هجوم قاس من المعارضة التركية على أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

شنت المعارضة التركية هجوما على الرئيس رجب طيب أردوغان بسبب مواقفه من أفغانستان والأزمات الاقتصادية المتلاحقة التي تعاني منها البلاد.

 

وقال علي باباجان، رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" التركي المعارض، إنه حال إجراء انتخابات حاليا فسينتهي عصر العدالة والتنمية الحاكم.

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها باباجان، نائب رئيس الوزراء الأسبق، خلال تجوله بإحدى الأسواق في العاصمة أنقرة، وفق صحيفة "يني جاغ" المعارضة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن باباجان كان يتفقد أوضاع الباعة والتجار، والأضرار التي لحقت بهم جراء تفشي وباء كورونا بالبلاد وما خلفته من تداعيات اقتصادية كبيرة على كافة القطاعات.

 

وخلال جولته استمع باباجان إلى شكاوى التجار والمواطنين، ليقول له أحدهم إنه اضطر إلى بيع بيته من أجل سداد ديون الضرائب المتراكمة عليه في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تشهدها البلاد.

 

كما اشتكى معظم من تحدثوا مع المعارض المذكور من الارتفاع الكبير في فواتير الكهرباء، مشيرين إلى أنها كانت تأتي في حدود الـ120 ليرة لكنها باتت حاليا 190 ليرة.

 

ورد باباجان على تلك الشكاوى قائلا: "نعم إن ما يحدث هذا بسبب توليهم السلطة بانتخابات قبل 3 سنوات، ولكن إذا جرت انتخابات اليوم فسينتهي الأمر، وهم يعلمون هذا جيدا".

 

وتعيش تركيا أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بالتزامن مع ضعف حاد في العملة المحلية، وارتفاع كلفة الإنتاج والاستيراد، في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم وارتفاع نسب الفقر.

 

ويضاف إلى ذلك مزيد من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد المحلي والسكان، وسط ضعف في الثقة الاقتصادية وتراجع مؤشر ثقة المستهلك بالبلاد، وتآكل ودائع الأتراك بسبب هبوط القيمة السوقية والشرائية للعملة المحلية.

 

على الصعيد نفسه شن فائق أوزتراق، المتحدث باسم الشعب الجمهوري، أكبر أحزب المعارضة التركية، هجوما على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، بسبب إصراره على الزج بالجيش في الصراع الكائن بأفغانستان.

 

وقال المعارض المذكور في تصريحات صحفية: إن "ترك الجنود الأتراك في أفغانستان في ظل هذه الظروف غير قانوني وبمثابة إلقاء لهم في النار".

 

وأضاف: "على جنودنا العودة فوراً إلى بلادنا وحماية حدود الجمهورية التركية، وهو واجبهم الأساسي، قبل أن يحدث لهم أي شيء سيئ".

 

وأشار أنه "خلال الاجتماع الذي عقده أردوغان مع نظيره الأمريكي جو بايدن في بروكسل في وقت سابق، حدثت تطورات مهمة بعد صفقة وضع الجنود الأتراك في مهمة الحراسة في مطار كابول مقابل دعم مالي ولوجستي".

 

وتابع: "كابول، التي قيل إنها ستسقط في ثلاثة أشهر سقطت في ثلاثة أيام. كان مشروع المطار حلما أيضا. انتقلت الإدارة من أفغانستان إلى طالبان، ومع ذلك فإن أردوغان لا يتردد في التضحية بالجنود الأتراك من أجل المال".

 

واستطرد أوزتراق قائلا "لا يزال أردوغان يصرّ على وجود الجنود الأتراك في مطار كابول، أفغانستان الآن في أيدي طالبان، لا يزال أردوغان يقول إن نواياهم لضمان سلامة المطار باقية.. بحق الله، أي نوع من الحب لهذا المطار؟ كنتَ ستحمي المنشأة التي أردت حمايتها ضد طالبان، الآن لطالبان؟".

 

هذه التحذيرات جاءت قبل بدء القوات التركية الموجودة في أفغانستان، مساء الأربعاء، تنفيذ عملية الانسحاب ضمن خروج القوات الأجنبية، عقب ساعات من تحذير طالبان.

 

أوزتراق لفت إلى أن "إصرار أردوغان هذا يأتي على الرغم من أن متحدث باسم طالبان قال في بيان: ليست هناك حاجة لجنود أتراك في المطار، سنقوم بحمايته بأنفسنا".

 

وتابع: "المتحدث نفسه قال: نريد علاقات جيدة مع تركيا، لكننا لا نريد جنودها هنا"، مضيفا: "لكن أردوغان ووزراءه يصرون على عدم تلقي هذه الرسائل".

 

وحذرت حركة طالبان أنقرة من وجود القوات التركية بذريعة حماية مطار كابول بعد إنجاز انسحاب القوات الأجنبية المرتقب بحلول نهاية أغسطس/آب.