المدارس اليمنية بين آتون الفساد وقتل المستقبل

اليمن العربي

شهدت السبع السنوات العجاف في اليمن ظاهرة شبه كونية في تفخيخ عقول الاجيال اليمنية داخلياً وخارجياً .

لم تسلم المناهج من التحريف والتغيير الممنهج من قبل جماعة لا تعترف الا بنفسها فقط . 

وحتى أسماء المدارس المشهورة والتي تحمل أسماء الصحابة أو ابطال الثورة اليمنية المباركة 26 سبتمبر و 14 من اكتوبر تم استحداث أسماء ذات طابع طائفي .

كما أن المعلم لم يسلم من سياط الجماعات المسلحة والمليشيا التي طاردته في مهنته العظيمة وجعلت منه اضحوكة أمام المجتمع والعلم والتعليم بتهميش دوره التربوي وليّ ذراعه بالفتات من مستحقاته ، أو تهديده وتهجيره ، أو اعتقاله ، أو قتله .

ولا ننسى الاطفال في المدارس الذين هم ضحية هذا العبث الفكري الطائفي المتخلف ، وما يواجهونه من ضغوط نفسية وترهيب واخراجهم من طفولتهم البريئة التي خلقهم الله عليها ، الى تغذيتهم بأفكار تدعوا فقط للموت وليس للحياة  تدعوا للتخلف وليس للتقدم

تدعوا للإذلال والعبودية لا للحرية والكرامة  تدعوا للكره لا للحب  تدعوا للدم لا للحياة  فأصبحوا قنابل موقوته تهدد المجتمع والدولة والمنطقة والعالم ، إذا لم يتم انقاذهم من الآله الفكرية المليشاوية التي تجعل منهم قطيعاً يُساقون الى الموت كما تُساق الغنم الى حضائرها ، فلم يعد في المناطق التي تسيطر عليها هذه المليشيا ما يسر أو ما يدعوا للحياة ، فليس فيها الا روائح الدم والبكاء والمآتم والجثث التي لم يسلم منها بيت ولا أسرة

وفي المقابل توجه المواطن الى المدارس الخاصة التي لم تسلم ايضاً من بطش الاستنزاف والجباية الحوثية للموارد المالية ، لتعليم اطفاله بأثمان باهضة لعله يستطيع انقاذ مستقبل اطفاله من هذه الجماعة الارهابية المتخلفة .

والبعض الاخر أمسك عليه اطفاله في بيته كل هذه السنوات بإنقطاع تام عن التعليم وايقاف مستقبلهم العلمي وقلوبهم تعتصر ألماً وأعينهم تبكي دماً على ضياع السنوات من أعمارهم بلا مستقبل .

فهذه الجماعة قتلت الطموح ودفنت الابداع  وشتتت العقول  وتفننت في طمس التاريخ  ولعبت في مستقبل الجيل بأكمله

ومن ناحية ثانية المدارس في المناطق المحررة نبكي على ما يحصل فيها من عدم اهتمام بهذا النشئ وبالجيل الذي سيكون ايقونة الحياة للمستقبل اليمني .

وكأن المسئولين فيها والمعلمين والكوادر التربوية يؤدون وظائفهم دونما الاحساس بالقضية والمسئولية الملقاة على عاتقهم أمام الله أولاً ثم أمام انفسهم والوطن ثانياً .

( الباحثين عن الوظيفة )

وحتى المدارس اليمنية في الخارج بدأت الوزارة بالتصاريح الرسمية لإفتتاحها في الدول العربية والاجنبية خدمة لأبناء الجاليات اليمنية في الخارج .

لكن للأسف الشديد نحت هذه المدارس بقدرة قادر من مدارس تربوية تعليمية الى مدارس استثمارية بحته  بل البعض منها فُتحت فقط لبيع الشهادات ودرجات النجاح ، ولا يهمهم التحصيل العلمي بشيئ .

كما أن العديد من هذه المدارس إلا النادر منها ليس بها كوادر تربوية مربية للأجيال وليس لها خبرات في العملية التعليمية ، ولم يخضعوا للدورات التربوية عن كيفية التعليم التربوي والتعامل مع الطلاب بشتى اعمارهم .

ولكنها عبارة عن مدارس استثمارية بحته تستنزف احتياج أولياء الامور من الجاليات اليمنية الذين يعيشون خارج اليمن في تعليم اطفالهم .

فنحن نحتاج الى توحيد الجهود في كل الجبهات لمواجهة هذا الكابوس والخطر الذي سيكلف الوطن الكثير من ابنائه واجياله القادمة .