على وقع العطش.. الأحواز تنتفض ضد النظام الإيراني

عرب وعالم

اليمن العربي

مع استمرار أزمة العطش وانقطاع المياه التي تعاني منها محافظة خوزستان ذات الأغلبية العربية، انتفض الأحواز ضد النظام الإيراني ومرشده.

 

ولمواجهة هذه الانتفاضة المستمرة منذ ما يقرب من أسبوع، وصل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، صباح السبت، إلى خوزستان.

 

وجاءت زيارة اللواء سلامي، الذي يعد العصا الغليظة للمرشد الإيراني علي خامنئي إلى المحافظة الجنوبية، بعدما احتج رؤساء وشيوخ العشائر العربية على الزيارة التي قام بها مبعوث حسن روحاني الرئيس الإيراني ونائبه الأول، إسحاق جهانجيري، الذي يعد الوجه الإصلاحي للنظام.

 

وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، إن "سلامي وصل إلى مطار مدينة الأحواز عاصمة خوزستان، من أجل زيارة المدن والقرى المتضررة من أزمة المياه".

 

وأشارت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري إلى أن "هذه الزيارة سوف تتضمن عملية تنفيذ مشاريع إمدادات المياه التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج في محافظة خوزستان".

 

وتشهد المحافظة الواقعة جنوب غربي البلاد، احتجاجات للمطالبة بتوفير المياه، أسفرت عن مقتل 8 محتجين برصاص الأمن، وفق تقارير حقوقية.

 

خضوع النظام

 

ومع استمرار المظاهرات، أجبر المحتجون بالمحافظة ذات الغالبية العربية، أركان النظام والمسؤولين فيه على الرضوخ لمطالبهم التي تتمثل بتوفير المياه مع مواصلة الاحتجاجات الليلية في عدة مناطق.

 

وفي أحدث موقف للنظام الإيراني، أكد الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني، في كلمة بثها التلفزيون الحكومي، أن "حل مشاكل خوزستان يجب أن تستمر وتم تقليص بعض مشاكل المحافظة".

 

وأعرب روحاني الذي سيغادر منصبه بعد أيام قليلة، عن أمله في أن تختفي بقية المشاكل بحضور نائب الأول إسحاق جهانجيري ومسؤولين آخرين، الذي يتواجدون في خوزستان منذ يوم أمس لحل أزمة المياه.

 

وقال روحاني إن "خطوة الإسراع بحل مشاكل خوزستان جاءت بعد أوامر من المرشد علي خامنئي يوم أمس".

 

وأضاف: "نشهد هذه الأيام مشاكل تهدد حياة أهالي خوزستان من حيث المياه وشدة الحرارة، مما قلل من تدفق المياه إلى السدود، وبشكل عام واجه الناس مشاكل".

 

والجمعة، وصل مبعوث روحاني ونائبه الأول إسحاق جهانجيري إلى مدينة الأحواز عاصمة خوزستان، للوقوف على أزمة المياه.

 

وفي سياق متصل، بث التلفزيون الإيراني مقاطع فيديو أظهرت تدفق المياه من سد الكرخة بمحافظة خوزستان ووصوله إلى مناطق مختلفة منها مدينة الحميدية والخفاجية وغيرها من المناطق.

 

وتسببت أزمة المياه في فقدان بعض المواشي، فضلاً عن مشاكل للعديد من المزارعين في محافظة خوزستان الغنية بالنفط والتي تعاني الإهمال بسبب سياسات النظام.

 

قمع واعتقالات

 

من ناحية أخرى، كشفت مصادر إيرانية السبت، عن أن سلطات الأمن شددت قبضتها وشنت حملة اعتقالات في محافظة خوزستان جنوبي البلاد.

 

ونشرت منظمة حقوقية إيرانية أسماء أكثر من 100 معتقل، فيما دفنت قوات الحرس الثوري صباح اليوم، جثة فرزاد فريسات، أحد القتلى في الأحواز، دون إبلاغ أسرته.

