الآلاف ينشدون الفكاك من قيود كورونا بأوروبا وأستراليا

عرب وعالم

اليمن العربي

تظاهر الآلاف السبت في أستراليا وفرنسا وإيطاليا احتجاجاً على التدابير الصحية المتّخذة لمكافحة الموجة الجديدة من الإصابات بكورونا.

 

وتخلل التحرّكات تنديد بنهج "استبدادي" للحكومات، وسط ارتفاع الإصابات الناجمة عن المتحوّرة "دلتا".

 

وفي فرنسا، تظاهر أكثر من 160 ألف شخص هاتفين "حرية، حرية"، بينهم 11 ألفاً في باريس، ضدّ توسيع نطاق الأماكن المحصور الدخول إليها بحاملي التصاريح الصحية، وضدّ فرض إلزامية التلقيح لبعض المهن من ضمنها الطواقم الطبية.

 

والتصاريح الصحّية هي وثائق تُثبت أنّ حاملها محصّن بالكامل لقاحيّاً أو خضع مؤخّراً لفحصٍ لكشف الإصابة جاءت نتيجته سلبيّة، أو تعافى من الإصابة بالفيروس.

 

وقالت ساندرا، الممرّضة البالغة 49 عاماً، خلال مظاهرة في مرسيليا شارك فيها نحو 4 آلاف شخص، وفق الشرطة: "لن آخذ الحقنة".

 

وتمّ استهداف صحفيَّين في محطة "فرانس 2" التابعة للحكومة خلال تغطيتهما المظاهرة.

 

وفي باريس، خرج موكب يضمّ بشكل أساسي نشطاء في حركة "السترات الصفراء" الاحتجاجيّة، المناهضة للسياسة الاجتماعيّة التي ينتهجها الرئيس إيمانويل ماكرون. وانطلق الموكب من ساحة الباستيل.

 

وسجّلت صدامات متفرّقة بين الشرطة ومتظاهرين، وأوقِف 9 أشخاص وفق وزارة الداخليّة.

 

وانطلق موكب آخر من ساحة تروكاديرو، قاده السياسي اليميني المتطرف فلوريان فيليبو الذي كان سابقاً ثاني أرفع شخصية في "التجمّع الوطني" بعد رئيسة الحزب مارين لوبن.

 

وتُسجّل هذه الحركة في وقت يؤيّد الفرنسيّون بغالبيتهم القرار الذي اتّخذه ماكرون في 12 يوليو/تموز بفرض إلزامية التلقيح للعاملين الصحيين وبعض المهن الأخرى، تحت طائلة فرض عقوبات.

 

كذلك، هناك غالبية مؤيدة لتوسيع نطاق الأماكن المحصور الدخول إليها بحاملي التصاريح الصحية.

 

وفي إيطاليا، تظاهر الآلاف احتجاجاً على قرار حصر الدخول إلى الأماكن المغالقة بحاملي التصاريح الصحية اعتباراً من السادس من أغسطس/آب.

 

وكُتب على إحدى اللافتات في ميلانو "أنْ أموت حرّاً، أفضل من أن أعيش عبداً".

 

في روما، رفعت صورة لبوّابة معتقل أوشفيتز النازي وعليها عبارة "اللقاحات تحرّركم" (بدلا من "العمل يحرركم").

 

وفي جنوى، رفع متظاهرون نجوماً صفراء كتب عليها "غير ملقّحين".

 

وعلى غرار فرنسا، شدّدت مناطق إيطاليّة عدّة القيود المفروضة لاحتواء المتحوّرة دلتا، ما أدى إلى تسابق على تلقي اللقاح بلغت نسبته 200% في بعض المناطق، وفق المفوّض المكلّف حملة التلقيح فرانشيسكو فيليولو.

 

وفي سيدني، سُجّلت صدامات بين عناصر في الشرطة الخيالة ومتظاهرين رشقوهم بزجاجات وأوانٍ، إثر فرض الحجر المنزلي لشهر على سكان المدينة البالغ عددهم 5 ملايين نسمة.

 

كما نزل الآلاف إلى شوارع ملبورن بعد أن تجمعوا بعد الظهر أمام برلمان مقاطعة فيكتوريا، بحسب وسائل الإعلام المحلية.

 

ورفعت لافتات كتب عليها "أستراليا استيقظي"، وهو شعار مماثل لشعارات رفعت في تظاهرات مماثلة في العالم.

 

وتتزايد القيود الصحية في جميع أنحاء العالم بهدف الحد من تفشّي المتحوّرة "دلتا" ووطأتها على المستشفيات.

 

وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 4.1 ملايين شخص منذ ظهور الفيروس أواخر 2019.

 

وفرضت فيتنام، السبت، حجراً على هانوي البالغ عدد سكّانها ثمانية ملايين نسمة، في محاولة لاحتواء طفرة الإصابات بالوباء التي أرغمت حتى الآن ثلث سكان البلد على ملازمة منازلهم.

 

وأفادت السلطات الجمعة بتسجيل أكثر من 7 آلاف إصابة جديدة، في ثالث أعلى حصيلة يومية خلال أسبوع.

 

وفي مواجهة تسارع الإصابات، قرّرت ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، تشديد القيود على السفر إلى إسبانيا بما في ذلك جزر الباليار والكناري بسبب ارتفاع معدلات الإصابات فيها.

 

من جهتها، تفرض إسبانيا اعتبارا من 27 يوليو/تموز حجرا صحيا لمدة عشرة أيام على المسافرين الوافدين من الأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا وناميبيا، بحسب ما أعلنت الحكومة، السبت.

 

ونتج هذا القرار من زيادة الإصابات في أميركا اللاتينية والكاريبي التي تخطت حصيلة الوباء فيها السبت أربعين مليون إصابة مثبتة بكوفيد-19 و1.3 مليون وفاة، ما يجعل منها المنطقة الأكثر تضررا في العالم جراء الوباء.

 

كما أنّ الوضع مقلق في لبنان، حيث يُهدّد الانهيار الاقتصادي وانقطاع الكهرباء بـ"كارثة صحية"، وسط موجة جديدة من الإصابات بالفيروس.

 

انتقاد لوزير بريطاني

وتعرض وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد لانتقادات لقوله إنه يجب على الناس ألا "يجبنوا" بعد الآن من فيروس كورونا فيما أعلن أنه تعافى تماما من كوفيد- 19، حسبما ذكرت "وكالة الأنباء البريطانية"، السبت.

 

واتهمه وزير العدل في حكومة الظل ديفيد لامي بـ "إهانة" الأشخاص الذين اتبعوا القواعد لحماية الآخرين، بينما طلب منه الليبراليون الديمقراطيون الاعتذار لمن اتخذوا الإجراءات الوقائية لأنهم معرضون بشكل خاص للمرض.

 

وتلقى جاويد نتيجة فحص إيجابية لفيروس كورونا في 17 تموز/ يوليو، الأمر الذي أدى في النهاية إلى عزل رئيس الوزراء بوريس جونسون والمستشار ريشي سوناك لكونهما مخالطين له.

 

وقال وزير الصحة، الذي تلقى الجرعتين قبل إصابته بالفيروس، السبت إنه "تعافى تماما" وأن "أعراضه كانت خفيفة للغاية بفضل اللقاحات المدهشة".

 

وأضاف: "من فضلكم تلقوا التطعيمات، إذا لم تكونوا تلقيتموها حتى الآن حيث نتعلم أن نتعايش مع الفيروس بدلا من أن نجبن منه".