تكلفة تحويل المنزل للعمل بالطاقة الشمسية

اقتصاد

اليمن العربي

تواجه بعض الدول العربية أزمة في شح الكهرباء في ظل عدم توافر الوقود لتغذية المحطات أو بسبب تهالك شبكات الطاقة نفسها.

 

وتبدو أزمة الكهرباء في المنطقة العربية، أمرا مثيرا للجدل كون المنطقة تتمتع بأشعة الشمس على مدار العام وهو ما يمثل فرصة هائلة لاستغلال هذا الكم من الطاقة الشمسية.

 

لكن حجم الاستثمار ودعم الحكومات المطلوب لمشروعات واسعة النطاق في هذا المجال، يُعد تحديا لدول تعاني من ضائقة اقتصادية.

 

يقول الخبير في مجال الاقتصاديات الخضراء بالمنطقة محمد عبد الرؤوف لوكالة فرانس برس إن منزلا واحدا في العاصمة المصرية القاهرة يكلّف "حوالى 60 ألف جنيه (حوالى 3800 دولار) للتحول إلى الطاقة الشمسية".

 

وتختلف تلك التكلفة بحسب الدول العربية، وفقا لسياساتها الجمركية وتكلفة الشحن فيما يتعلق بتقنيات الطاقة الشمسية المستوردة كالألواح وبطاريات التخزين.

 

ويشير الخبير إلى أن الصعوبات التي ترتبط بتركيب الألواح الشمسية، تتمثل في الحاجة إلى مساحة كبيرة فوق المباني.

 

وعلى الرغم من امتلاك منطقة شمال أفريقيا بعض المشروعات التي تعد بين الأكبر في العالم في هذا المجال، يرى رواد الأعمال في مجال الطاقة المتجددة أنه يجب التركيز على مستوى المجتمعات، ومساعدة قرى بأكملها على الاستفادة خارج نطاق الشبكات المحلية ودون استخدام وقود الديزل.

 

ووضعت مصر، البلد العربي الأكثر تعدادا للسكان مع ما يزيد عن 100 مليون نسمة، الطاقة الشمسية على رأس أولوياتها وتسعى الى توليد حوالى 42% من كهربائها من الطاقة المتجددة بحلول العام 2035.

 

وفي الصحراء الغربية، على بعد حوالى 40 كيلومترًا (25 ميلاً) شمال مدينة أسوان الجنوبية، تمّ بناء مجمع "بنبان" لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.

 

ويُعد مشروع بنبان الضخم الذي يمكن رؤيته من الفضاء الخارجي، والذي موّله البنك الدولي بتكلفة بلغت 4 مليارات دولار، رابع أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم وتتخطى مساحتها 37 كيلومترا مربعا.

 

وتمّ توصيل محطة بنبان بالشبكة القومية للكهرباء في مصر العام 2019، وتضم المحطة ستة ملايين لوحة من الخلايا الشمسية وتنتج حاليا 930 ميغاوات في الساعة سنويا، وهو ما يكفي لإنارة 420 ألف منزل، حسب بيانات الأمم المتحدة.

 

وحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن بلدان شمال إفريقيا تمكنت خلال العقد الماضي من زيادة إنتاجها من الطاقة المتجددة بنسبة 40%، إلا أن هذا لم يخفض من استخدام الوقود الأحفوري.

 

ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "كرم" للطاقة الشمسية الناشئة في القاهرة أحمد زهران إن الوقت حان للابتعاد عن نموذج بيع الكهرباء للدولة والاتجاه نحو شراكة عامة خاصة مثل "بنبان".

 

ويوضح لفرانس برس "نموذج العمل مسيء جدًا وغير شامل.. تركز الشركات على بيع الكهرباء لطرف واحد (الدولة) ولا تهتم بالمشاركة في البنية التحتية للبلدان التي تعمل فيها".

 

ويضيف "لذلك يُنظر إلى الشركات دائما على أنها لمستثمرين انتهازيين يحاولون الحصول على عقود محددة، فيُفضل العمل مع الحكومة".

 

وتقوم شركة زهران، وهي أول شركة خاصة تحصل على رخصة توزيع الطاقة في مصر، بتصميم أبنية تعمل بالطاقة الشمسية وأنظمة ضخ مياه لمساعدة القرى خارج نطاق الشبكات القومية وبدون استخدام وقود الديزل.

 

ويقول زهران "أدركنا أن مستقبلنا ليس في كوننا مطورا للطاقة الشمسية ولكن في كوننا شركة للطاقة الشمسية على نطاق المرافق... نحن نعمل على البنية التحتية بأكملها من بناء محطة الطاقة، وبناء شبكة التوزيع .. كل شيء".

 

على موقعها على الإنترنت، تقول شركة زهران أنها سمحت بتوفير استخدام 2,3 مليون لتر من وقود الديزل وبالتالي إنتاج عشرة آلاف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون من خلال تركيب أكثر من 71 ميجاوات من الطاقة الشمسية.