حزب تركي معارض يتقدم بشكوى جنائية إلى القضاء ضد أردوغان

عرب وعالم

اليمن العربي

لا تتوقف تداعيات حرائق الغابات المستمرة بعدد من مناطق تركيا، وسط فشل حكومي في السيطرة عليها.

 

وفي هذا الإطار، تقدم حزب "التحرير الشعبي" المعارض بالبلاد،، بشكوى جنائية إلى القضاء ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وعدد من الوزراء وحكام الولايات، والمديرين التنفيذيين للمؤسسة التركية للطيران، بشأن الإخفاق في السيطرة على الحرائق.

 

وبحسب صحيفة "سوزجو" المعارضة، شملت الشكوى الجنائية، أردوغان ووزيري الزراعة والغابات بكير باكدميرلي، والداخلية سليمان صويلو، وولاة أنطاليا، أرسين يازيجي، وموغلا، أورهان تافلي، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة التركية للطيران، سيناب أشجي.

 

كما طالت نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة التركية للطيران، عبدالله قايا، وعضو المجلس، عدنان زنغين، وقائد القوات الجوية حسن كوجوكاكويز، والقائد العام لقوات الدرك عارف جتين، وقادة قوات الدرك بمحافظتي موغلا وأنطاليا.

 

وتقدم المحامون بالشكوى إلى مكتب المدعي العام في العاصمة أنقرة، حيث شددوا فيها على أن "السلطات ارتكبت جرائم إساءة استخدام الوظيفة العامة، وإهمال الواجب العام، وفساد المناقصات".

  

يأتي ذلك فيما ارتفع عدد ضحايا حرائق الغابات المستمرة في مقاطعة مانافغات التابعة لمحافظة أنطاليا الجنوبية، إلى 8 أشخاص، فيما تلتهم النيران عشرات المنازل والحقول والإسطبلات في العديد من قرى المحافظة.

في المقابل، حملت العديد من الصحف التركية الموالية لحكومة، العدالة والتنمية، مسؤولية حرائق الغابات لمجموعة كردية زعمت أنها تنتمي لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية.

 

وقالت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة، إن مجموعة تُدعى «مبادرة أبناء النار» تنتمي إلى الحزب المذكور، هي المسؤولة عن إضرام النيران في الغابات، لتحترق الغابة واحدة تلو الأخرى في أجزاء كثيرة من تركيا.

 

وسبق أن اتهم الحزب الحاكم الأكراد بإشعال تلك الحرائق، ما أدى لارتفاع وتيرة الجرائم العنصرية ضدهم خلال الآونة الأخيرة، لدرجة أن بعض القوميين المتطرفين أغلقوا الطرق وأقاموا نقاط تفتيش في بعض الأحياء بحثا عن الأكراد.

 

وذكرت الصحف الموالية أن حسابا يدعى "شبكة رجوفا" مرتبط بحزب العمال الكردستاني، أطلق مبادرة بعنوان "أبناء النار"، زاعمة أن تلك المبادرة تتحمل مسؤولية الهجمات التخريبية ضد المناطق السياحية في تركيا.

 

وأوضحت الصحف نفسها أن "الهدف من إشعال النار هو تركيع تركيا"، زاعمة أن المبادرة قالت "نعلن حركة الدمار ضد الأتراك الفاشيين".

 

على نفس الشاكلة، حمّل الصحفي التركي الموالي للحكومة إبراهيم قاراغول حزبي الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، والشعوب الديمقراطي الكردي، المسؤولية عن تلك الحرائق.

 

جاء ذلك في تغريدة نشرها قاراغول على حسابه الشخصي بموقع "تويتر".

 

وفي تغريدته، تعمد قاراغول تحريف اسم الشعب الجمهوري قائلا إن " حزب الشعب الكردستاني تحرك جنبًا إلى جنب مع حزب العمال الكردستاني في حرائق الغابات”.

 

وأضاف قاراغول قائلا "هناك تحالف قذر يجمع بين الحزبين" في إشارة إلى التحالف الانتخابي غير الرسمي بين الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي، موجها كلامه لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليتشدار أوغلو، وقال إن “هذه الكارثة هي مسألة أمن قومي”.

 

وعقب نشر هذه التدوينة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة غضب من هذا المنشور، مما دفع قاراغول لحذفه من على حسابه.

 

وردًا على تلك التغريدة، قال أرين أردام، عضو مجلس إدارة حزب الشعب الجمهوري،  “يكفى إلى هذا الحد! ليبتليك الله يا إبراهيم! ستدفع ثمن كذبك وافتراءاتك في المحاكم”.

 

وأوضح المعارض المذكور في تغريدة له أنه سيرفع الأمر إلى القضاء، و"سأجعل مثل هؤلاء يدفعون ثمن كل افتراء مشابه في محاكم مستقلة، عار على من يطعمكم”.

 

يأتي ذلك وقت تشهد فيه 7 ولايات تركية استمرار الحرائق، منذ الأربعاء الماضي، والتي امتدت إلى آلاف المنازل والمباني العامة والفنادق السياحية؛ وراح ضحيتها 8 مواطنين فضلا عن إصابة المئات.

 

وتعتبر المعارضة التركية الاستجابة الحكومية غير متناسبة مع الحادث الذي يتكرر سنويا، وقال كمال قليتشدار أوغلو زعيم الشعب الجمهوري لأردوغان: “ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدلا من طائراتك الخاصة”.