هل يروض الكونجرس الأمريكي "فيسبوك"؟.. خريف الغضب

تكنولوجيا

اليمن العربي

تمر شركة فيسبوك بأصعب اللحظات في تاريخها، منذ بداية خريف 2021 وتحديدا أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي يعتبره البعض بداية لخريف الغضب ضد فيسبوك.

 

الشركة العملاقة تعرضت لضربة مزدوجة بدأت بتصريحات لمسؤولة سابقة في الشركة شككت في مصداقية فيسبوك، وكشفت عن وثائق كارثية، تلتها ضربة أقوى تمثلت في توقف منصات الشركة عن العمل مثل فيسبوك وواتساب وأنستقرام.

 

وقالت فرانسيس هوجن مديرة إنتاج سابقة بموقع فيسبوك الثلاثاء الماضي خلال شهادتها أمام الكونجرس، إن منصة "فيسبوك" لها تأثير كارثي على ديمقراطيتنا وتؤذي أطفالنا.

 

وحين تقدمت فرانسيس للإدلاء بشهادتها، كانت قد أعدت قائمة مسبقة بالخطوات التي تنصح المجلس التشريعي بالولايات المتحدة بإتخاذها لردع ممارسات فيسبوك، ولكن هل صناع القانون في أمريكا على استعداد لإتخاذ هذه الخطوة؟.

 

سؤال وجهته وكالة "أسوشيتد برس" عبر هذا التقرير، موضحة أن هدف فرانسيس من كشف المستور ليس الغلق التام ولكن تصحيح المسار داخل فيسبوك بردع الممارسات.

 

والحل الذي عرضته هوجن على الكونجرس، سبق أن طالب به أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون بالمجلس التشريعي الأمريكي.

 

وتتعلق بتعديل قانون حرية التعبير الذي سن منذ 25 عام، ضمن فقرة رقم 230 من الدستور الأمريكي، هذا القانون يرتكز على حماية شركات الإنترنت من المسألة بشأن ما يقوم مستخدمي منصاتها بنشره عبرها.

 

وتتمثل فكرة هوجن، في إزالة الحماية عن هذه الشركات، في الحالات التي يرصد بها تفضيل للمحتوى المهيمن على حساب السلامة العامة بفعل خوارزميات المواقع فقط لأن هذا المحتوى يشارك به غالبية المستخدمين.

 

ونقلت "أسوشيتد برس" تصريحات لهوجن من شهادتها أمام مجلس المشرعين، قالت بها إن رد الفعل التشريعي في الوقت الحالي مطلوب من الكونجرس، مشيرة لأن فيسبوك لن يحل هذه الأزمة من دون مساعدتهم.

 

وأبدى الفريقين تفاهم نادر في تأييدهم لأهمية كشف فيسبوك حاليا عن طريقة تعامله مع المحتوى المضر بالمراهقين المزمع تداوله عبر أنستقرام، وعلى ما يبدوا خطوة استصدار تشريع رادع باتت أقرب من أي وقت مضى.

 

وإلى جانب فرانسيس هوجن، نقلت أسوشيتد برس، تصريحات لأحد نواب الكونجرس، هو السيناتور ريتشارد بلومنتال، رئيس اللجنة الفرعية لمجلس الشيوخ، والذي قال إنه وأقرانه سيتقدمون بطلب استصدار تشريع، وأكد أن أيام تهرب فيسبوك من المراقبة قد ولت، معللا ذلك بإرتفاع الوعي لدى المواطنين الأمريكيين تجاه تأثير منصات التواصل على أبنائهم.

 

على الجانب الآخر، لم يبدي موظف سابق بالكونجرس حماسته تجاه التحرك الحاسم المزمع، هو "فيل شيليرو" الذي قال في تصريحات لأسوشيتد برس" "قد ينتهي الأمر هذه المرة باستصدار تشريع رادع بالفعل، ولكننا هنا نتحدث عن الكونجرس، الأمر سيحتاج لوقت".

 

ومن المستبعدين لاحتمال للتحرك السريع "مات ستولر" الإداري والباحث بمنظمة American Economic Liberties Project الاقتصادية، والذي صرح لأسوشيتد برس قائلا "لا تزال تفصلنا سنوات عن إمتلاك قوة حقيقية لتحييد عمالقة التقنيات"، وأضاف "ولكن أعتقد أن الكونجرس يمضي في هذا الاتجاه حاليا".

 

في حين أبدى "جوتام هانس" الخبير بقوانين التقنيات وحرية التعبير بجامعة "فاندربيلت"، تفاؤله من تشريع رادع يصدر قريبا، معللا هذا التفاؤل بقوله: "حينما يكون الديمقراطيون والجمهوريون على وفاق، تتوقع في ذلك الوقت أن تجد رد فعل".

 

وتابع "حماية الأطفال أمر يتفق عليه الجميع، ومن السهل وجود وازع أخلاقي لدى القرارات التي قد تتخذ".