أعلنت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مواصلة العمل رسمياً في مشروع متحف غوغنهايم أبوظبي لاستكماله خلال عام 2025، الذي سيشكل عند افتتاحه أحد المنجزات الرئيسة في المشهد الثقافي والفني والإبداعي في إمارة أبوظبي، والإضافة الأحدث ضمن مجموعة المتاحف الدولية التابعة لمؤسسة سولومون آر غوغنهايم.

ويعتبر غوغنهايم -أبوظبي، وفقاً لبيان صحافي حصل 24 على نسخة منه، المتحف الأبرز في المنطقة للأعمال والبرامج الفنية والثقافية العالمية الحديثة والمعاصرة الذي سيعمل على تعزيز التبادل والتعايش الثقافي بين مختلف شعوب العالم، واستكشاف تاريخ الفن من منظور أوسع.

وسيسهم المتحف، بما يزخر به من أعمال فنية متعددة الثقافات تركز على منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا، في تحقيق فهم أعمق لتفاعل الرؤى الفنية المختلفة ودورها في رسم ملامح الثقافات والتجارب التاريخية المترابطة في عصرنا. كما سيمثل المتحف منصة فريدة لإبداع الأعمال الفنية الجديدة والمبتكرة والوصول إلى جماهير جديدة، وذلك من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والخبراء من دولة الإمارات والمنطقة لإثراء المجموعة المتنوعة من الأعمال والبرامج الفنية والثقافية التي يحتضنها.

مركز حيوي للثقافة والفنون
وبهذه المناسبة، قال رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي محمد خليفة المبارك: "يُسهم متحف غوغنهايم أبوظبي في ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز حيوي للثقافة والفنون. وباعتباره المتحف الأبرز في المنطقة للفن العالمي الحديث والمعاصر في المنطقة، سيوفر غوغنهايم أبوظبي منصة إبداعية هامة للفنانين من مختلف أنحاء العالم، إذ سيلعب دوراً هاماً في تعزيز الوعي والمعرفة بمفاهيم الفن العالمي والتنوع والشمولية من خلال رؤيته الخاصة بالفنون الحديثة والمعاصرة. ومع تواصل العمل في خططنا الخاصة بالمتحف؛ نؤكد على دور المتحف بالغ الأهمية لتحقيق رؤيتنا الخاصة بالصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارة، فالاستثمار في هذه الصناعات يعد من أبرز جهود التنمية في الإمارة أبوظبي، ويلعب دوراً هاماً للمساهمة في تطوير مشهد الفن العالمي. ولا شك في أن غوغنهايم أبوظبي سيساهم مع المؤسسات الثقافية الأخرى مثل اللوفر أبوظبي ومتحف زايد الوطني في تحقيق مستقبل مزدهر للقطاع الثقافي والإبداعي".

وتقوم دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بتطوير متحف غوغنهايم أبوظبي بالتعاون مع مؤسسة سولومون آر غوغنهايم، حيث سيكون المتحف عند افتتاحه أكبر المتاحف التابعة لمؤسسة سولومون آر غوغنهايم، والتي تشمل متحف غوغنهايم في نيويورك الذي صممه فرانك لويد رايت، ومتحف غوغنهايم بيلباو الذي صممه فرانك غيري، وبيجي غوغنهايم كوليكشن في البندقية.

ومن جهته، قال مدير مؤسسة ومتحف سولومون آر غوغنهايم ريتشارد أرمسترونغ: "يمثل إعلان اليوم لحظة هامة في مسيرة إنجاز هذا المشروع الفني الرائد الذي يتميز بتصميمه المعماري الفريد الذي ابتكره المعماري العالمي فرانك غيري، والذي سيحتضن مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التي تقدم وجهات نظر مختلفة حول التاريخ العالمي للفن الحديث والمعاصر، مع التركيز بشكل خاص على الأعمال الفنية من منطقة غرب وجنوب آسيا وشمال إفريقيا. لقد نجحت إمارة أبوظبي في ترسيخ مكانتها كوجهة ثقافية متنوعة تمتاز باقتصاد إبداعي سريع النمو، مما يجعل منها موقعاً مثالياً لاحتضان أشهر المتاحف العالمية. ونتقدم بالشكر الجزيل لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وشركائنا على تعاونهم الكبير، ونتطلع لعرض الأعمال والبرامج الفنية والثقافية ومشاركتها عند افتتاح المتحف".

من جانبه، قال المهندس المعماري المرموق فرانك غيري: "يسعدنا بلوغ هذه المرحلة الجديدة والهامة من مسيرة العمل لافتتاح المتحف، وكلي فخر بالعمل مع شركائنا في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي مؤسسة سولومون آر غوغنهايم لإبداع هذه التحفة المعمارية التي ستحتضن أعمالهم وبرامجهم الثقافية والفنية. آمل أن يكون هذا المبنى محط إعجاب وتقدير الجمهور في دولة الإمارات، وأن يشكل أحد أهم المعالم العمرانية والثقافية البارزة لسنوات قادمة".

دعم الفنانين
وفي إطار التزام غوغنهايم أبوظبي بدعم الفنانين في المنطقة، عمل المتحف منذ تأسيسه على تنظيم عدد من البرامج الفنية والثقافية شملت تنظيم ثلاثة معارض في أبوظبي تضمنت أعمالاً فنية مختارة من مجموعة غوغنهايم أبوظبي في محاولة لتجسيد الرؤية الفنية المستقبلية للمتحف. ونظم المتحف أيضاً برنامجاً عاماً سلط الضوء على نخبة من الفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء العالم. وكان المتحف قد أطلق مؤخراً برنامج "إضاءات فنية" على منصات التواصل الاجتماعي التابعة لـ "ثقافة أبوظبي"، والتي تقدم سرداً روائياً حول الأعمال المعارة إلى متحف غوغنهايم أبوظبي من مختلف أنحاء العالم.

تحفة معمارية
ومن موقعه المميز وسط المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات، سيمثل غوغنهايم أبوظبي تحفة معمارية تمزج بين ملامح فنون العمارة التي تشتهر بها دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، كما سيمثل جزءاً من المشهد الفني الثقافي المزدهر في إمارة أبوظبي والذي يضم شبكة واسعة من المؤسسات الثقافية والفنية مثل متحف اللوفر أبوظبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، ومنارة السعديات، والمجمع الثقافي. كما ستحتضن المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات عدداً من المعالم الثقافية الأخرى مثل مشروع متحف زايد الوطني الذي يستعرض أعمال وإنجازات الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، وبيت العائلة الابراهيمية الذي يُجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه دولة الإمارات.