معادن "مهدرة" بـ3 تريليونات دولار في أفغانستان.. لماذا لم تستغل؟

اقتصاد

اليمن العربي

عاد الحديث بقوة عن امتلاك الأراضي الأفغانية، كميات من المعادن النادرة، تقدر بـ3 تريليونات دولار، وتعتبر هدفا حتى لأكبر الاقتصادات.

 

لكن الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد عالميا، تواجدت في أفغانستان لمدة 20 عاما ماضية، قبل أن تغادرها من الباب الخلفي خلال وقت سابق من الأسبوع الجاري.

 

مقابل هذه المغادرة، عادت حركة طالبان لتسيطر على كافة أنحاء البلاد ومفاصلها في أقل من 10 أيام، فيما لم يأخذ السيطرة على العاصمة كابول، يوما واحدا.

 

وفي 2007، أدى مسح للخدمة الجيولوجية الأمريكية، لاكتشاف ما يقرب من 3 تريليونات دولار من الرواسب المعدنية في أفغانستان، وهو ما يتجاوز بكثير أي احتياطيات معروفة سابقا ويكفي لتغيير الاقتصاد الأفغاني.

 

لكن، لماذا لم يتم خلال العقدين الماضيين استغلال المعادن الباطنية في أفغانستان؟ يورد موقع مانينغ دون كوم أبرز المعوقات التي منعت الشركات العالمية الدخول السوق الأفغانية.

 

1. مخاطر الاستثمار

 

في حين أن تطوير صناعة التعدين قد يستغرق سنوات عديدة، إلا أن الإمكانات كبيرة لدرجة أن المسؤولين والمديرين التنفيذيين في الصناعة يعتقدون أنها يمكن أن تجتذب استثمارات ضخمة.

 

وعقد المسؤولون الأمريكيون اجتماعات مع كبار عمال المناجم المسجلين حول استخراج المعادن في أفغانستان، لكن مخاطر الاستثمار الضخمة تعني أنه من غير المرجح بدء استثمارات في البلد الفقير.

 

2. المخاطر الأمنية

 

تعتبر أفغانستان حتى خلال تواجد القوات الأمريكية، بيئة عالية المخاطر بسبب وجود جماعات غير طالبان لا ترغب بالوجود الأمريكي والأجنبي على أراضيها، وهو السبب الذي تبادر إلى شركات التعدين الكبرى.

 

3. وجود طالبان

 

يدرك المسؤولون الأمريكيون أيضا أن الاكتشافات المعدنية سيكون لها بشكل شبه مؤكد تأثير ذو حدين، فبدلاً من إحلال السلام، يمكن للثروة المعدنية المكتشفة أن تقود طالبان إلى معركة أكثر شراسة لاستعادة السيطرة على البلاد.

 

4. تفشي الفساد

 

يمكن أيضا تضخيم الفساد المستشري بالفعل في الحكومة الأفغانية، من خلال الثروة الجديدة، لا سيما إذا سيطر عدد قليل من المقربين بالرئيس ورئيس الحكومة على سوق التعدين في البلاد.

 

قبل عدة سنوات، اتهم مسؤولون أمريكيون وزير المناجم الأفغاني بقبول رشوة قدرها 30 مليون دولار، لمنح الصين حقوق تطوير منجمها للنحاس؛ حيث تم استبدال الوزير منذ ذلك الحين.

 

5. زعماء القبائل

 

قد تندلع معارك لا نهاية لها بين الحكومة المركزية في كابول وزعماء المقاطعات والقبائل، في المناطق الغنية بالمعادن إذ يوجد في أفغانستان قانون وطني للتعدين يعطي القبائل جزء من أرباح التعدين لها.

 

6. المصلحة الصينية

 

كما يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن الصين المتعطشة للموارد، ستحاول الهيمنة على تنمية الثروة المعدنية لأفغانستان، الأمر الذي قد يزعج الولايات المتحدة، بالنظر إلى استثماراتها الضخمة في المنطقة.

 

8. نقص البنية التحتية

 

مع عدم وجود صناعة تعدين أو بنية تحتية تقريبا اليوم، ستستغرق أفغانستان عقودا لاستغلال ثروتها المعدنية بالكامل.