 

وقال مصدر من عائلة فريسات لـ"إيران إنترناشيونال" إن الأسرة لم تقبل أيًا من الشروط الثلاثة للحرس الثوري، بما في ذلك تسليم هاتفه المحمول، واسم الشخص الذي صوّر لحظة وفاته، وقائمة بأسماء الناس من حوله وقت وفاته.

 

كما وردت تقارير عن وجود قوات أمنية مكثفة في بعض المدن، بما في ذلك إيذه الواقعة شرقي محافظة خوزستان، والتي كانت مسرحاً للاحتجاجات.

 

ومنذ بداية الاحتجاجات في خوزستان في 15 من يوليو/تموز الجاري، تم قطع أو تعطيل الإنترنت في المحافظة، وكذلك في أجزاء أخرى من إيران.

 

يذكر أنه على الرغم من أن مختلف المدن في خوزستان شهدت في الأيام الأخيرة انقطاع الإنترنت عبر الهاتف المحمول، وتباطؤ الإنترنت المنزلي، ومع ذلك كانت هناك تقارير عن إطلاق الإنترنت عبر الهاتف المحمول مؤقتًا يوم السبت.

 

في غضون ذلك، نشر موقع منظمة "هرانا" الحقوقية أسماء 102 من معتقلي احتجاجات خوزستان، مشيراً إلى أن الاحتجاجات امتدت إلى 30 مدينة، وبلغ عدد القتلى حتى الآن 9 أشخاص على الأقل.

 

وقالت هذه المنظمة الإيرانية المعنية بحقوق الإنسان، إن مئات الأشخاص اعتُقلوا في الاحتجاجات، لكن تم التعرف على 102 حتى الآن.

 

وفي القائمة التي نشرتها وكالة "هرانا"، شوهد عدد من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم حوالي 18 عامًا، وبحسب هذه القائمة، فإن الطفل أيوب عبود النمنوم البالغ من العمر 12 عامًا، تم اعتقاله أيضًا في 22 يوليو الجاري في مدينة شاوور.

 

"الموت لخامنئي" هتافات التضامن

 

وشهدت مدينة تبريز الإيرانية، مساء السبت، احتجاجات واسعة، ما دفع قوات الأمن للتدخل وقمع المتظاهرين.

 

وخرج أهالي مدينة تبريز عاصمة مُحافظة أذربيجان الشرقيَّة الواقعة شمال غربي إيران، السبت، باحتجاجات شعبية بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

 

وهتف المحتجون وفقا لما ذكره نشطاء ومواقع إخبارية، بشعارات ضد المرشد منها "الموت لخامنئي".

 

وذكر موقع "آوا تودي" الإيراني المعارض، أن الاحتجاجات بدأت في السوق المركزي لمدينة تبريز عندما خرج العاملون في هذا السوق باحتجاجات شعبية مناهضة للنظام بسبب سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية، في ظل تفشي جائحة كورونا وتطبيق قيود من قبل السلطات على العاملين.

 

وتوجد في إيران أقلية أذرية كبيرة، يعيش معظمها في الأجزاء الشمالية من البلاد، والتي تشكل ما يقرب من ربع سكان إيران.

 

من ناحية أخرى، أظهرت مقاطع فيديو مساء السبت، خروج احتجاجات في مدينة "بجنورد" مركز محافظة خراسان شمالي الواقعة شمال شرقي إيران.

 

وذكر نشطاء إيرانيون، أن هذه الاحتجاجات في مدينة بجنورد جاءت دعماً للمحتجين في محافظة خوزستان جنوبي إيران الذين يطالبون بتوفير المياه .

 

وهتف المحتجون في بجنورد "الإيراني يموت ولا يقبل الذل"، وهو شعار تم استخدامه في عدة احتجاجات سابقة ضد النظام الذي يشن حملة أمنية ضد أي احتجاجات.

 

وفي سياق متصل، قالت قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة في حسابها الرسمي على "تويتر"، إن انتشاراً أمنياً في محافظة أردبيل شمال إيران تحسباً لاحتجاجات شعبية.

 

كما أضافت القناة نقلاً عن مصادر محلية في أردبيل، أن السلطات قطعت شبكة الإنترنت عن أجزاء واسعة من المحافظة.