الرئيس المصري: قمة العراق الثلاثية تدشن مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأحد، إن القمة الثلاثية في العراق تأتي استكمالاً لما تحقق خلال قمتي القاهرة وعمان.

 

وأعرب عن أمله في أن "تكون تدشينًا لمرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية والتعاون الوثيق بين بلداننا سعيًا نحو التنمية المستدامة والرخاء لشعوبنا".

 

وأضاف الرئيس المصري: "وجودي في العراق تجسيد لقوة العلاقات بين بلادنا وشعوبنا ويدل على مدى حرصنا على دعم هذه العلاقات وتطويرها نحو أفاق أرحب".

 

وأكد السيسي أن "القمة الثلاثية فرصة لاستمرار التشاور في ظل ما تشهده المنطقة من تدخلات إقليمية مرفوضة تهدد الأمن القومي العربي"، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لخير المنطقة وشعوبها وتمد دائمًا جسور التعاون لمحيطها.

 

وحول الملف الليبي، قال السيسي إن بلاده تسعى إلى "التوصل لتسوية سياسية بناء على مخرجات قمة برلين وإعلان القاهرة وقرارات الشرعية الدولية بشأن الوضع في ليبيا".

 

وبدأت في بغداد أعمال القمة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن وتركز مناقشاتها على التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري بين هذه الدول العربية الثلاث.

 

ويشارك في القمة الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

 

وبدأ منذ يومين تشديد الإجراءات الأمنية في العاصمة العراقية استعداداً لهذه المحادثات التي يتوقع أن تركز على العلاقات التجارية بين الدول الثلاث المجاورة وكذلك التعاون الأمني.

 

وإثر محادثات مقتضبة بين الرئيس العراقي برهم صالح ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي بعد وصول الأخير إلى مطار بغداد الدولي، شدّد صالح على أهمية "رفع مستوى التنسيق" بين الدول الثلاث و"تنمية آفاق التعاون في الاقتصاد والتجارة والتنمية ومشاريع البنى التحتية ونقل الطاقة والنفط"

 

ورحّب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي سيلتقي الزعيمين الأردني والمصري، بتغريدة بهذا اللقاء، معتبراً أنه يؤسس لـ"مستقبل يليق بشعوبنا".

 

وتعقد هذه القمة أخيراً بعدما أرجئت مرتين، الأولى عندما وقع حادث تصادم القطارين الدامي في مارس والثانية إثر قضية "زعزعة الاستقرار" في الأردن في أبريل.

 

وعقد الأردن ومصر والعراق اجتماعات مماثلة خلال العامين الماضيين ركزت على البنى التحتية والتنسيق المشترك لمحاربة التنظيمات الإرهابية.

 

وفي قمة مماثلة في الأردن في أغسطس 2020 ، شدّدت الأطراف الثلاث على "أهمية تعزيز التعاون. في المجالات الاقتصادية والحيوية كالربط الكهربائي ومشاريع الطاقة والمنطقة الاقتصادية المشتركة" بينها.

 

وبعد تلك القمة توجه الكاظمي إلى واشنطن حيث التقى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في لقاء اعتبر جولة ثالثة من "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين، تلاه تخفيض لعدد القوات الأمريكية في العراق من 5200 عسكري إلى 2500 بحلول يناير 2021.

 

وكلّ من القاهرة وعمّان حليفتان للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولذلك ينظر إلى هذه القمّة على أنها محاولة لتقريب العراق من واشنطن وتحقيق توازن في علاقته معها، وسط خصومة تزداد تعقيداً بينها وبين إيران التي تدعم فصائل مسلحة في العراق، لا سيما فصائل الحشد الشعبي المنضوية في القوات الرسمية العراقية والتي يتعاظم نفوذها يوماً بعد يوم في البلاد.

 

ويبقى انسحاب القوات الأمريكية بالكامل من العراق المطلب الأساسي للأطراف الموالية لإيران في البلاد والتي ترى وجودها "احتلالاً" للعراق، وتواصل الضغط عبر شنّ هجمات متفرقة على المصالح الأمريكية في مناطق مختلفة من البلاد كان آخرها قرب القنصلية الأمريكية في أربيل السبت بثلاث طائرات مسيرة.

 

وقد تشكّل مسألة الانسحاب الأمريكي من العراق أحد بنود مناقشات الكاظمي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في زيارته المقبلة إلى الولايات المتحدة التي أعلن عنها المتحدثّ باسمه.

 

 وعلى مدار يومين شهدت بغداد، انتشاراً أمنيا مكثفاً بنشر مركبات عسكرية في الشوارع العامة، ضمن ترتيبات عقد القمة التي تأتي استكمالا للقمتين السابقتين في القاهرة بمصر والبحر الميت بالأردن.

 

وفي نهاية مارس/آذار الماضي، أعلن الكاظمي تأجيل القمة الثلاثية بين العراق والأردن ومصر، التي كان من المقرر عقدها في السابع والعشرين من الشهر ذاته في بغداد، بسبب حادث تصادم قطارين في مدينة سوهاج جنوبي مصر.

 

ويرى خبراء ومراقبون من البلدان الثلاثة، أن القمة الثلاثية في بغداد، تنطوي على أهمية فيما يتعلق بالتحرك نحو الأفق العربي بخطوات عملية وواقعية.