جو بايدن يلتقي في وقت لاحق اليوم الإثنين بواشنطن رئيس الوزراء العراقي

عرب وعالم

اليمن العربي

يلتقي الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقت لاحق اليوم الإثنين بواشنطن، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي يزور الولايات المتحدة حاليا.

 

اللقاء الأول بين الرجلين، يأمل الكاظمي في أن يتمخض عن إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية من العراق، لكنه سيبحث وضع المليشيات الموالية لإيران بالبلاد، وتحدّي عودة تنظيم داعش للعمليات الإرهابية.

 

ولا يزال حوالي 2500 عسكري أمريكي موجودين في العراق وتُرسل الولايات المتحدة أيضاً بشكل متكرر إلى البلاد قوات خاصة لا تُعلن عن عديدها.

 

ويتمحور اللقاء بشكل أساسي حول وجود القوات الأمريكية في العراق وعلى نطاق أوسع، قدرة بغداد على التصدي لخلايا تنظيم داعش الإرهابية، التي تبنت منذ أسبوع واحد هجوماً دامياً في سوق شعبي في العاصمة، أسفر عن 36 قتيلاً على الأقل و62 جريحاً غالبيتهم من النساء والأطفال.

 

ورغم هزيمة التنظيم في العراق عام 2017 على أيدي القوات العراقية المدعومة من تحالف دولي بقيادة واشنطن، إلا أن مخاوف عودته حاضرة، بحسب مصدر دبلوماسي أمريكي، لأن "العديد من الأسباب التي سمحت بصعود التنظيم عام 2014 لا تزال قائمة".

 

وتفرض المليشيات الموالية لإيران نفسها على طاولة مباحثات بايدن والكاظمي، حيث تأتي زيارة الأخير إلى واشنطن في وقت تتعرّض القوات الأمريكية في العراق لهجمات متكررة تشنّها تلك الفصائل.

 

ولم تتوان الفصائل عن تكثيف ضغوطها مؤخراً على الكاظمي الذي وجد نفسه أمام أزمات تتزايد تعقيداً في البلاد على المستوى المعيشي والاقتصادي على وجه الخصوص، لا سيما أزمة الكهرباء التي يعتمد العراق على إيران للتزود بما يكفيه منها، خصوصاً في فصل الصيف الحار.

 

وقبل ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية، يأمل رئيس الحكومة العراقي من خلال الزيارة أن يستعيد بعضاً من النفوذ في مواجهة الفصائل النافذة والمعادية جداً لوجود الأمريكيين في البلاد.

 

في المقابل تشكل العراق جزءاً مهماً من الإطار الاستراتيجي للولايات المتحدة التي تقود عمليات التحالف الدولي لمكافحة الإرهابيّين في سوريا المجاورة.

 

ومن غير الوارد بالنسبة لواشنطن أن تتخلى عن البلد ذي التأثير الإيراني، في خضمّ ارتفاع مستوى التوتر بين طهران وواشنطن، حتى لو كانتا لا تزالان تعتزمان إنقاذ الاتفاق الدولي حول النووي المبرم عام 2015.

 

ويرى حمدي مالك من مركز "واشنطن انستيتيوت" للأبحاث، أن في إطار هذا التجاذب، "من غير المرجّح أن ينخفض عدد العسكريين الأمريكيين في العراق بشكل كبير".

 

ويتوقع الباحث في "بيرسون انستيتيوت" في جامعة شيكاغو رمزي مارديني أن تكون "الإعلانات شكلية تخدم المصالح السياسية لرئيس الوزراء العراقي".

 

ويثير هذا الأمر خشية خبراء المنطقة من تواصل الهجمات التي تشنّها الفصائل الموالية لإيران وحتى تكثيفها.

 

منذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في أغسطس/آب 2020، حصلت تطورات أبرزها تواصل الهجمات التي تتهم بها الفصائل على المصالح الأمريكية في العراق، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي.

 

وقد بلغ عدد الهجمات نحو خمسين منذ مطلع العام، كان آخرها هجوما بطائرة بدون طيار استهدف قاعدة تضم قوات للتحالف الدولي في كردستان العراق، بدون أن يتسبب الهجوم بسقوط ضحايا.

 

ومن واشنطن، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي وصل قبل بضعة أيام للتحضير للزيارة، أن المحادثات ستفضي بالفعل إلى تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأمريكي.

 

لكن وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى أن الانسحاب سيكون في الواقع إعادة تحديد لمهام القوات الموجودة في العراق، بحلول نهاية العام.