الصين تدعو لتوسيع التعاون مع أوروبا في قمة ثلاثية مع فرنسا وألمانيا

عرب وعالم

اليمن العربي

دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ أوروبا إلى توسيع التوافق والتعاون بين الجانبين للاضطلاع بدور هام في الاستجابة المناسبة للتحديات العالمية.

 

جاء ذلك خلال قمة افتراضية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بكين.

 

وفي إشارته إلى استمرار الوضع القاسي لجائحة كورونا على مستوى العالم والآفاق غير المؤكدة للتعافي الاقتصادي، قال شي إن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى الاحترام المتبادل والتعاون الوثيق، بدلاً من الشك أو التناحر أو اللعبة الصفرية. وحث الجانبين على التمسك بالإدراك المتبادل الصحيح.

 

وأشار إلى أنه على مدى فترة المئة عام الماضية، قاد "الحزب الشيوعي" الشعب الصيني في فتح مسار تنمية يناسب الظروف الواقعية الوطنية للصين وحظي بدعم شامل وكامل.

 

وأوضح أن الصين وأوروبا انخرطتا في تعاون قائم على مبادئ الاحترام المتبادل والسعي إلى أرضية مشتركة، مع تنحية الخلافات جانبا، لافتا إلى أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي هي النقطة التي تلتقي فيها أكبر القواسم المشتركة.

 

وتابع: "علينا التمسك بهذه الروح، والنظر إلى خلافات بعضنا البعض بطريقة صحيحة، والتعامل بعقلانية مع الاختلافات، وضمان المضي قدما في العلاقات بين الجانبين وتوسيع التعاون متبادل المنفعة لتحقيق نتائج مفيدة للطرفين".

 

وأعرب عن استعداد الصين لعقد الاجتماع الـ23 لزعماء الصين والاتحاد الأوروبي مع الجانب الأوروبي في وقت مبكر، وإجراء حوارات رفيعة المستوى في القطاعات الاستراتيجي والتجاري والثقافي والرقمي والمناخي، وتعزيز الاعتراف المتبادل وحماية المنتجات المدرجة في الاتفاقية بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن المؤشرات الجغرافية لتقديم المزيد من الفوائد الملموسة للشعب.

 

وفي سياق الوقاية من الجائحة والسيطرة عليها، قال شي إنه يتعين على الجانبين مواصلة تحسين "المسارات السريعة" لتبادلات الأفراد.

 

ودعا شي إلى بناء علاقات دول كبرى مستقرة ومتوازنة بشكل عام، مؤكدا أن الصين مستعدة لتعزيز الحوار والتعاون مع كل الأطراف، وفي الوقت نفسه، ستدافع بقوة عن سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية.

 

وأضاف: "نأمل أن يلعب الجانب الأوروبي دورا أكثر إيجابية في الشؤون العالمية، وأن يظهر حقا استقلاله الاستراتيجي، وأن يحمي بشكل مشترك السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في العالم".

 

وتبادل قادة الدول الثلاث وجهات النظر بشأن القضايا الإفريقية.

 

وأشار الرئيس شي إلى أن إفريقيا هي المنطقة التي تحوي العدد الأكبر من الدول النامية، وتواجه أصعب المهام المتمثلة في مكافحة الجائحة وتحقيق التعافي الاقتصادي، كما أنها تتمتع بأكبر إمكانات تنموية على مستوى القارات.

 

ولفت إلى أن الصين قدمت وتقدم حاليا اللقاحات لأكثر من 40 دولة أفريقية ومفوضية الاتحاد الأفريقي، وتدعم إفريقيا في تعزيز قدرتها على إنتاج اللقاحات.

 

وأعرب عن أمله في أن تتمكن أوروبا من زيادة دعمها ومساعدتها لأفريقيا، وتوفير المزيد من اللقاحات للدول الإفريقية التي هي في أمس الحاجة إليها، ومساعدة إفريقيا على التعامل مع ضغوط الديون وتحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية الخضراء ومنخفضة الكربون في وقت مبكر.

 

ورحب بانضمام فرنسا وألمانيا إلى مبادرة الشراكة من أجل تنمية إفريقيا، التي أطلقتها الصين والدول اأفريقية بشكل مشترك، وتنفيذ تعاون ثلاثي أو رباعي أو متعدد الأطراف.

 

بدوره، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن الصين حققت خلال العقود القليلة الماضية إنجازات عظيمة في تنميتها.

 

وأكد على أن فرنسا ملتزمة بتعزيز التعاون مع الصين بطريقة عملية، وتؤيد إبرام اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين، وتقوية التبادلات الثقافية، وترحب باستثمار الشركات الصينية في فرنسا.

 

بدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه من المهم للغاية بالنسبة لقادة ألمانيا وفرنسا والصين الحفاظ على التبادلات، وإن برلين مستعدة لتعزيز التنسيق والتعاون مع بكين بشأن تعزيز الإنتاج والتوزيع العادل للقاحات، واستعادة التبادلات بين الأفراد وكذلك التجارية.

 

وفي إشارتها إلى الأهمية البالغة للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين، أوضحت ميركل أن الجانبين يشتركان في التوافق بشأن العديد من القضايا ويمكنهما التعاون في العديد من المجالات، وأنه يتعين عليهما احترام بعضهما البعض وتقليل الخلافات من خلال تعزيز الحوار.

 

وأضافت أن ألمانيا تدعم عقد الاجتماع الـ23 لزعماء الاتحاد الأوروبي والصين في وقت مبكر، وتتطلع إلى الموافقة على اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين في أقرب وقت ممكن.

 

وأشارت إلى أن ألمانيا تأمل في تعزيز التعاون في الشؤون الدولية مع الصين ومستعدة للحفاظ على التواصل مع الصين بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي واستجابة أفريقيا للجائحة.

 

كما ناقش القادة الثلاث وجهات النظر بشأن عدة قضايا من بينها نووي إيراني والأوضاع بأفغانستان وميانمار.