تشعرين بالحزن منذ مدة، ونسيت ما هو معنى السعادة، وبعض الناس من حولك لا يعون ما تعيشينه. من الخارج، تبدين مع زوجك زوجين سعيدين، ولكن الناس الذين يعرفونك، سيعرفون ما تمرّين به، وأن المظاهر هي مجرد ادعاءات. فأنت غير سعيدة، والأمر بادٍ، حتى حين تظنين أنك تتصنّعين مظهر السعادة أمام أولادك. وحتى لو كان أولادك لا يزالون صغاراً، فإنهم يعرفون أن والدتهم ليست سعيدة.

في أغلب الأحيان، يعي أولادك ما الذي يحصل فعلاً، خاصة الكبار منهم، الذين يستطيعون مقارنة حياة من حولهم بحياة والديهما في المنزل. ولكن لأنك أم رائعة وتحب أطفالها، تستمرّين في هذه الحياة التي تفتقر إلى السعادة لأنك تظنين أن التصرف الأصحّ هو الاستمرار بهذا الزواج المضني لأجلهم. ولكن للأسف، وجهة النظر هذه غير صحيحة، وهي لا تؤذيك أنت فحسب، بل أيضاً تؤذي أولادك...

الاكتئاب الذي تشعرين به سيصيب أولادك ايضاً

فقد وجدت دراسة أجريت عام 2009، أن الاكتئاب عند الأهل، مرتبط بإشارات أولية للطباع السيئة وقلة الاهتمام لدى الأطفال، فضلاً عن عوامل سلبية أخرى.
إن بقاءك في زواج لا يؤمن لك السعادة، فقط لتري سعادة اطفالك هو مبدأ خاطئ. فإذا استمر حزنك مع الوقت، كيف تتوقعين لأولادك أن يستمروا في حياتهم بعيدين عن حزنك؟ هل تريدين أن يشعر أولادك بأنهم السبب في حزنك؟ خاصة أنهم لن يفهموا سبب استمرارك بالكدر حتى يتقدموا في العمر. لا تفعلي ذلك بك وبهم.

الأمر ممكن

يمكنك أن تبني حياتك لك ولأولادك وحدكم. قد يتطلب منك الأمر وقتاً لتستطيعي إعالتهم، ولكن خطوة بخطوة، يمكنك أن تتخلي عن زواج لا يسعدك، وأن تديري منزلاً وحدك. هل الأمر سهل؟ ليس في البداية، وقد يكون صعباً في بعض الأحيان، ولكن الأمومة في الاصل ليست بسيطة، وكذلك الحياة.
القرار لك أنت: إما أن تكوني عالقة في علاقة لا تمنحك أي أمل بالحياة، أو أن تكافحي للوصول ولكن وأنت تعيشين بحرية. وتذكري أن الكفاح سينتهي يوماً ما، ولكن تعاستك على الأغلب ستستمر.

هل بحثت عن المساعدة؟

زواجك سيّئ، هل استعنت باستشارة مختصّة؟ هل زرت من يقدر على مساعدتك؟ لعل هناك بعض الأمل لتغيير حالك وحال زواجك. التواصل مع زوجك هو الخطوة الأولى، ومن ثم المساعدة المختصة. وإذا رفض، فلا تتردّدي في البحث عنها وحدك... فلعلّ هذه المساعدة تعينك على تحسين حياتك الزوجية، أو على اتخاذ قرار نهائي بالانفصال.

الادّعاء أنك تعيشين في الجنّة أمر خاطئ

أن تعيشي يومياً مع أولادك في جوّ مسموم هو أمر خاطئ جداً. تخيّلي أنّهم راشدون ومتزوّجون، هل ستقبلين أن يعيشوا وضعاً مشابهاً؟ هل ستنصحينهم بالبقاء؟