تاريخ العلاقات اليمنية المصرية.. تقرير يكشف أبرز عوامل الارتباط بين اليمن ومصر

أخبار محلية

اليمن العربي

 بالعودة الى تاريخ العلاقات اليمنية المصرية  الممتدة الى التاريخ القديم ،وتعد العلاقات الثقافية أحد ابرز عوامل الارتباط بين اليمن ومصر،وهي علاقات كانت دائما بعيدة عن تأثير الظروف والعوامل السياسية والاقتصادية ، فقد حافظ الاتصال الثقافي بين البلدين على مستوياته المرتفعة و تأثيره على علاقة الشعبين وعكس نفسه ولو بدرجة قليلة على علاقتهما السياسية ، والدور المصري لا ينسى في حرب اليمن في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر المشهور بمعاداته للاستعمار ، فقد كان يريد طرد البريطانيين من جنوب اليمن ومن ميناء عدن الاستراتيجي المطل على مضيق باب المندب ، وبناء على الدور الفعال الذي قامت به مصر في دعم ومساندة النظام الجمهوري في اليمن قدمت جمهورية مصر العربية وبحسب إمكانياتها المساعدات لصنعاء وذلك بموجب الاتفاقيات والمحاضر الموقعة بينهما ومن هذه المساعدات إمداد وزارة التربية و التعليم بعدد من المدرسين في مختلف المراحل التعليمية.

 

وشهد التعاون التعليمي بين مصر واليمن خلال السنوات الأخيرة نمواً متزايدا وهناك اكثر من 1300 طالب وطالبة يمني يدرسون في مختلف التخصصات بالجامعات المصرية إلى جانب نحو خمسين ألف زائر يمنى يفدون إلى مصر للسياحة والعلاج سنويا، وبموجب اتفاقية التعاون التعليمي بين البلدين تقدم اليمن عشرون منحة دراسية جامعية معفاة من الرسوم سنويا للطلبة المصريين في حين تقدم مصر أربعين منحة دراسية جامعية إضافة إلى خمسة وعشرين منحة في مجال الدراسات العليا معفاة من الرسوم ،و تبادل الخبرات وتنظيم الدورات التدريبية للعاملين في مؤسسات التعليم العالي أيضاً.

 

ووقعت عدد من الجامعات المصرية واليمنية خلال السنوات الماضية على اتفاقيات تعاون من بينها اتفاقية التعاون الثقافي والعلمي بين جامعتي المنيا وصنعاء واتفاقية أخرى بين جامعتي إب وقناة السويس لتعزيز التعاون بينهما خاصة في مجال طب الأسنان واتفاقية التعاون العلمي والثقافي بين جامعتي تعز وقناة السويس لتطوير التعاون بينهما وتقديم المنح الدراسية لجامعة تعز، إضافة إلى البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين اليمن ومصر الخاص بتنظيم العلاقات الثقافية بين البلدين.

 

وفى 15/7/2018 وافق د. طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني المصري على تجديد قرار معاملة بلاده للطلاب اليمنيين نفس معاملة الطلاب المصريين للعام الدراسي 2018 / 2019. وجاء القرار تقديرًا لمعاناة شعبنا من أحداث الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران، وكانت الوزارة قد وافقت منذ العام الدراسي 2012 / 2013 على معاملة الطلاب اليمنيين نفس معاملة الطلاب المصريين وهذه الموافقات يتم تجديدها سنويًا وكان آخرها العام الدراسي 2017 / 2018.

 

وفى 11/4/2017 وقعت مصر ممثلة في جامعة أسيوط مذكرة تفاهم لتوثيق روابط التعاون مع اليمن في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والثقافية ومجالات البحوث وبرامج التدريب وتبادل الخبرات وتضمنت مذكرة التفاهم تقديم جامعة أسيوط منحًا لدراسة الماجستير والدكتوراة وتسهيل إجراءات قيد المعيدين والمدرسين المساعدين المبعوثين من جامعة تعز على أن يعاملوا معاملة الدارسين المصريين من حيث استخدام الأجهزة العلمية وإجراء التحاليل الدقيقة، والاستفادة من إمكانيات مكتبات وشبكة معلومات جامعة أسيوط، وكذلك حضور المؤتمرات والندوات العلمية والدورات التدريبية والنشر في المجلات والدوريات العلمية التي تصدرها الجامعة. كما تضمنت تبادل الدوريات والمطبوعات والكتب والمراجع بين الجامعتين، إلى جانب تعظيم الاستفادة من خبرات أعضاء هيئة التدريس من خلال العمل على تشجيع تبادل الزيارات والإعارات للأساتذة الزائرين وتبادل الوفود الطلابية للتدريب في المجالات المختلفة، وتسري هذه الاتفاقية بين الطرفين لمدة ثلاث سنوات.

 

 وفي أواخر يوليو 2020 تكللت العلاقات اليمنية المصرية بزيارة رئيس الوزراء معين عبد الملك إلى القاهرة على رأس وفد رفيع، تلبية لدعوة من نظيره المصري مصطفى مدبولي، وقوبلت بحفاوة واستقبال كبيرين من الجانب المصري، والتقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين، وكان أبرز نتائجها الاتفاق على تفعيل آلية اللجنة المشتركة العليا بين البلدين. وتم خلال الزيارة التَّطرُّق لأوجه الدعم المصري لليمن خاصةً ما يتعلَّق بالدعم الفني للكوادر اليمنية في مختلف المجالات بما فيها الكوادر الديبلوماسية، والاستعانة بالخبرة المصرية في مرحلة إعادة الإعمار وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة اليمنية. وتلاها بالفعل عدة زيارات لوفود يمنية للقاء نظرائهم المصريين، وعقد اتفاقات لتطوير آلية التعاون، خصوصاً في مجالات النقل والكهرباء والطاقة، كما أرسل الجيش المصري طائرتي مساعدات طبية للحكومة الشرعية لمجابهة وباء كورونا المستجد، بعد زيارة معين عبد الملك بأيام قليلة، الأمر الذي عكس رغبة مصرية متزايدة بأهمية رفع حضورها واهتمامها بالشأن اليمني.

 

 

وفي 11 يناير 2021، تلقى رئيس الوزراء معين عبد الملك اتّصالاً هاتفياً من نظيره المصري مصطفى مدبولي، قدَّم فيه مدبولي تهانيه للدكتور معين بتشكيل الحكومة الجديدة وسلامته وكل أعضاء الحكومة من الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي"، ُوأكد "مساندة ودعم بلاده الكامل للحكومة [الجديدة] للقيام بمهامها ومسؤولياتها"، كما تم خلال الاتصال "بحث القضايا التي تهم البلدين وتنسيق المواقف المشتركة إزاءها في مختلف الملفات على المستوى الوطني والإقليمي والدولي".

 

جدير بالذكر ان. الموقف المصري تجاه الآزمة اليمنية اتسم بالتوافق مع الموقف السعودي خاصة والموقف الخليجي عامة، والموقف المصري يتسم عامة بالثبات تجاه الآزمة اليمنية منذ بدايتها لما تمثله من أهمية للأمن القومي الخليجي وبالتالي الأمن المصري.

 

 وأعلنت مصر التزامها بالمبادرة الخليجية، وأكدت الخارجية المصرية حينها على ضرورة الالتزام بالحل السياسي على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وقرارت مجلس الأمن ذات الصلة. الموقف المصري يلتزم بضرورة العودة للشرعية وأسس الحوار لتحقيق مصالح المجتمع اليمنى وتحقيق الاستقرار السياسي والالتزام بخارطة الطريق والانتقال السلمي للسلطة.