المعارضة التركية تجدد هجومها اليوم على مشروع "قناة إسطنبول" المائية

عرب وعالم

اليمن العربي

جددت المعارضة التركية هجومها اليوم على مشروع "قناة إسطنبول" المائية، والتي تعتزم الحكومة التركية تنفيذها رغم مخاطرها الكبيرة.

 

وانتقد علي باباجان رئيس حزب"الديمقراطية والتقدم" المعارض، المشروع قائلا "هو تدمير لاقتصاد البلاد وخيانة للشعب".

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان خلال مشاركته في فعالية أقامها الحزب المعارض  وفق ما نقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ" المعارضة.

 

وأضاف باباجان قائلا "هذا المشروع يعني التجاهل التام لمخاطر تهديد تراثنا الثقافي. إنه يعني تدمير الطبيعة وموارد المياه النظيفة الثمينة في إسطنبول".

 

واستطرد نائب رئيس الوزراء الأسبق قائلا "كما يعني تجاهل القانون الدولي. إسطنبول ليست بحاجة ماسة إلى مثل هذا المشروع في الوقت الحالي. هناك إصرار وعناد على إقامته، خاصة قبل انتخابات 2023".

 

ووجه باباجان حديثه لأردوغان وحكومته، مشددًا على أن "السبيل الوحيد لإصلاح الاقتصاد هو الثقة، والقانون هو الخطوة الأولى والأكثر أهمية في بناء الثقة".

 

وزاد وزير الاقتصاد الأسبق قائلا "إذا كنت قد دمرت أساس القانون، وامتهنت العدالة، وإذا كنت تدفع البلد باستمرار إلى الوراء فيما يتعلق بحقوق الإنسان والحريات والديمقراطية، وقتها يمكنك فقط إصلاح اقتصاد هذا البلد في أحلامك،تحاول خداع الأتراك بواقع مختلق لم يعد يصدقه أحد".

 

وفي يوليو/تموز الماضي، دشّن أردوغان المشروع بتكلفة 15 مليار دولار، وسط انتقادات من المعارضة لما وصفته بـ"المشروع المجنون"، الذي سيلحق أضرارا واسعة بالبيئة.

 

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأتراك يعارضون المشروع، وكذلك رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه، ويقول منتقدون إنه سيدمر النظام البيئي البحري، ويعرض بعض إمدادات المياه العذبة في المدينة للخطر.

وقال مصرفيون بارزون إن بعض البنوك التركية كان مترددا في تمويل القناة بسبب مخاوف بيئية ومخاطر تتعلق بالاستثمار.

 

وعبرت روسيا عن قلقها من أن القناة ربما لا تكون خاضعة لاتفاقية مونترو لعام 1936 التي تقيد مرور السفن الحربية لغير دول البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.

 

وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.

 

لكن مثل غيرها من مشروعات البنية التحتية الكبرى التي جرى الاضطلاع بها خلال حكم أردوغان المستمر منذ 18 عاما، تثير القناة انتقادات واسعة بسبب أضرارها البالغة على البيئية، وتلويثها لموارد المياه العذبة حول المدينة.

 

و أصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسيتسبب في أضرار بيئية واسعة النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة "كوتشوك شكجمة"، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.

 

ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.