صحيفة: ماكرون أعاد العلاقات الجزائرية-الفرنسية إلى المربع صفر

عرب وعالم

اليمن العربي

ذكرت صحيفة ”الشروق“ الجزائرية ،أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أعاد العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى مربع صفر، بتصريحات مستفزة، معتبرة أن ما قام به يشكل خطوة مفاجئة تكشف مدى هشاشة العلاقات الثنائية الموبوءة بالعديد من الملفات المسمومة.

 

و قالت الصحيفة، إنه في اليوم الذي أعلنت فيه الخارجية الجزائرية استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر، فرانسوا غوييت، احتجاجا على تخفيض حصة التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف، خرج الرئيس الفرنسي بتصريح في صحيفة “لوموند”، يُعتبر في منظور الأعراف الدبلوماسية تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لدولة لها سيادتها.

 

و لاحظت، أن الرد الجزائري لم يتأخر، فقد تم استدعاء سفير الجزائر بباريس، محمد عنتر داود للتشاور، معتبرة أن توقيت الاستدعاء يؤشر على أن المسألة تتعلق بالتصريحات المستفزة التي صدرت عن الرئيس الفرنسي لصحيفة “لوموند”.

 

وورد في صحيفة الشروق أيضا ، أن ماكرون ولأول مرة منذ تربعه على عرش قصر الإيليزيه قبل أكثر من أربع سنوات، لم يتجرأ على توصيف السلطات الجزائرية بتلك العبارات التي وردت في لقائه بـ18 شابا من أصول جزائرية ومن أحفاد “الحركيين” و”الأقدام السوداء”، في إطار حملته الانتخابية غير الرسمية للانتخابات الرئاسية المرتقبة ربيع العام المقبل.

 

واعتبرت صحيفة الشروق، أن ما قام به ماكرون غير معهود، مضيفة أن ماكرون أقدم على توظيف عبارات غير مسؤولة، عندما وصف السلطات الجزائرية بـ”النظام السياسي العسكري”، إضافة إلى الإمعان في زرع الفتنة بين مكونات صناع القرار، من خلال التفريق بين المكون المدني والعسكري، واعتبرت الصحيفة أن ما حصل سابقة قد تكون لها تبعات خطيرة على العلاقات الثنائية مستقبلا، وفق تعبيرها.

 

وأضافت الصحيفة أنه، كان واضحا من خلال كلام الرئيس الفرنسي، أن مشروعه القائم على تهدئة صراع الذاكرة، والذي أوكله للمؤرخ الفرنسي، بنجامين ستورا، لم يؤت أكله لحد الآن، وهو الذي راهن عليه منذ انتخابه في عام 2017، لأن الطرف الجزائري لم يساير الخطوات الفرنسية التي بقيت من جانب واحد، فيما بدا تحفظا عن المشروع وعما قام به ستورا على صعيد الذاكرة، الذي يعتبر ملفا حساسا بالنسبة للجزائريين.

 

واعتبرت الصحيفة، أن مقارنة ماكرون الاحتلال الفرنسي بالوجود العثماني في الجزائر “في غير محلها“، مشيرة إلى أن مخلفات الاحتلال الفرنسي تتحدث عن نفسها (1.5 مليون شهيد جزائري في سبع سنوات فقط)، في حين أن كُتب التاريخ لم تسرد للجزائر وللعالم جرائم الوجود التركي في الجزائر، والذي له ما له وعليه ما عليه، بحسب تعبيرها.