"منتدى تعزيز السلم" بالإمارات يدعو أطراف أفغانستان لإفشاء السلام

عرب وعالم

اليمن العربي

دعا منتدى"تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" في الإمارات، الأحد، الأطراف الأفغانية إلى التعاون لإحلال السلام والوئام في البلاد.

 

وأصدر منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، بيانا بشأن أفغانستان طالب فيه ضرورة بذل السلام و التعاون من أجل الوئام بين أبنائها وذلك في إطار أدواره على جميع الدوائر ومن منطلق خصوصية الدائرة الإسلامية وصالح مجتمعاتها وفي ضوء جهوده ومداولاته عبر السنوات الماضية.

 

وقال البيان، وفقا لوكالة الأنباء الإماراتية، إن "منتدى تعزيز السلم "في دولة الإمارات العربية المتحدة ومن منطلق الأخوة والمحبة والشفقة على أهل الملة يتوجه للإخوة في أفغانستان في هذه المرحلة المهمة من تاريخ بلدهم وبعد أربعين سنة من الحروب و عدم الاستقرار ببيان جامع يدعو إلى بذل السلام والتعاون من أجل الوئام.

 

وأوصى البيان الأطراف الأفغانية بجملة من الوصايا أولها: إفشاء اليسلام قائلا:" أفشوا السلام بينكم، أهمية السلم و المحافظة عليه كما دلت على ذلك النصوص الشرعية الصريحة وزكته التجربة الإنسانية الراشدة."

 

كما أوصى البيان ببذل السلام للعالم، قائلا إن "هذه العبارة الواردة في النبي محمد (ص) كلمة عظيمة تستحق التوقف عند مفرداتها الكثيفة ، فما الذي يعنيه بذل السلام للعالم؟.

 

وأضاف:" نقدر أن العالم ينتظر من أفغانستان تسهيل الحركة للخروج الآمن لكل من أراد من المقيمين في تلك الديار غير مضار بأفغانستان ولا بأمن أفغانستان، العالم ينتظر من أفغانستان أن تكون موطنا للسلام ومن عرف الحرب أحب السلام، العالم ينتظر من أفغانستان سلاما في القلوب وسلاما في الكلام والأعمال".

 

وتسائل فا الذي تنتظره أفغانستان من العالم؟  مجيبا :" نقدر أن أفغانستان تنتظر من العالم سلاما واحتراما، تنتظر مساعدة في التنمية وجهود الإعمار.. كل ذلك لن يكون إلا في جو السلام الشامل".

 

كما طالب البيان الأطراف الأفغانية وحركة طالبان بإبراز الصورة الحسنة للإسلام، قائلا إن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصا على الصورة الحسنة للإسلام عندما أجاب من طلب أن يقتل من يتهم بممالأة العدو فقال: "لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه". إن ذلك يوضح حرصه الشديد عليه الصلاة والسلام على نقاء صورة الإسلام.

 

وشدد على أهمية التواصل مع العصر مع التمسك بالأصل، مشيراً إلى أن "العصر يقدم جملة من المفاهيم والقيم بعناوين تتمثل في الحريات وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والمواطنة وهو عصر يتميز بالتمازج بين الحضارات وتزاوج الثقافات في حركة دؤوبة وتطورات مذهلة من الذرة إلى المجرة، وأما الأصل فالتمسك به نصوصا ومقاصد وقواعد كما أجملها شمس الدين ابن القيم في " العدل و الرحمة و الحكمة و المصلحة".

 

واستطرد :" لذا فإن مقاصد الشريعة السمحة كفيلة بأن تسمح بالتعايش السلمي بل والسعيد على هذه الأرض في جو من التسامح و التعاون".

 

كما طالب بضرورة تفعيل الأدوات الفقهية الاجتهادية التي تزخر بها المذاهب الإسلامية مثل الإستحسان عند الحنفية و المصالح المرسلة عند المالكية وسد الذرائع وفتحها عند المالكية والحنابلة والعرف الذي عملت به كل المذاهب الإسلامية وبخاصة المذهب الحنفي الذي يرجح به القول الضعيف كما يقول الشيخ ابن عابدين، لافتاً إلى أن كل تلك الأدوات "تعين المجتهد في التعامل مع قضايا الحكم ونظام العقوبات في الإسلام وعموم المسائل والنوازل المعاصرة من غير أن يخالف نصا صريحا ولا حديثا صحيحا ولا اجماعا معتبرا ولا قياسا لا معارض له".

 

 

ودعا البيان حركة طالبان والأطراف الأغانية كافة إلى ضرورة "إدراك تأثير الزمان وتغير الواقع الذي جعل الصاحبين يخالفان الإمام أبا حنيفة في بعض النوازل وجعل المشايخ بعد ذلك يخالفون الأئمة في بعض الأحكام"، مشيراً إلى أن " الواقع شريك في تنزيل الأحكام وتطبيقها، كما دلت على ذلك النصوص والأصول و أبرزته ممارسات السلف الراشد الاجتهادية و تنزيلاتهم الوقتية".

 

وشدد على ضرورة الأخذ "بمقصد التيسير" في الشريعة الإسلامية ، والذي هو من خصائص هذا الدين، كما ورد في النصوص الشرعية.

 

وقال إنه:" لقد أظهرت جائحة كورونا -كوفيد 19 هشاشة الجنس البشري و الحاجة إلى التعاون والتضامن بين البشرية، فساكنة هذا الكوكب كركاب السفينة الواحدة على حد تعبير الحديث الصحيح، محكومين بمسار واحد ومحكوم عليها بمصير واحد، فلا نجاة للبعض دون الآخرين".

 

وأكد منتدى تعزيز السلم في أبوظبي استعداده لمشاركة تجربته مع العلماء في أفغانستان والمساعدة في كل ما من شأنه أن يعود بالنفع و الأمن ومزيد الاستقرار انطلاقا من عمله الدؤوب على تعزيز قيم السلام في العالم الإسلامي وفي العالم كله.

 

تجدر الإشارة إلى أن "منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة " وفي ضوء مؤتمراته و برامجه التي أقامها على مر السنوات الماضية وشارك بها مئات العلماء و المفكرين و قادة الرأي من مختلف أنحاء العالم منذ تأسيسه جعل مركز اهتمامه العمل على السلم تأصيلا و توصيلا انطلاقا من قناعة راسخة بأهمية السلم بصفته مقصدا أعلى يحمي الكليات الخمس الواجب حفظها ولما دلت عليه نصوص القرآن الكريم والأحديث النبوية الصحيحة من حث على إفشاء السلام و قراءة السلام.