الصين تؤكد تفهمها لموقف مصر بشأن سد النهضة

عرب وعالم

اليمن العربي

أجرت مصر والصين، اليوم الأحد، مباحثات على مستوى وزاري قبل أن تحمل في طياتها رسالة رئاسية من بكين للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تناولت أزمة سد النهضة.

 

وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية، فقط التقى السيسي بوزير الخارجية الصيني وانج يي حاملا رسالة من رئيس بلاده شي جين بينج.

 

وقال البيان إن المناقشات تطرقت إلى آخر تطورات قضية سد النهضة، حيث أكد السيسي موقف مصر الثابت بالحفاظ علي أمنها المائي المتمثل في حقوقها التاريخية في مياه النيل وذلك بالتوصل الي اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل سد النهضة يحقق مصالح الجميع بشكل عادل.

 

من جانبه، أوضح وزير خارجية الصين تفهم بلاده التام للأهمية القصوى لنهر النيل لمصر ومن ثم مواصلة بكين اهتمامها بالتوصل لحل لتلك القضية على نحو يلبي مصلحة جميع الأطراف.

 

وقبل أسبوع جرت وقائع جلسة استثنائية لمجلس الأمن لمناقشة أزمة سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا وذلك بدعوة من كل من القاهرة والخرطوم.

 

واتخذت بكين موقفا مساندا لبناء السد، اتضح جليا في كلمة المندوب الدائم للصين أثناء جلسة مجلس الأمن.

 

وقبل أسبوع، قال المندوب الصيني تشانغ جيون إن بلاده تؤمن بأنه من خلال الجهود المشتركة يمكن استكمال السد وأن يكون مشروعا تنمويا يعزز الثقة المتبادلة والتعاون.

 

وأكدت الصين موقفها الثابت، إذ يفيد بأنه على الدول أن تحل خلافاتها من خلال الحوار على نحو يحقق الفائدة للجميع، الدول الأفريقية لديها تاريخ في حل المشاكل الإقليمية من خلال الحوار والمشاورات.

 

والمفاوضات المرتبطة بسد النهضة متوقفة رسميا منذ أبريل/نيسان الماضي بعد فشل مصر والسودان (دولتي المصب) وإثيوبيا (دولة المنبع) في التوصل لتفاهمات قبل بدء الملء الثاني للسد الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.

وترفض الخرطوم إصرار إثيوبيا على البدء بملء السد للمرة الثانية قبل التوصل لاتفاق ملزم حول ملء وتشغيل السد، قائلة إن "الملء الأول تسبب في أضرار بالغة وعرض 20 مليون سوداني للخطر".

 

وتقلل أديس أبابا من مخاوف الخرطوم والقاهرة وتتعهد بمراعاة هواجس دولتي المصب خلال عملية الملء الثاني التي تؤكد أن تأخيرها يكلف البلاد نحو مليار دولار، كما تأمل أن "يلبي السد حاجة البلاد من الكهرباء".

 

 

وبعيدا عن ملف سد النهضة، أكد السيسي حرص مصر على الارتقاء بمستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمع بين بلاده والصين، خاصةً وأن العام الحالي يتزامن مع مرور ٦٥ عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية المصرية الصينية، والتي شهدت مساراً ممتداً من التعاون والتنسيق بين البلدين في شتى المجالات.

 

ونقل وزير الخارجية الصيني رسالة شفهية من شي جين بينج، تضمنت تأكيد حرص بكين على استمرار تطوير علاقاتها الاستراتيجية مع القاهرة، مشيراً إلى ما تكنه بلاده من احترام وتقدير لمصر في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.

 

وشدد على أن الصين دعم مصر في جهود التنمية الشاملة ومكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

 

واتصالاً بتعزيز علاقات التعاون الثنائي بين البلدين علي المستوي الدولي، أوضح وزير الخارجية الصيني قبول انضمام مصر كشريك حوار في منظمة شنغهاي للتعاون التي تتناول التنسيق والتعاون في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف، والطاقة والعلوم.

 

وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن اللقاء شهد استعراضاً لآفاق تعزيز أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، حيث تمت الإشادة في هذا الإطار بالتنسيق الذي تم على أعلى المستويات منذ اندلاع أزمة وباء كورونا، وصولاً إلى التوقيع على اتفاقية التصنيع المشترك للقاح "سينوفاك" في مصر.

 

وتحدث البيان المصري عن حرص القاهرة على الاستفادة من الخبرات الصينية المتميزة في دعم البرامج والأنشطة التنموية والمشاريع القومية بالدولة خاصة في ضوء البنية التحتية الحديثة التي باتت تتمتع بها مصر والتي تتكامل مع المبادرة الصينية الحزام والطريق.