ما وراء تتزايد الرغبة لدى سكان إقليم تيغراي في الانفصال عن الدولة الإثيوبية؟

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

تتزايد الرغبة لدى سكان إقليم تيغراي في الانفصال عن الدولة الإثيوبية، بعد أشهر من النزاع، حيث يبدي أهالي الإقليم رغبتهم في تكوين دولة مستقلة، ويؤكدون أن إثيوبيا لم تعد تعني لهم شيئا.

 

وينقل تقرير نشرته صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية، شهادات لعدد من أهالي الإقليم، ويقول جيزو أتيديس، ”لم أعد أعتبر نفسي إثيوبيا“.

 

ولجأ هذا الأب إلى ميكيلي، عاصمة تيغراي، بعد أن أحرق جنود إريتريون منزله ومحاصيله في سامري على بعد حوالي 60 كيلومترا.

 

وبعد سبعة أشهر من الحرب والفظائع المتزايدة يعلّق الأب أمله على قوات دفاع تيغراي، ويقول إنه يجب على ”المقاتلين“ التغلب على ”الأعداء“.

 

ويوضح تقرير الصحيفة الفرنسية، أنّ ”هؤلاء الأعداء لهم في الواقع ثلاثة وجوه: القوات الإثيوبية والجنود الإريتريون المتورطون بدعوة من الحكومة الفيدرالية وميليشيات جماعة أمهرة العرقية المجاورة التي تحتل جنوب وغرب تيغراي، وتنوي البقاء هناك“.

 

وبعد أشهر من القتال، يتحدث رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن عملية ”إنفاذ القانون“ التي تهدف إلى اجتثاث الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي من هذه المنطقة الشمالية.

 

وانتظمت انتخابات إقليمية اعتبرتها الحكومة الفيدرالية، في أيلول سبتمبر الماضي، ”غير قانونية“، وفازت جبهة تحرير تيغراي بنسبة 98 % من الأصوات.

 

وبينما بدا أن رئيس الوزراء أبي أحمد كان يخطط لشن هجوم، شنت جبهة تحرير مورو الإسلامية ”هجوما استباقيا“ على قاعدة عسكرية فيدرالية، ليلة الـ 3 من تشرين الثاني نوفمبر؛ ما دفع الحكومة إلى قتالهم ووصفهم بالإرهابيين، وفق التقرير.

 

ويؤكد أهالي تيغراي أنهم لا يعترفون بالإدارة المؤقتة للإقليم، وأنهم يرفضون إضفاء الشرعية عليها، سيما وأنه تم تنصيبها من السلطات الفيدرالية الإثيوبية.

 

ويشير التقرير إلى أنّ هؤلاء المسؤولين في الإقليم ممزقون بين معرفتهم بالمعاناة المحلية والخط الذي أوكله إليهم رئيس الحكومة أبي أحمد، كما أنّ وضعهم لا يخلو من المخاطر، حيث قتل 22 منهم، وخطف 20، ونقل 4 إلى المستشفى، وفقا للحكومة.

 

وبحسب التقرير الفرنسي، فإنّ ”الغالبية العظمى من سكان تيغراي يريدون عودة ”جبهة تحرير شعب تيغراي“ إلى السلطة، وإنشاء دولة خاصة بهم.

 

ويشرح ويليام دافيسون، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، أنّ ”هناك منطقا سياسيا في هذا الدعم للاستقلال في تيغراي؛ لأن المنطقة دفعت لمزيد من الحكم الذاتي في النظام الفيدرالي الحالي، الذي يسمح بالانفصال لكنه انتهى بالصراع“.

 

ويقول إنه ”لا توجد سلطة في تيغراي معترف بها من قبل كل من الحكومة الفيدرالية والشعب، لذلك لا يوجد حاليا طريق سلمي وقانوني للاستقلال“.

 

ويرفض أبي أحمد التفاوض مع جبهة تحرير شعب تيغراي، وحتى وقف إطلاق النار كان لأسباب إنسانية، بينما يعاني أكثر من 350 ألف شخص حاليا من المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.

 

ووفق التقرير، يبقى الخيار العسكري مطروحا، إذ انضم جنود جيش تيغراي والميليشيات والسكان الذين تستمر أعدادهم في الازدياد، إلى جبهة تحرير شعب تيغراي، ويشكلون الآن معهم قوات دفاع تيغراي.

 

وتستفيد الجبهة، وفقا للتقرير، من ”دعم السكان الذين يوفرون الطعام وينقلون الرسائل، وسيكون من الصعب هزيمتهم بالكامل، لكن هدفهم صعب أيضا؛ لأنه لضمان بقاء تيغراي مستقلة لن يكون عليهم فقط كسب هذه الحرب، ولكن أيضا استعادة أراضي الغرب من أجل أن يكونوا على الحدود مع السودان، أو للنجاح في تغيير النظام“.