أسعار النفط ترتفع لأعلى مستوى منذ عامين

اقتصاد

اليمن العربي

قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في أكثر من عامين، الثلاثاء، ويترقب المستثمرون اجتماع منظمة "أوبك" وحلفائها، الذي سيقرر مستويات الإنتاج.

 

وارتفع عقد برنت تسليم شهر أغسطس/آب 2.01% إلى 70.79 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2018.

 

بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط لتسليم يوليو 2.70% أو 1.88 دولار إلى 68.20 دولار للبرميل، وتحوم عند أعلى مستوى منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018.

 

وزاد خام نايمكس الأمريكي إلى مستويات 68.4 دولار بنسبة تقترب من 3% للبرميل والتي تعد الأعلى منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2018.

 

بينما ارتفع خام برنت بأكثر من 2% أو 1.5 دولار إلى مستويات 71 دولار والتي تعد الأعلى منذ ديسمبر/كانون الأول 2019.

 

قال وزیر النفط الكويتي محمد الفارس، إن الأسواق النفطیة ستكون قادرة على استیعاب الزیادات التدریجیة في الإنتاج من دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفائها، التي بدأت في مایو أيار الماضي.

 

وأضاف الفارس "ھناك مؤشرات لعودة الحیاة لطبیعتھا في العدید من دول العالم مع تسارع برامج التطعیم ضد فیروس كورونا عالمیا متوقعا زیادة الطلب على النفط بحلول النصف الثاني من عام 2021 مع تحسن أساسیات السوق."

 

ويرأس الوزير الكويتي وفد بلاده المشارك في اجتماعات المجموعة المعروفة بأوبك +، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

 

التزام بخطة الإمدادات

قالت ثلاثة مصادر في أوبك إن من المرجح أن تلتزم أوبك+ بالوتيرة الحالية للتخفيف التدريجي لقيود الإمدادات النفطية في اجتماع اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي يوازن فيه المنتجون توقعاتهم بتعافي الطلب مقابل زيادة محتملة في إمدادات إيران.

 

قررت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها، في المجموعة المعروفة باسم أوبك+، في أبريل نيسان إعادة 2.1 مليون برميل يوميا من الإمدادات إلى السوق في الفترة من مايو/أيار إلى يوليو تموز إذ توقعت زيادة الطلب العالمي على الرغم من ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا في الهند.

 

ومنذ تبني هذا القرار، أخذت أسعار النفط في الصعود وكسبت ما يزيد على 30 بالمئة منذ بداية العام إلا أن احتمال زيادة الإنتاج من إيران، مع إحراز تقدم في المحادثات لإحياء اتفاقها النووي، قد حد من الاتجاه الصعودي.

 

وارتفع سعر خام برنت دولارا ليتجاوز 70 دولارا للبرميل اليوم الثلاثاء.

 

وقال محمد باركيندو الأمين العام لأوبك إنه لا يتوقع أن تتسبب زيادة المعروض الإيراني في مشكلات.

 

وأضاف في بيان "نتوقع أن تكون العودة المتوقعة للإنتاج والصادرات الإيرانية إلى السوق العالمية على نحو منظم وشفاف".

 

قالت مصادر في أوبك+ إن خبراء المجموعة أكدوا توقعات سابقة لقفزة كبيرة بواقع ستة ملايين برميل يوميا في الطلب على النفط في 2021 مع تعافي العالم من جائحة كوفيد-19.

 

وقالت مصادر أوبك+ إنها لا تتوقع أن تتخذ المجموعة قرارا بشأن سياسة الإنتاج لما بعد يوليو تموز لأن توقعات الإمدادات الإيرانية غير واضحة. ومن المقرر عقد اجتماع آخر لمنظمة أوبك في 24 يونيو/حزيران.

 

خفضت أوبك+ الإنتاج بمقدار قياسي بلغ 9.7 مليون برميل يوميا العام الماضي مع انهيار الطلب. واعتبارا من يوليو تموز، ستقلص تحفيضات أوبك+ إلى 5.8 مليون برميل يوميا.

 

أظهر استطلاع أجرته رويترز، الثلاثاء، أن أسعار النفط سترتفع تدريجيا هذا العام مع تجاوز الاقتصادات أزمات الجائحة وتخطي عوامل معاكسة أفرزها تفشي فيروس كورونا في الهند.

 

وتوقع المسح الذي شمل 45 مشاركا أن يبلغ سعر برنت في المتوسط 64.79 دولار للبرميل - في سادس زيادة على التوالي للتقديرات خلال 2021 - بارتفاع طفيف عن توقع بلغ 64.17 دولار في أبريل نيسان.

 

وبلغ متوسط سعر الخام 63.52 دولار منذ بداية العام.

 

وقال كارستن فريتش المحلل في كومرتس بنك "في الربع الثاني من العام، السوق مهددة بالانزلاق نحو نقص كبير للإمدادات إذ يُتوقع أن يزيد الطلب العالمي على النفط بقوة".

 

ومن المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بين خمسة وسبعة ملايين برميل يوميا في 2021.

 

غير أن المخاوف مستمرة حيال انكماش الاستهلاك في الهند، ثالث أكبر مستهلك في عالم، إذ تعاني من موجة جديدة من إصابات كوفيد-19.

 

لكن بعض المحللين يرون أن التداعيات ستكون محدودة.

 

وقال هتال غاندي مدير كريسيل ريسيرش "لا نتوقع تراجعا كبيرا (للأسعار) إذ يعوض هبوط الطلب من الهند زيادة من دول أخرى مثل الصين والولايات المتحدة".

 

ولا تزال إيران تحت رحمة العقوبات الأمريكية المفروضة على قطاع الطاقة، والتي تحرم طهران من بيع نفطها العالق فوق سفن الشحن وسط البحر، ورغم انطلاق المفاوضات في أبريل/نيسان الماضي لتخفيف العقوبات عن طهران، إلا أن الوضع لا يشير إلى انفراجة قريبا.

 

ويرى الخبراء أن أي زيادة لإمدادات إيران ستضاف لإنتاج زائد متوقع من منظمة أوبك وحلفائها، فيما يعرف بمجموعة أوبك+، التي تنوي إعادة نحو مليوني برميل للسوق حتى نهاية يوليو/ تموز.

 

ويتوقع معظم المحللين أن تبقي أوبك+ على الخطة الحالية للخفض التدريجي لقيود الإمداد خلال اجتماعها اليوم.

 

وقال سوفرو سركار من بنك دي.بي.إس "بعد يوليو تموز، سيتوافر لدى أوبك+ بيانات أكثر عن وضع تزايد إصابات كوفيد في الهند والتقدم بشأن عقوبات إيران، لكي تحدد استجابتها في ضوء هذه العوامل".

 

وتوقع الاستطلاع أن يبلغ سعر الخام الأمريكي 61.98 دولار للبرميل في المتوسط، مقابل 61.01 في تقديرات أبريل/نيسان.

 

وقال جيوفاني ستونوفو من يو.بي.إس "في ظل إشارة منتجي النفط الصخري بالولايات المتحدة إلى تبنيهم موقفا متأنيا، لا نتوقع زيادة كبيرة للإنتاج في الأشهر المقبلة".