القائد أفندي

اليمن العربي

يعد القائد احمد عبدالله بن طالب الكثيري ،،أ فندي،، من أقدم الضباط الحضارم في جيش النظام القعيطي الحضرمي وأكثرهم خبرة ودراية في العلوم العسكرية التي اكتسبها من خلال خدمته في الجيش العثماني الذي شارك معه في الحرب العالمية الأولى ويتمتع بخبرة إدارية كبيرة وعمل على ترتيب الكثير من الإدارات العسكرية بحضرموت وتولى العديد من المناصب في القوات المسلحة القعيطية الحضرمية منها قيادة عدد من السرايا وتولى قيادة سلاح المدفعية لفترة من الزمن وأفاد السلاح بما لدية من الخبرات المتراكمة وتولى رئاسة الأركان في جيش المكلا  النظامي شارك مع رفيقه القائد صالح بن يسلم بن سميدع في معركة العقلة ضمن القوات المشتركة لطرد عامل الامام علي ناصر القردعي الذي احتل منطقة العقلة الحضرمية وتم طرده منها واعتقاله .

كما تولى قيادة سلاح الجمارك وخفر السواحل وعمل على تنظيمها وإدخال عناصر جديدة لها فهو لا يدخل إدارة إلا ويضع بصمته فيها رجل له خبرة كبيرة وعندما قرار القائد بن سميدع الذهاب للإجازة ذكر في تقريره أن القائد أفندي يعد أقدم الضباط وهو أحق أن يكون محله في قيادة القوات القعيطية الحضرمية لولا كبر سنه وعدم قدرته على الحركة والتنقل أما الإدارة فهو الأجدر هكذا وصفه بن سميدع وهي شهادة بأنه الأقدم .

وكان القائد صالح بن سميدع يعتمد عليه في الكثير من الأعمال الإدارية في قيادة القوات المسلحة مكتب القائد العام بل يعتبره مستشار خاصأ له وتربطهما علاقة متينة وقوية وكان رحمه الله ضخم الجثة وصاحب صوت جهوري ولقب أفندي أنعم عليه من قبل الدولة العثمانية نظير خدماته وتفانيه في صفوف الجيش العثماني إبان الحرب العالمية الأولى مع الجيش العثماني وظل هذا اللقب يلازمه حتى وفاته .

انظم للجيش القعيطي الحضرمي بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية برتبة عريف لما يملكه من شهادات واوسمه عسكرية سابقة من الجيش العثماني في نهاية العشرينات من القرن الماضي وظل فيه حتى أحيل إلى التقاعد في العام 1964م بعد خدمة طويلة وجليله قدما فيها عصارة خبرته وجهده لخدمة وطنه حضرموت وكان يصفه السلطان صالح القعيطي ،،بالجوكر،، لما يتحلى به من صفات ومؤهلات كان ياور عسكري للسلطان عوض بن صالح لفترة من الزمن ومسئول عسكري في القصر السلطاني.

القائد أحمد عبدالله بن طالب الكثيري ،،افندي،، من مواليد العام 1890م في منطقة قريو بالقرب من الحوطة لم ينجب اطفال يجيد اللغة الإنجليزية والتركية بطلاقه

كان القائد صالح بن سميدع يصطحبه في الدوريات خارج العاصمة المكلا وفي أحد الدوريات في صوط بلعبيد كانوا في ضيافه أحد المقادمة وكانوا معجبين بشخصية أفندي وضخامة جسمه وكان البرد قارس جدا وكان رحمه الله يلبس ثياب خفيفه وغير عابي ببرودة الطقس فطلب منه أحد المقادمة أن ينام في الجول ويعطيه فراش فقط من غير غطاء طالما أنه لديه القدرة على تحمل برودة الطقس .قبل أفندي الرهان مقابل أن يقدم له نصف رأس لحم مضبي وقرف عسل بغية .

تم الاتفاق وقدموا له نصف رأس لحم مضبي وقرف عسل بغية وبالفعل فرشوا له في الجول تناول أفندي نصف الرأس وقرف عسل وبعد أن اجهز عليه ذهب للجول للنوم في الجول وسط ذهول الحضور من شدة البرد.

وفي الصباح ذهبوا إلى الجول وجدوا أفندي جالس ويدخن سيجارة لف ابوجمل ذهلوا جمعيا من قدرة تحمل أفندي وعادوا به إلى مجلس المقدم الذي بدوره قدم جنبيته هديه للافندي إعجاب به ومجلادته وعندها قال المقدم للقائد بن سميدع من معه واحد كما أفندي ماحد بايعمد سده.

رحم الله القائد احمد عبدالله بن طالب الكثيري أفندي الذي وافته المنية في العام 1977م في مسقط رأسه في وادي حضرموت قرية قريو.