من مليشيات الحوثي في 2015، سلسلة من العمليات الإرهابية وجميعها استهدفت بث رسائل للداخل والخارج إحداها أن "عدن غير أمنة لتكون معقلا لحكومة اليمن".

 

لماذا محافظ عدن؟

 

يشكل المحافظ أحمد حامد لملس منذ تعيينه في منصب محافظ عدن العام الماضي، بداية لإحداث تحول حقيقي في مستوى العمل الإداري واستعادة روح الدولة اليمنية وتفعيل مؤسساتها وحالة توازن ناضجه لاحتواء التباينات في الجهاز القيادي للسلطة بالعاصمة المؤقتة عدن.

 

وتأتي عملية استهداف محافظ عدن محاولة لضرب كل قيم الدولة اليمنية وإرباك المشهد وإفشال جهود الحكومة وإعاقة تحركات استكمال تنفيد "اتفاق الرياض" وتوحيد الجهد العسكري لمواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من نظام طهران.

 

وشهدت عدن الشهر الماضي عملية إرهابية استهدفت قائد جبهة الحازمية في البيضاء، موسى المشدلي، أثناء تواجده في المحافظة لتسقط بعد ذلك جبهة الحازمية بأيدي مليشيات الحوثي بعد أيام فقط من مقتل قائدها في هجوم إرهابي استهدف موكبه بمدينة "دار سعد" شمال العاصمة المؤقتة.

 

حرب المفخخات

 

بدأ استخدام الإرهاب كسلاح ضد الحكومة اليمنية ومحافظي عدن بعد تحرير المدينة من خلال استهداف حكومة "خالد بحاح" بتفجير سيارات وعربات مفخخة هاجمت فندق القصر الرئاسي "معاشيق" والذي كانت تتواجد فيه الحكومة المعترف بها دوليا حينذاك.

 

ووقع الهجوم في أكتوبر/تشرين الأول 2015، أثناء تواجد نائب الرئيس اليمني رئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح مع عدد من وزراء حكومته في فندق القصر بعدن والذي كان يستخدم مقرا مؤقتا للحكومة وقيادات الدولة.

 

وبعد ذلك بـ 60 يوما قتل محافظ عدن جعفر محمد سعد، خلال عملية إرهابية بسيارة مفخخة استهدفت موكبه في مدينة التواهي بمحافظة عدن ذات المدينة التي شهدت اليوم التفجير الإرهابي الذي استهدف محافظ عدن الحالي أحمد حامد لملس.

 

وكان جعفر حينها بدأ عملية انتشال عدن من واقع الحرب والدمار الذي تعيشه ونشط في استعادة عمل المؤسسات الحكومية ويعد أحد قادة تحرير عدن من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

 

حينها أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العمليتين الإرهابيتين إلى جانب عمليات أخرى استهدفت مقرات عسكرية للحكومة اليمنية وتحالف دعم الشرعية في عدن.

 

خفافيش الظلام

 

العمليات الإرهابية التي تستهدف عدن بدرجة رئيسية تكشف جانبا من التنسيق بين أضلاع مثلث الإرهاب الثلاثة مليشيات الحوثي وتنظيم الإخوان الإرهابي وخلايا الإرهاب التابعة لتنظيم القاعدة وداعش.

 

وتلتقي مصالح الأطراف الثلاثة عند نقطة استهداف عدن والشرعية والتحالف وحلفاءه على الأرض لإبقاء عدن خارج مربع الأمن والاستقرار وكبيئة طاردة لأي توافق يقود إلى استقرار الحكومة ومؤسسات الدولة المركزية فيها .

 

كما أن الأذرع المنفذة للعمليات الإرهابية على الأرض لها ارتباطات بأجهزة مخابرات إقليمية تعمل في ذات المسار التخريبي داخل اليمن خدمة لمشاريعها وأطماعها في المنطقة.

 

وسواء كان الهجوم على الحكومة اليمنية بصواريخ باليستية في مطار عدن أو بسيارات مفخخة كما حدث  في تفجير اليوم الأحد، أو بعبوات ناسفة فإن يد الإرهاب التي توغل في اختراق المساحات الأمنة لتحقيق أهدافها التخريبية ستنكسر فقط بهزيمة مشروع الإرهاب الحوثي والإخواني في اليمن .

 

وكان التحالف العربي بقيادة السعودية نفذ عمليات عسكرية وأمنية واسعه بعد تحرير الجنوب لنسف البنية التحتية لخلايا الإرهاب التي استغلت الحرب ضد الحوثيين للتموضع في مناطق عديدة في الجنوب من بينها محافظة عدن لتنسحب بقايا المجموعات الإرهابية إلى محافظة البيضاء التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي.

 

وساهمت القوات المحلية التي شكلها التحالف العربي والحكومة الشرعية في خنق تحركات الخلايا الإرهابية في مناطق شرق وجنوب اليمن وتحديدا عدن وحشرها في مناطق الحوثيين في البيضاء غير أن مليشيات الإخوان تدخلت لاحقا لفك الحصار عن تنظيم "القاعدة" بإعلان الحرب على "النخبة الشبوانية" والسيطرة على الطرق والممرات لتعود خلايا القاعدة مجددا إلى كثير من المناطق.

 

وبالتوازي مع التنسيق القائم في الميدان تظهر نتائج هذا التنسيق في عدن الهدف المشترك لمشاريع الإرهاب وأجهزة المخابرات الإقليمية التي توفر مظلة لوجستية لهذه المشاريع، وفقا لمراقبين.