"حرب الغاز" تتوسع.. مصانع أوروبا في مأزق

اقتصاد

اليمن العربي

دخلت الصناعة الأوروبية في أزمة كبيرة مع معاناة القارة العجوز من شح الغاز الطبيعي، الذي سجل أسعارا تاريخية خلال الأيام الماضية.

 

وخفضت شركة الأسمدة الرومانية المملوكة لشركة تجارة المحاصيل السويسرية "أميروبا" إنتاجها من الأسمدة بمقدار النصف، في ظل ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية.

 

وانضمت الشركة الرومانية إلى العديد من شركات الأسمدة الأوروبية الأخرى، وهو الأمر الذى يستوجب تحرك الحكومات لمنع تفاقم أزمة الطاقة وتداعياتها على مختلف القطاعات.

 

وذكرت وكالة أنباء "بلومبرج" أن شركة "أزوموريس" أكبر منتج للأسمدة في رومانيا، تجري اتصالات مع السلطات في البلاد لتجنب تدهور الإنتاج، في الوقت الذي يستعد فيه المزارعون لموسم الخريف الزراعي.

 

وأوضحت شركة الأسمدة الررومانية في رسالة بريد إلكتروني إلى وكالة "بلومبرج" أن صناعة الأسمدة تمر بفترة بالغة الصعوبة بسبب أسعار الطاقة المرتفعة وخاصة أسعار الغاز.

 

وكانت شركة "سي.إف إنداستريز" القابضة قد أوقفت في الشهر الماضي تشغيل مصنعين للأسمدة في بريطانيا بسبب ارتفاع أسعار الغاز.

 

جاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه شركة "بورياليس" للكيماويات التي تتخذ من النمسا مقرا لها، خفض إنتاجها من الأمونيا في أوروبا، كما خفضت شركة الأسمدة النرويجية "يارا إنترناشيونال" إنتاجها.

 

ويهدد الارتفاع الحاد في أسعار الأسمدة بزيادة تكاليف إنتاج السلع الزراعية، ومن الممكن أن يؤدي إلى تضخم أسعار الغذاء العالمية.

 

أوروبا رهينة القبضة الروسية

 

أصبحت الأسواق الأوروبية رهينة روسيا وسط حالة الارتباك التي تشهدها القارة العجوز بعد القفزة الكبيرة في أسعار الغاز.

 

وكانت أسواق الغاز الأوروبية قد التقطت أنفاسها الجمعة مع تراجع الأسعار بعد أسبوع شهد ارتفاعاً بأكثر من 40% بسبب استمرار نقص الإمدادات.

 

وتراجع سعر الغاز الهولندي القياسي بنسبة 6.2% الجمعة وهو أقل معدل للتغير في سعر الغاز خلال الأيام الماضية بعد عرض روسيا استعدادها للمساهمة في استقرار السوق من خلال زيادة الإمدادات.

 

ومن جانبه أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن استعداد بلاده للمساهمة في تحقيق استقرار أسواق الطاقة العالمية، مشيرا إلى قدرتها على تصدير كميات قياسية من الغاز الطبيعي إلى أوروبا خلال العام الحالي.

 

ومع اقتراب فصل الشتاء في أوروبا وزيادة الطلب على وقود التدفئة ما زالت المخزونات الأوروبية من الغاز أقل من المتوسط مما يجعل زيادة الأسعار مجددا أمراً لا مفر منه.

 

وكشفت بيانات وكالة "بلومبرج" أن سعر عقود الغاز الهولندي تسليم الشهر المقبل تراجع بمقدار 5.98 يورو إلى 90.60 يورو لكل ميجاوات/ساعة خلال تعاملات اليوم في بورصة أمستردام للسلع، بعد تراجعه أمس بنسبة 11%.

 

كان السعر ارتفع يوم الأربعاء الماضي إلى مستوى قياسي بلغ 125.162 يورو لكل ميجاوات/ساعة، حيث ارتفعت الأسعار بمقدار 5 أمثال خلال العام الحالي.

 

وفي بريطانيا تراجع سعر الغاز البريطاني اليوم بنسبة 6.9%.

 

وتطالب العديد من شركات الأسمدة الأوروبية الحكومات بالتحرك لمنع تفاقم أزمة الطاقة وتداعياتها على مختلف القطاعات.

 

ماذا يحدث في سوق الغاز الأوروبية؟

 

أوضحت "بلومبرج" أن الأزمة التي تمزق المنطقة الأوروبية جاءت نتيجة أزمة العرض المتشابكة مع انفجار الطلب بعد جائحة كورونا.

 

 وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن أزمة الطاقة تهدد بكبح الانتعاش الاقتصادي عن طريق رفع تكاليف الأعمال وفواتير الطاقة المنزلية الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع التضخم بأعلى مستوياته في عدة سنوات.

 

إن المزيد من عمليات خفض الإنتاج من شأنه أن يضعف النمو الاقتصادي ويعرض الوظائف للخطر.

 

وسوف يزداد الأمر سوءًا إذا تطورت الأزمة من صدمة الأسعار إلى حدوث نقص فى المعروض، حيث سيتعين على كثير من الصناعات اتخاذ الخطوة الدراماتيكية المتمثلة في الضغط على مفتاح "إيقاف التشغيل".