تقرير أمريكي يكشف أسباب انهيار الجيش الأفغاني أمام طالبان

عرب وعالم

اليمن العربي

أظهر التقدم السريع لطالبان أن جهود الولايات المتحدة لتحويل الجيش الأفغاني إلى قوة قتالية قوية ومستقلة قد باءت بالفشل.

 

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن استسلام الجيش الأفغاني يتم بنفس سرعة تقدم عناصر حركة طالبان؛ ففي الأيام الأخيرة استسلمت قوات الجيش في أكثر من 15 ولاية أمام زحف طالبان، الذي بدأ في مايو/أيار، وتساءلت "كيف انهار الجيش الأفغاني المدعوم من واشنطن والذي يمتلك قوة وعتاداً تفوق طالبان، بهذه السرعة؟".

 

الصحيفة أشارت إلى أن تقدم طالبان السريع أسفرت عنه عمليات استسلام بالجملة، والاستيلاء على طائرات مروحية، ومعدات عسكرية بملايين الدولارات قدمتها الولايات المتحدة، سقطت جميعها في قبضة حركة طالبان، وعرضتها الحركة في مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وأوضحت أن هذا الانفجار الداخلي يأتي على الرغم من ضخِّ الولايات المتحدة أكثر من 83 مليار دولار في صورة أسلحة ومعدات وتدريبات لقوات الأمن في البلاد على مدار العقدين الماضيين.

 

ورغم ضبابية المشهد في أفغانستان، هناك شيء واحد أصبح واضحا للغاية، وهو أن الولايات المتحدة قد فشلت في محاولتها التي امتدت لنحو 20 عاماً لإعادة بناء الجيش الأفغاني، وتحويله إلى قوةٍ قتالية قوية ومستقلة.

 

وأرجع التقرير سبب تفكك الجيش الأفغاني، إلى الخسائر التي لحقت به قبل إعلان الرئيس بايدن أن الولايات المتحدة ستسحب قواتها بحلول 11 سبتمبر/أيلول.

 

وأشار إلى أن سقوط الجيش الأفغاني بدأ في بؤر منعزلة بالمناطق الريفية، حيث أحاطت عناصر طالبان بوحدات الشرطة والجنود الجائعين الذين نفدت ذخيرتهم، ووعدوهم بالمرور الآمن إذا استسلموا وتركوا معداتهم، مما منح عناصر الحركة تدريجياً المزيد من السيطرة على الطرق، ثم السيطرة على مناطق بأكملها.

 

ومع انهيار المواقع في قبضة طالبان، كانت الشكوى هي نفسها تقريباً من جانب قوات الجيش الأفغاني "لم يكن هناك دعمٌ جوي أو نفدت الإمدادات والغذاء".

 

ووفقا للصحيفة، كان عدد قوات الأمن الأفغانية على الورق حوالي 300 ألف شخص، لكن مجموعها بلغ في الأيام الأخيرة سُدس هذا العدد فقط، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.

 

وعندما بدأت طالبان في اكتساب مزيد من النفوذ بعد إعلان الولايات المتحدة الانسحاب، زاد الاعتقاد بأن القتال في صفوف قوات الأمن -أي من أجل حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني- لا تستحق الموت من أجلها.

 

ووصف جنود وضباط بالشرطة الأفغانية، في مقابلات عدة، لحظات اليأس ومشاعر التخلي عنهم.

 

وعلى أحد خطوط المواجهة في مدينة قندهار، جنوبيّ أفغانستان، الأسبوع الماضي، بدا أن عجز قوات الأمن الأفغانية عن صد هجوم طالبان المدمر كان سببه نقص الإمدادات الغذائية.

 

علاوة على ذلك، شكا الطيارون الأفغان من اهتمام قيادتهم بشكل أكبر بحالة الطائرات أكثر من اهتمامها بالطيارين، الذين تعرضوا لحملات اغتيال من طالبان.

 

وأما القوات الخاصة الأفغانية، التي كانت تسيطر على الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة، فقد نقلوا من ولاية إلى أخرى دون هدفٍ واضح، ولم يحظوا بقسط كاف من النوم.

 

إضافة إلى ذلك، فقد تم تجاوز المليشيات العرقية الموالية للحكومة والتي برزت كقوة قادرة على تعزيز الخطوط الحكومية.