قرض بالليرة يرد بالدولار.. أردوغان يحكم قبضته على "شمال قبرص"

عرب وعالم

اليمن العربي

وعدت تركيا بتقديم قرض بقيمة 500 مليون دولار إلى جمهورية قبرص الشمالية، وهي دولة تعترف تركيا فقط بها.

وطبقًا للاتفاق الذي حصل موقع "نورديك مونيتور" السويدي على نسخة منه، ستقرض تركيا المال إلى جمهورية شمال قبرص التركية (KKTC) بعملة الليرة، بينما ستحصل المدفوعات بالدولار، وهو شرط صعب بالنسبة للقبارصة الأتراك بالنظر إلى استمرار تراجع الليرة أمام الدولار الأمريكي.

وطبقًا للاتفاق الذي وافق عليه الرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، ستقدم وزارة الخزانة التركية لجمهورية شمال قبرص التركية القرض بالليرة التركية بما يعادل 500 مليون دولار. وتم توضيح سبب القرض بأنه لإعادة هيكلة القطاع العام والمالي للجمهورية.

 

وسيتم صرف الأموال على دفعات، وسداد الأقساط، التي ستبدأ بعد 36 شهرًا من الموافقة على القرض، كل 6 أشهر على 14 قسطا، تنتهي خلال 114 شهرًا.

وبالرغم من ادعاءات الحكومة التركية حول أن القرض سيخصص للبنى التحتية والنفقات المتعلقة بالصحة، من المقدر أن جمهورية شمال قبرص، التي يعتمد اقتصادها بشكل كامل على تركيا، ستنفقه على دفع الرواتب.

ويمكن للقبارصة الأتراك، الذين يحصلون على أهم دخلهم من السياحة، عدد قليل جدًا من السياح بسبب العزلة الدولية والحظر المفروض بعد غزو تركيا للجزء الشمالي من البلاد عام 1974 ردًا على الانقلاب الذي نفذه اليونانيون.

 

وتعطي زيارة أردوغان الرسمية إلى الجمهورية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020 دليلًا حول المكان الذي قد تنفق عليه الأموال. فخلال الزيارة، أوصى أردوغان ببناء قصر رئاسي في قبرص، التي يعيش فيها حوالي 330 ألف تركي، قائلًا إن أنقرة يمكن أن تتولى عملية بناء المبنى الرئاسي على مساحة 5 آلاف متر مربع.

وبدأت الحكومة التركية دفع حل الدولتين لقبرص المقسمة في إطار ما يعتقد مراقبون أنه ورقة رابحة ضد التحالف المناهض لتركيا في شرقي المتوسط والمناورة الدبلوماسية الاستباقية للضغط على الاتحاد الأوروبي قبل عقوبات محتملة من التكتل.

 

ونظرًا لعزلتهم بالمنطقة، اتجه أردوغان وحلفاؤه من اليمين المتطرف إلى خطوات دبلوماسية بديلة من أجل كسر الحصار المعادي لتركيا، وإقناع أصحاب المصلحة للتفاوض مع تركيا.

وبالإصرار على حل الدولتين في قبرص، الذي من شأنه أن يزيد التوترات هناك، تستهدف أنقرة خلف جبهة جديدة في الصراع الإقليمي وإجبار التكتل على التعامل مع مجموعة من القضايا من بينها موارد الطاقة في شرقي المتوسط.

لكن يعارض بعض القبارصة الأتراك تلك السياسات التركية. ولا يخفى أن تركيا تدخلت في الانتخابات الرئاسية لعام 2020 في جمهورية شمال قبرص من أجل تقليص نفوذ معارضيها، مع قيام عملاء الحكومة التركية بتهديد المرشحين أمام رئيس الوزراء المدعوم من أنقرة إرسين تتار.