رغيف الخبز المدعم يرهق ميزانية مصر.. كم يكلفها؟

اقتصاد

اليمن العربي

رغيف الخبر الذي يطلق عليه المصريون "عيش" اشتقاقا من العيش والمعيشة، ظل سعره 33 عاما دون تغيير عند 5 قروش، محملا بدعم بمليارات الجنيهات.

 

وأمس ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحجر في المياه الراكدة منذ عام 1988، تحت مظلة قطار الإصلاح الاقتصادي الذي يمضي في طريق ترشيد الدعم وإعادة توظيفه بإتقان وضمان وصوله لمستحقيه.

 

بنظرة بسيطة إلى التاريخ الحديث لرغيف العيش البلدي، فإنه حتى يونيو 1980 كان سعره نصف قرش، ثم ارتفع إلى قرشين في سبتمبر 1984، قبل أن يستقر عنده سعر الحالي 5 قروش عام 1988.

 

ويبدو أنها مسألة وقت حتى يتحرك سعر رغيف الخبر مرة أخرى، إذ قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، خلال افتتاح المدينة الصناعية الغذائية "سايلو فودز" بمدينة السادات بمحافظة المنوفية، إنه حان الوقت لزيادة سعر رغيف الخبز المدعم وإعادة تسعيره مرة أخرى.

 

وأضاف: "ثمن رغيف الخبز يباع بـ5 قروش مش معقول أدي 20 رغيف بثمن سيجارة".

 

وأوضح السيسي أن "رغيف الخبز يكلف الدولة 65 قرشا وهذا الأمر لازم يتوقف".

 

ولكن لن يكون هناك قفزة في سعر رغيف العيش، إذ قال الرئيس المصري “أرجو أن يكون فهمنا لتنظيم دعم رغيف العيش هو أن يصل إلى الناس ولا يتم إساءة استخدامه بأننا نهدف إلى نقلة كبيرة في الأسعار".

 

أهمية هذه الخطوة

 

تنتهج مصر منذ أكثر من 5 أعوام خطة واضحة لتنفيذ برنامج إصلاح مالي واقتصادي شامل يهدف إلى إعادة توجيه موارد الدولة نحو القطاعات الأكثر أهمية والارتقاء بمستوى النمو، بالتوازي مع تخصيص برامج دعم مالي للفئات المستحقة والأكثر احتياجيا وتحسين مستوى المعيشة.

 

وفقا لبيانات وزارة التموين المصرية، فإنه يوجد 23 مليونا و179 ألفا و156 بطاقة خبز يستفيد منها 71 مليونا و 479 ألفا 859 مواطنا.

 

ويصرف كل مواطن مقيد ببطاقة التموين 5 أرغفة يوميا بإجمالي 150 رغيفا شهريا.

 

ووفقا لميزانية العام المالي الحالي 2021/2022، فإن مخصصات دعم رغيف الخبز تبلغ 50.5 مليار جنيه (3.21 مليار دولار).

 

ويأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه مصر أكبر مستورد للقمح في العالم.

 

 وكشف تقرير رسمي للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري عن تراجع الواردات المصرية من القمح إلى 240.3 مليون دولار مطلع 2021، مقابل 347 مليون دولار خلال الفترة ذاتها من 2020، بانخفاض بلغت قيمته 106.7 مليون دولار.

 

إعادة توجيه مخصصات الدعم

 

كشف الرئيس السيسي أن خطوة رفع سعر رغيف العيش تتزامن مع التحرك لتنمية الريف المصري بالكامل من خلال مبادرة حياة كريمة.

 

وأضاف "هناك خطة لتحسين التغذية المدرسية، وهذا يتطلب مساهمة المواطنين مع الحكومة من أجل تنفيذ هذه المشروعات القومية التي تهدف إلى تحويل حياتنا في مصر إلى حياة راقية ومتقدمة.

 

وطالب السيسي بضرورة العمل بشكل متوازن حتى نستطيع توفير 8 مليارات للتغذية المدرسية، موجها الدعوة لتنظيم دعم رغيف الخبز.

 

وأكد نقيب الفلاحين في مصر، حسين أبوصدام، على أن تحريك سعر رغيف العيش كان يجب أن يتم منذ فترة وليس الآن بسبب سوء التعامل معه من جانب البعض، عبر استخدامه كعلف للماشية والطيور.

 

وأكد أن استمرار دعم الخبر بالصورة الحالية سيعرقل جهود مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح، نظرا لأن الاستهلاك سيظل مرتفعا في حال استمرار السعر الراهن.

 

من جانبه، قال عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمخابز بالاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، إن قد حان الوقت لرفع سعر سعر رغيف الخبز، الذي ظل ثابتا لقرابة 33 عاما، على الرغم من ارتفاع تكلفته التي تصل الآن إلى 65 قرشا.

 

وأوضح أن الأمر بالغ الأهمية من أجل تقليل مخصصات دعم الخبز وإعادة توجيهها إلى قطاعات أخرى تخص المواطن أيضا، وتنمية الاقتصاد المصري.

 

واستبعد غراب تأثر حركة العمل بالمخابز نظرا لأنها تشتري الدقيق بالسعر الحر من الحكومة، ثم تحصل على دعم نقدي بناء على كمية الإنتاج من الخبز.

 

وكذلك أكد أن سعر رغيف العيش الحر غير المدعوم لن يتأثر لأن سعر شراء الدقيق لم يطرأ عليه أي تغيير.