الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ فترة تواصل حصد أرواح الشباب 

عرب وعالم

اليمن العربي

تواصل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا منذ فترة، حصد أرواح الشباب الذين لجأوا للانتحار هربًا من أوضاعهم المأساوية.

 

وبحسب ما ذكره الموقع الإلكتروني لصحيفة "جمهورييت" المعارضة، أقدم الشاب، إبراهيم برنجي أوغلو على الانتحار بسبب أوضاعه المتردية حيث إنه عاطل عن العمل منذ عامين.

 

ووفق ما نقله المصدر عن شقيقه متين برنجي أوغلو، فإن الشاب يعمل بمجال الفن، في مدينة مرسين (جنوب)، وعاطل عن العمل منذ عامين، وأقدم على الانتحار بسبب المشكلات الاقتصادية التي عانى منها طيلة الفترة الماضية.

 

كشف تقرير للمعارضة التركية عن ارتفاع معدلات الانتحار خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، بشكل غير مسبوق.

 

التقرير أعده تكين بينغول، نائب العاصمة أنقرة عن الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة بالبلاد.

 

وأشار التقرير إلى أن شهر يناير/كانون الثاني الماضي شهد انتحار 94 شخصًا على الأقل، و99 في فبراير/شباط، و112 في مارس/آذار، و129 في أبريل/نيسان.

 

وأوضح أن الأوضاع الاقتصادية المتردية، التي زادت سوءًا بعد تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، كانت هي الدافع الرئيس لحالات الانتحار، لافتا إلى أن "الغالبية العظمى ممن انتحروا تركوا خلفهم رسائل تبين أنهم اتخذوا قرار إزهاق الروح لعدم قدرتهم على المعيشة".

 

وتابع تقرير المعارض بينغول: "نحن الآن أمام معطيات انتحار هي الأعلى في حقبة العدالة والتنمية، وتركيا بشكل عام".

 

وأشار إلى أنه خلال الفترة من العام 2002 الذي وصل فيه العدالة والتنمية لسدة الحكم، وعام 2019 انتحر 53 ألفًا و425 شخصًا، لافتًا إلى أن عدد المنتحرين في 2002 كان 2301، ليرتفع هذا الرقم في 2012 ليصبح أكثر من 3 آلاف حالة، وفي 2019 يسجل 3406.

 

وتابع التقرير: "وبحسب البيانات الرسمية فإنه من بين حالات الانتحار التي سجلت بين 2002 و2019، توجد 4801 حالة الدافع ورائها، صعوبة العيش، وفق بيانات رسمية، وهناك 22645 حالة غير معروفة السبب".

 

 التقرير لفت إلى أنه "وفقًا لمجلس الصحة والسلامة المهنية التركي، انتحر خلال السنوات الثمانية الأخير 127 عاملًا بسبب ديونهم، و68 بسبب البطالة، و53 بسبب المضايقات".

 

وأوضح التقرير أنه من بين من انتحروا في العام 2019، 321 شخصًا كان الدافع لانتحارهم "صعوبة العيش"، مبينًا أن هذا يعد الرقم القياسي الأعلى في هذا الصدد على مدار 17 عامًا.

 

وأوضح التقرير أنه "اعتبارًا من العام 2017 بدأت الجهات المعنية ترفع إحصائيات الانتحار من على المنصات الرسمية، لتكتفي في نقل هذه الإحصائيات عبر النشرات الإخبارية، وبشكل مقتضب، بعد أن أخذت تلك المعدلات ترتفع بشكل بات يشكل ظاهرة".

 

التقرير أشار كذلك إلى أن الخبراء يقولون إن محاولات الانتحار تزيد ما بين 10 و40 ضعفا على حالات الانتحار التي سجلت بالفعل، لتتراوح في السنة الواحدة بين 40 ألفا و150 ألف محاولة.

 

وكانت تقارير إعلامية سابقة ذكرت أنّ المجتمع التركي يمرّ بمرحلة من بين أسوأ المراحل التي شهدها على مرّ التاريخ، في ظل ارتفاع معدلات الانتحار بين العمال والأطباء وموظفي العموم والمدرسين والعاملين في الشرطة، في أعقاب اضطرابات اجتماعية وسياسية واقتصادية.

 

وذكر الدكتور جوشقون جَنَوار، عضو في مجلس الصحة والسلامة المهنية في تركيا، أن أحداثاً واسعة النطاق تؤثر على المجتمع بأكمله يمكنها أن تؤدي إلى الانتحار.

 

وتعيش تركيا أوضاعا اقتصادية صعبة للغاية بالتزامن مع ضعف حاد في العملة المحلية، وارتفاع كلفة الإنتاج والاستيراد، في وقت تعاني فيه البلاد من التضخم وارتفاع نسب الفقر.

 

ويضاف إلى ذلك مزيد من الأزمات التي يواجهها الاقتصاد المحلي والسكان، وسط ضعف في الثقة الاقتصادية وتراجع مؤشر ثقة المستهلك في البلاد، وتآكل ودائع المواطنين بسبب هبوط القيمة السوقية والشرائية للعملة المحلية.