بشكل ممنهج.. مليشيات الحوثي تنكل بأساتذة جامعات صنعاء

أخبار محلية

اليمن العربي

لم يسلم أساتذة الجامعات في صنعاء من مليشيات الحوثي، حتى وهم بدون مرتبات، حيث التنكيل الممنهج.

 

وتواصل المليشيات الحوثية استهداف الأكاديميين في جامعة صنعاء، بمصادرة مساكنهم التي هي حق مكفول لهم من قبل الجامعة، ووفق قوانين تنظم أحقيتهم بها.

 

ومؤخرا طالت الحملة الحوثية أسرة عالم الآثار اليمني الدكتور الراحل يوسف محمد الشيباني، الذي أفنى حياته في دراسة الآثار وترجمة النقوش اليمنية، وإثراء المشهد بمعلومات جديدة عن الحضارات اليمنية القديمة .

 

رئاسة جامعة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، أصدرت مذكرة وجهت فيها إنذارا إلى أسرة الفقيد الدكتور يوسف محمد الشيباني، تلزمهم بإخلاء الشقة التي تسكنها الأسرة، في السكن المخصص لأعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

 

وهددت المليشيات الحوثية أسرة عالم الآثار اليمني الراحل، بتنفيذ إجراءاتها في حال عدم إخلاء الشقة خلال المهلة المحددة وهو تهديد باقتحام السكن وطردهم بالقوة.

 

ولم تثنِ حملة تضامن أطلقها نشطاء وأكاديميون، مع أسرة الدكتور الشيباني مليشيات الحوثي، عن تصلبها لطرد الأسرة من السكن.

 

واعتبر بيان صادر عنهم وأساتذة جامعات يمنية، القرار الذي أصدره القيادي الحوثي نائب رئيس جامعة صنعاء للشؤون الأكاديمية، تشريدا لأساتذة الجامعة وأسرهم، وهم من أفنوا حياتهم في خدمة التعليم، وأدائهم لرسالة من أعظم الرسالات.

 

وذكر البيان أن الدكتور الشيباني، أستاذ التاريخ في الجامعة، يعتبر من أشهر المؤرخين، وأنه عالم آثار ونقوش، تخرج على يده الآلاف من الطلبة في اليمن والوطن العربي، إضافة إلى أنه توفي ولم يترك لأسرته شيئا سوى الراتب الذي نهبته مليشيات الحوثي والسكن الذي تعتزم طردهم منه.

 

واستغرب البيان أن يقوم من كانوا يوما طلابا عند الدكتور الشيباني، مطالبة أسرته بمغادرة سكنهم بعد أن تحول هؤلاء الطلاب إلى قيادات حوثية مسؤولة عن الجامعة وإدارتها .

 

ووصف البيان هذا الإجراء بـ"المأساة"، وأنه في غاية القسوة والظلم، ويفتقد إلى قيم الزمالة والوفاء، وعدم احترامه لقيم العلم والإنسان.

 

وأدان القرار الذي أصدرته رئاسة جامعة صنعاء التابعة للمليشيا الحوثية، ودعا إلى الالتفات لظروف عائلة الدكتور الشيباني الكبيرة والفقيرة.

 

ومن ضمن الأسر التي تواجه التنكيل من جانب مليشيات الحوثي، أسرة الدكتور عبدالرزاق المعمري، حيث تم اقتحام مسكنه بالقوة، وطرد والدته المقعدة التي تجاوز عمرها التسعين عاماً وبقية أفراد الأسرة، وكذلك أسرة الدكتور المتوفى أحمد عارف باعباد، حيث تم الاستيلاء على شقته بالقوة بعد طرد أبنائه.

 

 واعتقلت المليشيا أيضا الدكتور عدنان الشرجبي، العام الماضي 2020، واقتحمت مسكنه الكائن داخل الحرم الجامعي، الذي تسكن فيه أسرته.

 

ويمارس أمن جامعة صنعاء، الذي يديره حوثيون انتهاكات بحق عائلات أساتذة الجامعات المتقاعدين والمتوفين، مع استمرار رئاسة الجامعة بإصدار إشعارات لأسر الأكاديميين المتقاعدين، والمتوفين تأمرهم بإخلاء سكنهم في الجامعة.

 

والشقق التي أخليت بالقوة، استولى عليها أمن الجامعة بقيادة الضابط الحوثي محمد العنتري، وتحولت إلى سكن لقيادات حوثية فرضت على جامعة صنعاء.

 

وعملت المليشيا الحوثية على شرعنة استيلائها على سكن أساتذة الجامعات وطرد أسرهم، من خلال تكليف رئاسة جامعة صنعاء المعينة من قبل المليشيا، بإقرار لائحة إسكان بداية العام الماضي 2020، التي سلبت معظم الحقوق المشروعة لأساتذة الجامعة والتي أقرتها الحكومة اليمنية في العام 1999.

 

وتضمنت اللائحة مادة نصت على وجوب إخراج عضو هيئة التدريس من السكن في عدة حالات، منها إذا عين في وظيفة عامة أو خاصة، أو كان يملك سكنا  خاصا به، وهو ما يتيح المجال للمليشيات إخراج من تريد من مساكنهم، وفقا لسلطتها التقديرية.