المعارضة في تركيا تنتقد مجدداً تأخر الاستجابة الحكومية في السيطرة على الحرائق

عرب وعالم

اليمن العربي

لا تزال حرائق الغابات المتواصلة في تركيا تُشعل فتيل الغضب تجاه فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في التعامل مع الكارثة.

 

البرلماني المعارض مصطفى ينر أوغلو، دعا من جهته، البرلمان لعقد اجتماع طارئ لبحث مسألة حرائق الغابات التي اشتعلت في عدد من المدن بالساحل الجنوبي للبلاد.

 

دعوةٌ جاءت في مؤتمر صحفي عقده ينر أوغلو، البرلماني عن حزب "الديمقراطية والتقدم" بزعامة علي باباجان، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "برغون" المعارضة.

 

وقال النائب المعارض إن "تركيا تمر بأوقات عصيبة بسبب الكوارث الطبيعية التي تشهدها، ونتابع بكل حزن وأسف أعمال التصدي لحرائق الغابات بمنطقتي إيجة والبحر المتوسط".

 

واعتبر ينر أوغلو أن "الإجراءات المتخذة غير كافية، وأن السلطات تعجز عن تبريد المناطق التي تم إخمادها"، لافتًا إلى أن "وزارة الزراعة والغابات لا تمتلك الطواقم والمعدات الكافية ولا خطة عمل شمولية".

 

ورأى أن "تركيا أصبحت تشهد إدارة قطعت صلاتها بالمواطنين منذ فترة طويلة".

 

وأكد ينر أوغلو أن المواطنين يترقبون من البرلمان إجراءات مهمة وطارئة، قائلا: “لا بد من إقرار قانوني فوري للمساعدات المقدمة للمتضررين من الحرائق كتقديم مساعدات مادية لهم وإرجاء تحصيل قروضهم وديونهم وإعفاء ديونهم من الفوائد".

 

واستطرد قائلا "لا بد من محاسبة السلطة أمام الشعب عن سبب عدم التصدي بشكل فعال لهذه الحرائق. ولهذا يتوجب على البرلمان أن يمارس مهامه عوضا عن أن يكون في عطلة. بصفتنا حزب الديمقراطية والتقدم ندعو البرلمان إلى اجتماع طارئ”.

 

وتنتقد المعارضة في تركيا تأخر الاستجابة الحكومية في السيطرة على الحرائق، الأمر الذي تسبب في تزايد الخسائر سواء في الممتلكات أو الأرواح.

 

وفي إطار موجة الغضب حيال الحرائق، هاجم فنانان تركيان أردوغان، وقال أحدهما إن الرئيس يدفع الناس للشعور بالجنون.

 

الفنان الشهير أمره كيناي نشر مقطع فيديو على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، انتقد فيه سياسة الحكومة التركية في التعامل مع تلك الحرائق.

 

وقال إن أردوغان "يجعل الناس يشعرون بالجنون، والمواطنون يدفعون الضرائب منذ سنوات طويلة، وبدلا من استخدام أموال هذه الضرائب في خدمتهم، يستغلها أردوغان في أشياء أخرى".

 

وساخرا تابع  "إذا لم يكن لدى الحكومة ما يكفي لشراء طائرة إطفاء، فمن المفترض أن لديها ما يكفي لدفع إيجار طائرات".

 

واختتم الفنان تصريحاته متوجها لأردوغان "نعلم جميعًا، لا أحد أحمق. عد إلى نفسك. اذهب واتصل بوزارة الخارجية البريطانية، اذهب واتصل بإدارات الإطفاء بوزارة الخارجية الإيطالية، أحضر 50 طائرة مائية إلى البلاد، وسندفع ثمنها لأننا ندفع كل الضرائب. لا تقلق. إنه لأمر مخز ومخجل. لسنا متخلفين عقليا".

في السياق ذاته انتقد الفنان التركي وعضو حزب اليسار، نجات إيشلر، تعامل الحكومة التركية مع حرائق الغابات، واصفا إياها بـ"أكبر كارثة حلت على المواطنين".

 

وقال إيشلر في تغريدة على "تويتر"، إنه "رغم أن أزمة المناخ تزيد من مخاطر نشوب حريق يوما بعد يوم، فإنه يشعر بمرارة أن الحكومة لا تتخذ أي إجراءات.

 

واستنكر "عدم وجود طائرات إطفاء، في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن ضرورة زيادة سلطة الرئيس كل يوم لسرعة اتخاذ القرارات".

 

وتابع متهكمًا "توزيع الشاي على الأشخاص الذين اشتعلت النيران في منازلهم، يكشف أنهم أمام نظام بدون ذرة من التنسيق والتخطيط والاستخبارات"، في إشارة إلى قيام أردوغان بتوزيع عبوات الشاي على أهالي المناطق المنكوبة بالحرائق، ما أثار موجة سخط شديدة في صفوف المعارضة.

 

وفي رفض منه لفكرة أن حزب العمال الكردستاني هو المسؤول عن إشعال تلك الحرائق، وهو ما تروج له الحكومة، قال إيشلر "كأن عدم كفاءة الحكومة لم تكن كافية. بدلاً من مد يد التضامن لشعبنا اليائس، تمت الاستفزازات بمعلومات كاذبة، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ ونرى أيضًا أنهم لا يترددون في لعب ألعاب خطيرة من شأنها أن تقلب الناس ضد بعضهم البعض!".

 

وأسفرت الحرائق المتواصلة منذ 28 يوليو/ تموز الماضي عن مصرع شخص في موغلا وسبعة آخرين في أنطاليا، فضلا عن إلحاق أضرار فادحة في الممتلكات ونزوح الآلاف.