صحف: حزب العدالة والتنمية مُني بهزيمة مذلة في الانتخابات التشريعية بالمغرب

عرب وعالم

اليمن العربي

لا يزال صدى الصفعة مدوية للإخوان في المغرب، يتردد في كامل المنطقة العربية، بعد أن حل حزب العدالة والتنمية الإخواني، الحاكم سابقاً، في المرتبة الثامنة في البرلمان الجديد، بعد الفوز الكبير الذي حققه حزب التجمع الوطني للأحرار على حساب الحزب الإخواني.

 

ووفقاً لصحف عربية صادرة امس مثلت الهزيمة المريرة، للعدالة والتنمية في المغرب، بعد أن تسيد المشهد السياسي المغربي منذ عقد، ضربة استثنائية للإسلام السياسي في المنطقة والعالم.

 

في موقع "رؤية" أوضح الصحافي المغربي، محمد واموسي أن "حزب العدالة والتنمية مُني بهزيمة مذلة في الانتخابات التشريعية التي شهدها المغرب بعد 10 سنوات من تزعم المشهد السياسي في البلاد".

 

وأضاف "هذه الجماعة نجحت في بيع الوهم للشعب المغربي، لكن سرعان ما سقط قناعها وفقدت ثقة الشعب، بعدما فقدت الثقة أيضاً في دول أخرى مثل تونس، والسودان، ومصر"، قائلاً: "ما شهدناه في المغرب هو استمرار لخسائر الإخوان في العالم العربي الذي بدأ في 2013 بسقوط حكمهم في مصر، وتبعه سقوط نظام البشير السوداني في 2019، وتراجع شعبية النهضة بشكل كبير في تونس، وهذا كله يظهر صحوة الشعوب العربية، وزيادة وعيها بخطورة الإخوان على الأوطان".

 

بدورها، قالت صحيفة "العرب" إن "حجم هذه الهزيمة يُظهر أن موجة الإسلام السياسي التي حكمت، فشلت ولا تملك أكثر من الشعارات والعزف على الوتر الديني".

 

وأضافت، نقلاً عن محللين وخبراء في الإسلام السياسي، أن "هزيمة حزب العدالة والتنمية ليست بسبب تعديل القاسم الانتخابي، أو ضعف أدائه السياسي، وإنما هي هزيمة للمشروع الإسلامي الذي حمل شعارات كبرى مثل الإسلام هو الحل، لكن عند تنزيلها على الأرض ضاعت إسلاميتها وفقدت بعدها الأخلاقي، وحلت محلها البراغماتية، والانتهازية وسيطرت عليها فكرة التمكين، التي تجيز للحزب الإسلامي أن يفعل كل شيء للسيطرة على الدولة ومؤسساتها، وبان بالكاشف أن توظيف الدين لخدمة الأجندات السياسية، لن يفضي سوى إلى هذه النهاية".

 

وحسب المراقبين "تكمن أهمية نتائج الانتخابات المغربية في أنها أنهت آخر قلاع حكم الإسلاميين من جهة، وأظهرت من جهة أخرى فشل ما بات يعرف بأحزاب الإسلام الديمقراطي التي تسعى لإقناع الغرب بأنها لم تعد أحزابا دينية، مثل حزب العدالة والتنمية المغربي، وحركة النهضة في تونس".

 

من جانبها، قالت سناء العاجي في موقع "الحرة": "قد نتفق مع التحولات السياسية الجارية في المغرب وقد نختلف. لكن الأكيد أن الانتخابات التي أجريت يوم 8 سبتمبر، تستحق منا أكثر من وقفة" مضيفةً "كان كثيرون يتوقعون تراجع حزب العدالة والتنمية في الانتخابات. وهناك من توقع أن يحتل المرتبة الثانية، لكن أكثر المتشائمين لم يتوقع هبوط الحزب من المرتبة الأولى ومن رئاسة الحكومة إلى المرتبة... الثامنة، بـ 13 مقعدا بدل 125 سنة 2016".

ومن جهة أخرى، اعتبرت العاجي أن نسبة المشاركة المرتفعة مقارنةً مع الانتخابات السابقة، كشفت تنامي وعي المغاربة بالتصويت ضد الحزب الإسلامي، من جهة وتأكيد ولائهم الوطني مشيرةً مثلاً إلى أن "نسبة المشاركة في المناطق الجنوبية تراوحت بين 58.30% وبين 66.94%، وهو أيضا رد شعبي على دعاة الانفصال... رد يحسم الكثير من بروباغندا الوهم" معتبرةً أن " الدرس الأكيد الذي يجب أن نتوقف عنده جميعا، هو ما قاله "ناس الغيوان" ذات زمن: "ما يدوم حال".

 

وقالت الكاتبة "قد تؤثر شعارات الشعبوية والتدين، وقيم الأسرة، والمجتمع المسلم، لشهور أو لبضع سنوات. لكن التدبير السيء وقد كان تدبير الحكومتين السابقتين كارثيا في عدد من الملفات، والخضوع لإملاءات البنك الدولي على حساب مصلحة الشعب والارتجال في اتخاذ القرارات، كل هذا قد يتسبب في انقلاب بلغة الديمقراطية، انقلاب صناديق الاقتراع، دون أن ننسى صبيانيات عدد من مسؤولي الحزب الإسلامي من قصص جنس وتعدد زوجات، وسفريات للخارج مع حبيباتهم، صبيانيات جعلت حتى شعارات التدين والطهرانية تسقط تباعاً".

نهاية حزب .. بداية مرحلة

ومن جهته، قال الكاتب سعد الوزان في موقع "هسبرس" المغربي: "لم يكن حتى أعتى العرافين يتوقع سقوطاً مدوياً كهذا لواحد من الأحزاب الكبرى التي تسيدت المشهد السياسي المغربي لما يزيد عن عقد من الزمان، سقوط جارف أسهمت فيه العديد من العوامل الذاتية والموضوعية التي تضافرت لتدق آخر مسمار في نعش حزب العدالة والتنمية".

 

وأضاف "يمكن القول إن المغرب تمكن اليوم، بفضل إرادة شعبه، ليس فقط من التخلص من حزب شاذ لوث المشهد السياسي المغربي بقاموسه، ومفاهيمه، وإيديولوجيته الوافدة، وخدمته لأجندات خارجية، بل أنه أيضا، وهذا هو الأهم، تمكن من تكريس الانتخابات آلية ديمقراطية للتداول على السلطة وتقوية المؤسسات. نعم.. خسر العدالة والتنمية، ولكن المغرب هو الرابح الأكبر".