الإدارة الأمريكية تتمكن من توجيه ضربه قاصمة للأذرع الإرهابية على الشبكة العنكبوتية

تمكنت الإدارة الأمريكية، مساء الثلاثاء، من توجيه ضربه قاصمة للأذرع الإرهابية على الشبكة العنكبوتية، بمصادرتها عددا من المواقع الإلكترونية التابعة لإيران.

وفيما أكد مسؤول أمريكي أن تلك المواقع تروّج "للتطرف وتنشر محتوى مضللا"، شدد خبيران على أن هذه المواقع مشمولة بالأمر التنفيذي الخاص بمكافحة الإرهاب.

الخطوة الأمريكية تأتي في إطار العقوبات التي تفرضها على إيران، وأذرعها التي تروج للإرهاب في المنطقة، خاصة أن تلك الأذرع الإعلامية تلعب دورا هاما في نشر التطرف والأفكار الهدامة وتزرع بذور سموم الإرهاب الأسود الذي يكتوي بناره العالم كله وليس المنطقة فقط.

وبحسب مراقبين، فإن القرار الأمريكي ضد وسائل الإعلام التابعة للمليشيات الإيرانية يبعث برسالة لطهران مفادها أنها "ستظل دائمًا تحت المجهر وممارساتها المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة لن تمر دون عقاب من خلال التوسع في فرض العقوبات بمختلف الصور الممكنة".

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية، أن واشنطن حجبت، الثلاثاء، عشرات الموقع الإلكترونية التي تستخدمها إيران وميليشياتها لنشر معلومات مضللة.

وقالت الوزارة في بيان، إن الولايات المتحدة صادرت 33 موقعا يستخدمها اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإيرانية وثلاثة مواقع يديرها فصيل كتائب حزب الله المدعوم من إيران.

فراس ألياس أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في العراق، شدد على أن حجب هذه المواقع جاء لأنها مشمولة بالأمر التنفيذي الخاص بمكافحة الإرهاب.

وقال في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" :" الإغلاق ليس لأسباب سياسية، وإنما يأتي بالتوافق بين وزارتي العدل والخزانة لأن هذه المواقع مشمولة بالأمر التنفيذي الخاص بمكافحة الإرهاب".

ومن جانبه، أشار الخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، وليد فارس إلى أن حجب المواقع الإيرانية أحد أوراق الضغط الأمريكية في ظل تشدد طهران في بعض الملفات مثل الصواريخ الباليستية، بحسب تغريدة نشرها عبر حسابة على "تويتر".

وأرجع مسؤول أمريكي سبب حجب الولايات المتحدة لمواقع إلكترونية تابعة لإيران إلى أنها "تروج للتطرف وتنشر محتوى مضللا".

ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن المسؤول، قوله إن "المواقع التي تمت مصادرتها توجد في اليمن وإيران، إضافة إلى بلدان أخرى".

حجب 36 موقعا

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال مصدر في الحكومة الأمريكية إن وزارة العدل حجبت، نحو 36 موقعا إلكترونيا كثير منها مرتبط بأنشطة تضليل إيرانية.

وتحدث المصدر في واشنطن بعد أن ظهرت إشعارات على عدد من المواقع الإلكترونية التابعة لإيران تقول إن حكومة الولايات المتحدة استولت عليها في إطار إجراء لإنفاذ القانون.

وقالت وكالات أنباء إيرانية إن الحكومة الأمريكية استولت على عدة مواقع إعلامية إيرانية وأخرى تابعة لجماعات مرتبطة بإيران مثل ميليشيات الحوثي اليمنية.

وكتُب بالعربية على موقع قناة المسيرة التي تديرها ميليشيات الحوثي "تم الاستيلاء على هذا الموقع".

وكُتب تحت هذه العبارة بالإنجليزية "لقد استولت حكومة الولايات المتحدة على نطاق المسيرة دوت نت بموجب أمر استيلاء... في إطار إجراء لإنفاذ القانون من قبل مكتب الصناعة والأمن ومكتب إنفاذ الصادرات ومكتب التحقيقات الاتحادي".

وقالت قناة العالم التلفزيونية الإيرانية الناطقة بالعربية على قناتها على "تليجرام" "أغلقت السلطات الأمريكية موقع قناة العالم التلفزيونية".

وظهرت الإشعارات بعد مرور أيام على انتخاب إبراهيم رئيسي رئيسا جديدا لإيران، وبعد أن أجل مبعوثون من إيران وست دول كبرى بينها الولايات المتحدة محادثاتهم حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وعادوا إلى عواصم بلادهم للتشاور.

كما ظهرت إشعارات على موقعي قناة "برس تي في" الإيرانية وقناة اللؤلؤة التي تبث من بريطانيا.

وقالت قناة "برس تي في" على تويتر: "يبدو أنه عمل منسق، تظهر رسالة مماثلة على مواقع قنوات تلفزيونية إيرانية وإقليمية تزعم أن نطاقات المواقع استولت عليها الحكومة الأمريكية".

وكان مدعون أمريكيون استولوا في أكتوبر/تشرين الأول على شبكة من نطاقات الإنترنت قالوا إنها استخدمت في حملة شنها الحرس الثوري الإيراني لنشر معلومات سياسية مضللة في جميع أنحاء العالم.

وقالت وزارة العدل الأمريكية آنذاك إنها سيطرت على 92 نطاقا يستخدمها الحرس الثوري الإيراني للظهور كمنافذ إعلامية تستهدف الجماهير في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرقي آسيا.