صندوق النقد الدولي يؤكد أنه يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الاقتصادي في أفغانستان

عرب وعالم

اليمن العربي

قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إنه يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع الاقتصادي في أفغانستان، وحذر من أزمة إنسانية تلوح في الأفق.

 

جاء تحذير صندوق النقد الدولي بعد سيطرة حركة طالبان على السلطة في أفغانستان شهر أغسطس/آب الماضي.

 

وقال جيري رايس المتحدث باسم الصندوق إن اتصال "النقد الدولي" مع أفغانستان مازال معلقا، وهو ما يعني تعليق أي تمويل من الصندوق.

 

وأضاف أن التركيز في الوقت الحالي يجب أن ينصب على مساعدة الشعب الأفغاني من خلال السماح بتدفق التحويلات النقدية وتقديم مساعدات للدول التي تستضيف اللاجئين الأفغان.

 

ويوم الإثنين، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن مؤتمر المانحين لدعم أفغانستان تمكن من جمع تبرعات بأكثر من مليار دولار أمريكي.

 

وقال جوتيريش إن هذا المؤتمر لبى بشكل كامل التوقعات المتعلقة بالتضامن مع الشعب الأفغاني.

 

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أفغانستان بحاجة إلى أكثر من 600 مليون دولار لغاية نهاية هذا العام من أجل تجنب أزمة في الغذاء وانهيار الخدمات العامة. وتفاقمت ندرة الغذاء بشكل كبير منذ سيطرة طالبان على البلاد الشهر الماضي.

 

ومع ذلك، لم يستطع جوتيريش تحديد مقدار التمويل الذي سيخصص لميزانية الطوارئ للأمم المتحدة خلال الأشهر المقبلة، وكذلك المبلغ الذي سيتم تقديمه لاحقًا.

 

بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على عودتها إلى السلطة، بدأت طالبان هذا الأسبوع كشف النقاب عن خططها، لا سيّما تقديم الحكومة الجديدة بقيادة عدد من كوادر الحركة المتشدّدين الذين كانوا في السلطة في عهدها الأوّل (1996-2001).

 

وتتكوّن الحكومة حصرا من أعضاء الحركة الإسلاميّة، في غياب العنصر النسائي.

 

مقارنة بتسعينيات القرن المنصرم، اتّخذت "طالبان" خطوات إلى الأمام، مثل السماح للنساء بالدراسة في الجامعة، لكنّها وضعت قواعد صارمة لذلك، وبالتالي سيُفرض عليهنّ "ارتداء الحجاب والنقاب وكذلك حضور دروس في فصول غير مختلطة".

 

كما أشار النظام الجديد إلى أنّه لن يُسمح للنساء بممارسة الكريكت والرياضة عموما.

 

أثارت هذه الإجراءات قلق جزء من المجتمع الدولي والسكّان الذين يتذكّرون وحشيّة نظام طالبان في التسعينيات.

 

ونُظّمت تظاهرات نسائية عدّة للمطالبة خصوصا بالحقّ في العمل بالخارج، وكذلك لمعارضي النظام في الأيّام الأخيرة في كابول وفي مدن رئيسيّة أخرى في البلاد. وفرّقت طالبان المحتجّين، بوحشيّة في بعض الأحيان.

 

في المقابل، تجمّعت بضع مئات من الأفغانيّات المنقّبات في مدرج بجامعة كابول السبت، تعبيرًا عن دعمهنّ نظام طالبان الجديد.

 

ولوّحت النساء اللواتي بلغ عددهن 300 امرأة، معظمهنّ بالنقاب الأسود، بأعلام طالبان وهن يستمعن إلى متحدّثات قدِمن للدفاع عن إجراءات النظام الجديد.

 

وانتقدت النساء كلّ اللواتي نزلن إلى الشارع في الأيام الماضية للمطالبة باحترام حقوقهنّ. وقالت طالبة تدعى شبانة عمري إنّها تؤيّد سياسة طالبان بأن ترتدي جميع النساء الحجاب.

 

واعتبرت أنّ "اللواتي لا يضعن الحجاب يُسئن إلينا جميعًا"؛ بينما رأت سمية، من جهتها أنّ الوضع تحسّن منذ عودة طالبان. وقالت: "لن نرى بعد الآن السافرات"، مضيفة "ستكون النساء بأمان. نحن ندعم حكومتنا بكل قوتنا".

 

من جهتها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) الجمعة أنّ أفغانستان تواجه خطر حدوث انتكاسة لمسار عقدين من المكاسب التعليمية للأطفال، خصوصا الفتيات.

 

وأفادت الوكالة الأممية في بيان "يُتوقّع ارتفاع عدد النازحين في الداخل، ما يزيد خطر حدوث خسائر في التعليم في أوساط الأطفال (ما يعني) كارثة أجيال ستؤثّر سلبا على التنمية المستدامة للبلاد لسنوات".