المعارضة التركية تسخر من عجز أردوغان عن إخماد حرائق الغابات المستمرة
سخرت المعارضة التركية من عجز الرئيس رجب طيب أردوغان عن إخماد حرائق الغابات المستمرة منذ عدة أيام ووقوفه متفرجا أمام ألسنة اللهب.
وصبّت المعارضة جام غضبها على نظام أردوغان، وعدم توفيره طائرات لإخماد الحرائق التي طالت عدة ولايات تركية، فيما يكتفي الرئيس بالتجول عبر مروحيات خاصة.
وفي هذا الصدد انتقد فائق أوزتراق، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، عجز النظام، ساخرا بالإشارة إلى أن "أردوغان يتصرف مثل بهلول بطل مسلسل العشق الممنوع".
تصريحات أوزتراق، جاءت في مؤتمر صحفي عقده، عقب اجتماع اللجنة المركزية لحزبه بالعاصمة أنقرة، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة.
وعلى سبيل التهكم قال أوزتراق في تصريحاته: "أولئك الذين قالوا سنذهب إلى القمر قبل شهرين، ليس لديهم طائرة لإخماد الحرائق!".
وزاد قائلا: "لا توجد طائرات لإطفاء الحرائق ولكن هناك قصور طائرة لمراقبة الحرائق (في إشارة لمروحية تابع من خلالها أردوغان الحرائق)، يذهب في قافلة من مئات المركبات إلى مرمريس (إحدى المناطق المنكوبة بولاية موغلا) فهذه لا مبالاة لم نرها أو نسمع بها من قبل".
وأضاف أوزتراق "لا يعرفون هل لديهم طائرات إطفاء أم لا؟ وهل هي خردة؟ فهذا الموضوع مثل سؤال أين الـ128 مليار دولار" التي اختفت في وقت سابق من البنك المركزي التركي.
وقاصدًا أردوغان تابع المعارض التركي: "كلما حدثت أزمة بتركيا، يختفي أولًا لبضعة أيام. بعد ذلك يخرج ويلقي عبوات الشاي على رؤوس الأمة. هناك حقيقة مؤلمة للغاية، وهي أن ثروة بلدنا تحترق".
وفي هذا الصدد، دعا المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري إلى "ضرورة إطفاء الحرائق في أسرع وقت ممكن واكتشاف التخريب والإهمال والأسباب التي أدت إلى هذه الحرائق على الفور".
وفي إشارة لفساد النظام أردف أوزتراق قائلا: "أنتم من تقررون إلى من ستذهب المناقصات في الدولة، ولكن عندما يتعلق الأمر بتحمل المسؤولية والمساءلة. تتصرف مثل بهلول في مسلسل العشق الممنوع. تقولون أردوغان يهرب ولكن إلى متى، يقترب اليوم الذي ستحاسبه فيه الأمة".
وبذات الطريقة، انتقد زعيم المافيا التركية، سادات بكر، الذي سبق وأن كشف سلسلة فضائح تورط فيها النظام، توزيع أردوغان عبوات الشاي على المنكوبين بمناطق الحرائق خلال زيارة قام بها مؤخرًا للاطلاع على تطورات الأوضاع بعدة ولايات.
وقال بكر في سلسلة تغريدات على حسابه بـ"تويتر" "كيف لرئيس الجمهورية أن يوزع عبوات الشاي على المواطنين المنكوبين في حرائق الغابات التي اجتاحت تركيا بأكملها".
وشدد بكر على أن "الأشخاص الشجعان هم الذين يكون لديهم الشجاعة لعدم تعدي حدودهم مع الآخرين فليس لرئيس الجمهورية أن يوزع الشاي على المواطنين في ظل تلك المأساة".
في إقرار بالعجز، هاجم وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، زعيم المعارضة، كمال قليتشدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، لانتقاده المستمر فشل النظام في التصدي لحرائق الغابات.
وقال صويلو في تصريحات نقلها الموقع الإلكتروني لصحيفة "يني جاغ": "لستُ في وضع يسمح لي بإطفاء الحريق بيدي، نحن مسؤولون عن تقديم الدعم اللوجيستي".
وفي استمرار للتنصل من المسؤولية زعم المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشَليك، أن "هناك من ينشرون الأخبار الكاذبة التي تعمل على تأجيج نار الفتنة مثلما تشتعل النيران في ضواحي تركيا"
وأضاف تشَليك في تغريدة عبر "تويتر"، الإثنين، "نحن نكافح كثيرًا ضد العديد من الأخبار الكاذبة المنتشرة، وبعضها يعمل على تأجيج نار الفتنة.. إنه لأمر محزن للغاية محاولة إضافة نار الفتنة إلى نار الحرائق، للإضرار بتضامن الأخوة التركية".
على الصعيد نفسه وجه محيي الدين بوجك، رئيس البلدية الكبرى بمدينة أنطاليا، المنتمي لحزب الشعب الجمهوري، رسالة استغاثة إلى السلطات التركية، قائلًا: "أغيثونا الناس تحترق".
جاء ذلك في تغريدة نشرها بوجك مرفقة بمقطع فيديو يظهر الحرائق، وفق ما طالعته "العين الإخبارية" في حسابه على تويتر.
وظهرت الحرائق خلف بوجك، وهو يقول: "إنكم كما ترون من خلفي، فإن النيران قد نزلت إلى المدينة، أتوسل إليكم أن ترسلوا مروحية، أناشد جميع المسؤولين.. الناس تحترق".
يذكر أن تركيا تشهد منذ الأربعاء الماضي، حرائق غابات في سبع ولايات أسفرت عن سقوط 8 قتلى فضلا عن مئات الجرحى، بخلاف الخسائر المادية في المنازل والفنادق والمنشآت العامة.
وتعتبر المعارضة التركية الاستجابة الحكومية غير متناسبة مع الحادث الذي يتكرر سنويا، وقال كمال قليتشدار أوغلو زعيم الشعب الجمهوري لأردوغان: “ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدلا من طائراتك الخاصة”.