بالصور.. منزل "برج إيفل" يثير جدلا بالجزائر.. واتهامات بالجملة لصاحبه

تكنولوجيا

اليمن العربي

من عاصمة الجن والملائكة "باريس" الفرنسية إلى مدينة الزيتون والمساجد الجزائرية "تيزيوزو"، تحول برج "إيفل" الشهير من معلم إلى منزل، حيث تداول جزائريون صورا لتشييد مواطن من محافظة تيزيوزو الواقعة شرقي البلاد منزلا على شكل برج "إيفل”.

 

وقام المواطن بإنشاء المنزل عن طريق "وكالة عقارية" محلية بالولاية الجزائرية مختصة في بناء المنازل يمتلكها محمد إلياس، الذي وضع لافتة كبيرة باسم الشركة.

 

واختار أصحاب مشروع المنزل تشييده في إحدى المناطق الجبلية الساحرة التي تشتهر بها ولاية تيزيوزو، التي تجذب آلاف السياح سنوياً للاستمتاع بطبيعتها الجذابة وهوائها النقي.

 

وبألوان بيضاء وسوداء بات ذلك المنزل مطلاً على عدة مناطق قريبة يمكن رؤيته منها، وزاده جمالا أشجار الزيتون المحيطة به من كل جانب، ليكون برج "إيفل" بـ"نسخة جزائرية".

 

ولم تحدد بعد طبيعة المبنى الكبير، إن كان منزلاً للسكن العائلي أم فندقاً سياحياً أم مقرا للوكالة العقارية، فيما تداول الجزائريون الصور على أنها "منزل" صاحب المشروع.

 

خيانة الشهداء

 

ورغم جمالية هندسة المنزل الفريدة بالجزائر، وثناء البعض على ما اعتبروه "أفكارا جديدة غير تقليدية تسهم في تنشيط حركة السياحة"، إلا أن تداول صور "منزل إيفل" عبر منصات التواصل صاحبه جدل واسع.

 

واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر "انتقاداً وغضباً" من صاحب فكرة المنزل، إلى الحد الذي كانت معه كثير من التعليقات تصف فيها تشييد منزل بمعلم فرنسي شهير بأنه "رمز للاحتلال الفرنسي" و"الخيانة لدماء شهداء الثورة التحريرية" ضد الاحتلال الفرنسي (1830 – 1962).

 

حتى إن البعض من أهالي منطقة تيزيوزو أعربوا عن "صدمتهم" لاختيار شكل معلم فرنسي لتشييده في مدينة قالوا "إنها دفعت الثمن غالياً فترة الاحتلال الفرنسي وقدمت آلاف الشهداء لاستقلال الجزائر".

 

وورد في بعض التعليقات بأن "شكل المنزل شوه حقيقة المدينة المعروفة بأنها مدينة المساجد"، وتشتهر "تيزيزو" تاريخياً بأنها أكثر المدن التي بها أكبر عدد من المساجد في الجزائر.

 

وتراوحت بقية ردود الفعل عبر منصات التواصل بين اعتبار شكل المنزل "نوعاً من أنواع التأثر بكل ما هو فرنسي من قبل بعض الجزائريين" وأخرى اعتبرت أن "فكرة هندسة المنزل تؤكد بقاء الغزو الثقافي الفرنسي في الجزائر" على حد وصف بعض التعليقات.

 

واستغرب نشطاء آخرون "عدم تشييد المنزل بشكل معلم عالمي آخر غير برج إيفل مثل برج بيزا" في العاصمة الإيطالية روما.

 

حق مشروع

 

بينما ورد في تعليقات أخرى "استياء من الاستياء"، من بينها تلك التي اعتبرت ردود الفعل الغاضبة بـ"الفتنة"، وأخرى قالت إن "كثيرا من المنتقدين يرغبون في الهجرة إلى فرنسا بطرق غير شرعية بأموال طائلة ويتظاهرون بانتقاد كل ما هو فرنسي".

 

ومن ردود الفعل أيضا ما أكدت على أن "هندسة المنزل حرية شخصية لصاحبه ولا يحق انتقاده"، وقارنوا بين بعض الأشكال الهندسية للمنازل والعمارات التي قالوا "إنها أكبر إهانة للجزائر من شكل البرج الفرنسي".