المعارضة التركية تنتقد أردوغان بسبب "قناة إسطنبول".. وتكشف مخاطرها

عرب وعالم

اليمن العربي

وصف رئيس بلدية إسطنبول الاحتفال الذي أقيم لتدشين "قناة إسطنبول" وشهد وضع أساسات جسر فوق المسار بأنه "حيلة لحفظ ماء الوجه".

 

وقال أكرم إمام أوغلو، إن الجسر جزء من مشروع طريق سريع لا علاقة له بالقناة.

 

وسبق أن حذر أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، من الاستثمار في مشروع قناة إسطنبول الذي يصر النظام على تنفيذه رغم أضراره، ووصف بأنه "خيانة لإسطنبول" و"مشروع اغتيال".

 

وصبّ عمال البناء الأسمنت على أساسات الجسر، الذي يبلغ طوله 1.6 كيلومتر، بينما كان حشد يلوح بالأعلام التركية، وقال أردوغان إن تنفيذ مشروع القناة سيستغرق ست سنوات.

 

وتقول الحكومة التركية إنه من الخطر بشكل متزايد على الناقلات أن تشق طريقها بين البحر الأسود، وبحر مرمرة عبر مضيق البوسفور، المزدحم الذي يقسم النصفين الأوروبي والآسيوي لإسطنبول.

 

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الأتراك يعارضون المشروع، وكذلك رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو وحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي ينتمي إليه، ويقول منتقدون إنه سيدمر النظام البيئي البحري، ويعرض بعض إمدادات المياه العذبة في المدينة للخطر.

 

وقال مصرفيون بارزون لرويترز في أبريل/ نيسان الماضي إن عددا من أكبر البنوك التركية كان مترددا في تمويل القناة بسبب مخاوف بيئية ومخاطر تتعلق بالاستثمار.

 

وعبرت روسيا عن قلقها من أن القناة ربما لا تكون خاضعة لاتفاقية مونترو لعام 1936 التي تقيد مرور السفن الحربية لغير دول البحر الأسود عبر مضيق البوسفور.

 

وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر "مرمرة" بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترًا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.

 

لكن مثل غيرها من مشروعات البنية التحتية الكبرى التي جرى الاضطلاع بها خلال حكم أردوغان المستمر منذ 18 عاما، تثير القناة انتقادات واسعة بسبب أضرارها البالغة على البيئية، وتلويثها لموارد المياه العذبة حول المدينة.

 

وفي مايو/أيار 2018 أصدر اتحاد الغرف التركية للمهندسين، تقريرًا أكد فيه رفضه حفر القناة، وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من إسطنبول، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، وسيتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق، وسيدمر النظام البيئي في بحيرة "كوتشوك شكجمة"، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.

 

ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، وأنه يجب صرف النظر عنه، خصوصًا أن هناك نحو 369 ألف مواطن يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.