رئيس أذربيجان: مستعد للحوار مع أرمينيا

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد الرئيس الآذري إلهام علييف، أنه مستعد للجلوس مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان لتطبيع العلاقات الثنائية، مستبعداً في الوقت ذاته منح الأرمن الذين يعيشون في إقليم كاراباخ وضعاً خاصاً أو حكماً ذاتياً، بعد انتهاء حرب استمرت 44 يوماً للسيطرة على هذا الإقليم.  

وتحل هذا الأسبوع ذكرى مرور أول عام على الحرب في ناجورنو كاراباخ، والتي انتهت بخسارة أرمينيا للسيطرة على 70% تقريبا من الإقليم المتنازع عليه بين البلدين منذ 30 عاماً.  

وكشف علييف أنه مستعد للحوار مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيا، مؤكداً أن "المحادثات والاتصالات بدأت على مستوى نواب رؤساء الوزراء بين أذربيجان وأرمينيا وروسيا، بهدف استئناف المباحثات. وقد اجتمع وزراء الخارجية حديثاً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة منذ انتهاء الحرب، واعتقد أنه كان بناء وواعد للغاية".  

وأضاف "موقفنا لا يزال نفسه بعد الحرب. نريد إقامة علاقات طبيعية مع أرمينيا تقوم على الاعتراف المتبادل بوحدة الأراضي. نحن مستعدون فوراً لبدء عملية ترسيم حدودنا. كما أننا أكدنا موقفنا بشأن العمل مع أرمينيا من أجل اتفاق سلام مستقبلي. أشرنا في كثير من المناسبات إلى هذه المبادرات لكننا لم نتلق للأسف رداً إيجابياً من الجانب الأرميني".  

وأوضح "هذا أمر مهم للغاية لأننا لا نزال نرى ونسمع من الطبقة السياسية الأرمينية تصريحات عن الثأر وخطط في المستقبل للحصول على أراضي تنتمي بموجب التاريخ والقانون الدولي لأذربيجان. وعلى مدار 30 عاما من المفاوضات كان موقفنا بناء للغاية وما قلناه هو إننا لا نمانع منح الأرمينيين الذين يعيشون في أذربيجان نوعا من الحكم الذاتي. لكن أرمينيا دأبت على رفض ذلك وأصرت على الانفصال بالنسبة لما تطلق عليه ناجورنو كاراباخ".  

وتابع "لكن الآن وبعد انتهاء الحرب وتسوية النزاع، لم يعد هذا موقفي فقط، بل يتبناه أغلب المجتمع الدولي، فلا مجال للحديث عن كيان غير موجود. لا وجود لناجورنو كاراباخ. ليس لدينا هذا التقسيم الإداري على أراضينا.  

وأصدرت في السابع من تموز (تموز) الماضي مرسوماً حول الترسيم الجديد للمناطق الاقتصادية في أذربيجان، ويغطي كاراباخ وزانجزور الشرقية المنطقة بالكامل".  

وشدد "والأرمينيون الـ25 ألف الذين يعيشون في منطقة كاراباخ وتحت مسئولية قوات حفظ السلام الروسية اليوم هم مواطنون آذريون، لديهم نفس الحقوق والامتيازات وعليهم نفس مسئوليات أي مواطن آذري بغض النظر عن الدين أو العرق".  

وعن السجناء، كشف "أود أن أوضح أمراً بشأن أسرى الحرب. وفقا للمعاهدات الدولية، نتحدث عن أشخاص أسروا خلال الحرب وقد أعدناهم جميعا بعد انتهائها. أما هؤلاء المعتقلين حالياً فلا ينتمون لهذه الفئة لأنهم أرسلوا إلى الأراضي المحررة بعد أسبوعين من انتهاء الحرب. 62 فردا ارتكب بعضهم جرائم وهاجموا جنودنا وقتلوا أربعة منهم. لذا فهم ليسوا أسرى حرب، إنهم إرهابيون أعضاء تنظيم تخريبي تم إرسالهم لاستهداف المدنيين والعسكريين الآذريين. ورغم ذلك أعدنا عدد منهم في بادرة لتأكيد حسن النية".  

وأردف "فيما يخص خرائط الألغام التي زرعتها أرمينيا في الأراضي التي كانت محتلة، وهي بمئات الآلاف، فقد طلبنا هذه الخرائط لكن الحكومة الأرمينية نفت امتلاكها لها. أصيب وقتل 150 مدنيا وعسكريا منذ انتهاء الحرب بسبب رفض الأرمينيين منحنا تلك الخرائط. سلمونا القليل منها فقط منذ فترة قصيرة لكن دقتها لا تتجاوز 25%. ما نريده هو أن تسلمنا أرمينيا الخرائط التي تحوي الأماكن الدقيقة للألغام. إذا أظهروا حسن نية فبالطبع سنتعامل على هذا الأساس".  

كما أبرز علييف أن "العقبة الأولى في طريق عودة المدنيين إلى المناطق المحررة هي الألغام، بدون إزالتها لا يمكنهم العودة. لن نعرض حياتهم للخطر. الوقت هو عدونا الأول، لذا نعمل على رفع الألغام بأنفسنا. رفعنا عدد الخبراء والجنود في هذه العملية. لكن الأمر يستغرق وقتاً طويلاً. وقد بدأنا بالفعل في بناء المدن والقرى بالمناطق المحررة. ندرس أولا احتياجات البنية التحتية ثم ستكون الشبكة الكهربائية جاهزة بنهاية العام الجاري، وكذلك الطرق والمياه".