طالبان: لا حكومة جديدة قبل يوم السبت

عرب وعالم

اليمن العربي

سيتعين على الأفغان والمجتمع الدولي الانتظار لفترة أطول قليلاً، إذ أن الحكومة الجديدة التي يتوقع أن تشكلها طالبان بعد تعهدها بأن تكون أكثر انفتاحاً، لن تكشف قبل السبت على أقرب تقدير. وأوضح متحدث باسم الحركة لوكالة فرانس برس أنه ليس من المقرر إعلان الحكومة الجديدة الجمعة، مشيرا إلى أنه لا يجب توقع أي تطور، قبل السبت. ورجحت مصادر مقربة من طالبان الخميس، تشكيل الحكومة الجديدة الجمعة، بعد الصلاة. وأكد نائب رئيس مكتبها السياسي في قطر، شير محمد عباس ستانيكزاي الأربعاء لشبكة "بي بي سي" أن الحكومة الجديدة ستعلن في غضون يومين. ويعد تشكيل حكومة جديدة بمثابة اختبار للرغبة الحقيقية في التغيير التي أظهرتها الحركة التي اتسم عهدها الأول  بين 1996و2001 بسياسة وحشية ضد النساء والمعارضين. ورغم ذلك، قد تبقى الدعوات إلى إدماج النساء في الحكومة الجديدة غير مسموعة في ضوء التصريحات الأخيرة. وعلى الصعيد العسكري، نشبت مواجهات جديدة في وادي بانشير بين قوات طالبان وجبهة المقاومة الوطنية التي يقودها أحمد مسعود. وقال مسعود في وقت سابق: "عرضت طالبان تخصيص مقعدين لجبهة المقاومة الوطنية في الحكومة التي يريدون تشكيلها فيما نطالب بمستقبل أفضل لأفغانستان". وتابع "لم نفكر حتى في عرضها"، مقدرا أن طالبان "اختارت أن تسلك طريق الحرب". في الأسابيع الماضية، أقامت حركة طالبان اتصالات مع شخصيات أفغانية معارضة على غرار الرئيس السابق حامد كرزاي، ونائب الرئيس السابق عبد الله عبد الله. ومن السيناريوهات المحتملة والمتداولة، يتوقع أن يمارس زعيم طالبان الملا هبة الله أخوند زادة السلطة العليا زعيماً دينياً للبلاد، وفقا لقناة تولو نيوز التلفزيونية الأفغانية الخاصة. وستعهد مسؤولية إدارة الحكومة إلى شخص آخر. ومن المتوقع أن يشغل المؤسس المشارك للحركة عبد الغني بردار، منصباً مهماً داخل الحكومة، وفقا لتولو نيوز. وترى مارتن فان بيغلرت من شبكة المحللين الأفغان، أن الحركة "لم تكن مستعدة مطلقاً للرحيل المفاجئ للرئيس أشرف غني في 15 أغسطس (آب) ولسقوط كابول في أيدي مقاتليها بهذه السرعة". وأضافت في مذكرة نشرت الأربعاء "لم تعدّ خطة مفصلة أو سياسة حكومية" مشيرة إلى إن الحركة "منقسمة الآن على الطريق الذي يجب اتباعه". لكن الوقت ينفد نظرا للتحديات التي تواجه القادة الجدد للبلاد. ويعد الاقتصاد التحدي الأكثر إلحاحاً إذ جمّدت المساعدات الدولية المقدمة لأفغانستان، إحدى أفقر دول العالم والتي يعتمد اقتصادها عليها إلى حد كبير. مع ذلك، وردت العديد من الأنباء الإيجابية في الساعات الأربع والعشرين الماضية التي ساهمت في التخفيف من قتامة الصورة. فأعلنت شركة ويسترن يونيون للحوالات المالية الخميس استئناف عملها في البلاد. ويعتمد العديد من الأفغان على الأموال التي يرسلها أقاربهم في الخارج. من جانبها، أعلنت الأمم المتحدة التي حذّرت الثلاثاء من "كارثة إنسانية"، استئناف مساعداتها الإنسانية في شمال أفغانستان وجنوبها، فيما أعلنت شركة"أريانا للخطوط الجوية الأفغانية" استئناف رحلاتها الداخلية.